مهما كانت النتائج التي سوف تضفي اليها الانتفاضة في ايران فأنها اثبتت هشاشة النظام الدموي واظهرت مدى السخط الشعبي على حكم الملالي .. ولكن السؤال الى العالم المتحضر وامريكا التي تتشدق بالديمقراطية وتعمل على تغيير الانظمة الاستبدادية في العالم وفق مبدأ الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان من اجل مصالح الشعوب التي تعيش تحت نير الظلم والاضطهاد والاستبداد كما فعلت مع العراق .. لماذا لا تطبق هذا المبدأ وتدعم الشعب الايراني وتساعده على تغيير النظام الدكتاتوري الشمولي ام ان العراق كان صادقاً في مواجهة الصهيونية ومن يقف ورائها لهذا تم احتلاله، بينما ايران منذ اربعين عام ويصدح قادتها بالقول الموت لامريكا والموت لاسرائيل لا امريكا ولا اسرائيل ماتت وانما طيلة تلك السنين وايران تتآمر وتفتك بالعرب وامريكا اول من عبد لها الطريق لاحتلال العراق ومن بعده احتلال اربعة عواصم عربية .. مما يعني ان امريكا هي من تحافظ على بقاء حكم الملالي في طهران وبسكوتها تهيئ لهم السبل في استخدام القتل والقوة المفرطة بقمع الشعب المنتفض، وهي الداعمة لتجاوزات ايران وتدخلها في شؤون الدول المجاورة لانها المعول الذي تستخدمه في هدم الدول العربية بما يتوافق مع الاستراتيجية الامريكية في المنطقة لهذا لا احد يتوقع ان تفعل امريكا بايران مثلما فعلت بالعراق بل سوف تغطي على جرائم النظام كما غطت من قبل على حالات الاعدام التي لم يسبق لها مثيل في كل دول العالم ولم تحرك ساكن لا هي ولا منظمات حقوق الانسان التي تدعي الانسانية والشرف واليوم تجاوز عدد قتلى الانتفاضة خمسون قتيل والكل في صمت لان الجميع ينتظر ان يتصدق عليهم ملالي طهران بالموافقه على الاتفاق النووي لكي تدخل الشركات الغربية الى ايران من اجل تحقيق مصالحها وفق ديدن النفاق الغربي المعهود الذي لا يعرف الا امتصاص دماء الشعوب ونهب ثرواتهم وان الشد والجذب في المفاوضات الحالية مع ايران ليس له علاقة بتفاصيل بنود الاتفاق النووي المختلف عليها، وإنما الخلاف حول تحديد مناطق النفوذ الإيرانية والأمريكية. مما يعني ان ما يحدث من صراعات وتوترات وحروب في الشرق الاوسط واوكرانيا والصين وتايوان وكوريا وغيرها من بؤر الاجرام الغربي الامريكي في العالم كلها لاغراض اقتصادية يصنعها العالم الذي يدعي التحضر من اجل من ينال كل طرف الحصة الاكبر من تقاسم الغنائم وهي امتداد لما بعد الحرب العالميتين التي تمخضت عنها سايكس بيكو والتي قام بها الحلفاء المنصرين من اتفاقات على توزيع ارث الامبراطورية العثمانية ومنها الدول العربية وبعدها تثبيت دعائم تلك الغنائم بعد الحرب العالمية الثانية، اي ان الأزمات التي نعيشها اليوم هي نتاج تلك الاتفاقيات التي فرضها المنتصر على المهزوم، بمعنى لا حرية ولا حقوق انسان وانما شعارات لتحويل الذئب الى حمل وديع.