أسوأ ما يقع به الإنسان هو التطرف في تبنيه لقضاياقابلة للنقاش والحوار فيحيلها إلى مسلّمات لا يمكن بأيحال من الأحوال المساس بها، ويؤسف عندما يهوى وينتهجبقصدية أم بدونها بعض ممن ينادون ويتشدقون في الدفاععن الحريات واحترام الرأي والرأي الآخر.
نقول هذا ووسائل الإعلام بتعدّد مصادرها تضجُّبشواهد من الكثرة على الإحصاء، أشخاص يتناطحونحواريا في سجالات أغلبها مستهلكة ولا تنطوي إلّا علىالبسطاء، وبدهاء ومكر يلبسونها ما يوهم بأهميتها، ولها منالفاعلية على أرض الواقع ما يدعو إلى التشبث في الدفاععنها، حتى أصبح الواحد من المغلوبين على أمرهم يتوارىعن كل ما من شأنه تعكير المزاج، ويزيد الفجوة اتساعا،فهجرنا التلفاز بفضائياته، ولذنا بتقنية تتيح لنا الانتقاء ولوبالحد الأدنى، وصرنا نبحث بجد عن منافذ أكثر تسامحتؤمن بالتعددية وتقبّل الرأي والرأي الآخر مهما اختلف عنّادينيا أو فكريا، ما دام لا يحدث بما اعتقد خلخلة قد تفضيإلى زرع الكراهية والتباغض بين أبناء المجتمع الواحد، وقدتقود إلى عدم الاستقرار وزعزعة الأمن والجرّ بالبلاد والعبادإلى زاوية مظلمة تتخبطُّ خطوات الجميع ولا تقود إلاّ إلىالتشرذم والتمزّق، وننهل من شريعتنا السمحاء ما يعين علىذلك ما دام القائل وقوله الحق سبحانه وتعالى🙁ٱدْعُ إِلَىٰسَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَأَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦوَهُوَ أَعْلَمُبِٱلْمُهْتَدِينَ)، وقوله تعالى 🙁فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَفَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ…).
والآيات في هذا الصدد من الكثرة، ولكن نكتفي بهذينالنصّين الكريمين، فهما بمثابة قانون إلهي يضع بني آدمأمام حجمه الحقيقي، فاللحظة التاريخية العصيبة التي نمرُّبها والتي تكاد تفتك بكل شيء وتأتي على الأخضر واليابس ولا تذر تضع الجميع أمام خيار أخلاقي قيمي لا ثاني لهوهو الركون إلى لغة العقل والمنطق والابتعاد عن كل ما منشأنه أن يزيد الأمور سوءا، ويقود لعاقبة الجميع خاسرفيها.