على مر التاريخ الحديث عرفنا ان الولايات المتحده قد خذلت الاحزاب الكرديه بعد عدة وعود قطعتها في مناسبات كثيره .. وبالطبع هناك دول اخرى خذلتهم اكثر من مره منها ايران وتركيا.
الغريب في الموضوع ان القاده الكرد يتعثرون دوما بنفس الحجر ويُلدغون من نفس الجُحر .. ومن الواضح انهم اختلط عليهم الفرق بين الحجر والجُحر لأنه في كل مره يقولون ان هذه المره هي الحاسمه, ولكنها لم تكن ولن تكن الحاسمه.
امريكا ليست غبيه وهي ترى سياسه السيد مسعود البرزاني وهو ينمو كدكتاتور عتيد في الإستبداد وهو يسلك سلوكا لاعلاقه له بالديمقراطيه واحترام حقوق الإنسان وتداول السلطه..
فبسرقة وتهريب النفط العراقي الى الخارج وايداعه الأموال في حسابات مصارف اوروبيه انما هو امر قد فاحت رائحته كثيرا واصبح في حدود اللامعقول..
فأمريكا لديها كل حسابات السيد مسعود وكل من يتعامل معه بل لديهم كل التسجيلات والوثائق والافلام التي تثبت تهريب النفط العراقي الى الخارج..وقد حذرت كثيرا حكومه الإقليم من افتعال المشاكل ولكن من الواضح ان حكومة الإقليم لم تستوعب الدرس بعد..
كذلك كبت الحريات في شمال العراق واغتيال اصحاب الرأي كالصحفيين والكتاب ناهيك عن تسلط عائلته على المراكز المهمه في الإقليم وتسلطه على رئاسة الاقليم سنوات طويله دون ان يأتي البديل انما فتح كل ذلك الباب على السيد مسعود ليعلن الكونغرس انه دكتاتور حقيقي خيب امل امريكا فيه.. فقد كشف مسؤولون في الإقليم ان سبب تأجيل زياره مسعود المقرره الى واشنطن هو وجود قرار امريكي يدرج الحزب الديمقراطي والاتحاد في لائحه المنظمات الإرهابيه لازال ساري المفعول منذ ثلاثه عشر عاما.. حيث تقوم القنصليه الامريكيه في الإقليم بالتدقيق في طلبات الفيزا المقدمه من مواطني الإقليم للقنصليه فهي لا تمنح الفيزا لمن ينتمي للحزبين الكرديين.
كما اعلنت واشنطن انها ليست مع استئثار الإقليم بتاتا بالثروه النفطيه التي هي ملك العراقيين جميعا, كما لايمكن ان يكون تصرفها بالثروه النفطيه بمعزل عن بغداد..
وقد اتضح كل ذلك من خلال تصريح اعلنته وزاره النفط العراقيه ان الحكومه التركيه لن تستلم اي شحنة نفط من الإقليم الا في حال موافقه بغداد مما يشير الى توافق امريكي تركي حول هذا الموضوع..وقد كان حريا بالبرزاني ان لايبيع العراق لأجل تركيا التي وضعته في موقف محرج جدا..
كما ان الخلافات التي تضرب العلاقات بين الحزبين الكرديين كبيره جدا لايمكن معها ان يتفقا مره اخرى خصوصا في موضوع الميزانيه المنهوبه اصلا والمسقتطع نسبه منها توزع مباشره على اعضاء الحزبين الكرديين..
ولاننسى خلافهم حول الميزانيه المخصصه للسليمانيه من جهه واربيل ودهوك من جهه اخرى.. فحزب الطالباني يسيطر كما هو معروف على السليمانيه والبرزاني يعتبر دهوك واربيل معقل حزبه, وكانت حكومه الإقليم قد منحت خلال السنوات الماضيه للسليمانيه حصه اقل مما هو مقرر لها مما اثر على البناء والإعمار وتنظيم الخدمات وغير ذلك..
فحين يصرح السيد مسعود البرزاني ان ثروات كردستان في خدمة كل اكراد العالم فإن ذلك يعد مؤشرا الى انه يعد نفسه كزعيم اقليمي قد يثير المشاكل بالرغم من وعوده لتركيا وايران بعدم افتعال ذلك.. الا ان واشنطن لم تعد تثق به وبحزبه..
كما ان ايواء حكومة الأقليم للإرهابيين المطلوبين وفق مذكرات قضائيه انما فتح عليهم باب اخر وضعوا فيه انفسهم في موقف لايحسد عليه حتى اصبحت كردستان مأوى كل ارهابي او مجرم مطلوب للعداله في بغداد, حيث تخبط سياسه الإقليم اليوم جعل منها موضع شك اكثر بكثير من ان تكون موضع ثقه..
امريكا لاتبحث عن مصلحه العراق بل عن مصالحها.. ورأت ان استئثار السيد البرزاني في ثروات الإقليم وافتعاله للمشاكل في العراق انما وضعها في موقف حرج بعد انسحابها ووعدها للعالم بعراق مستقر.. الا ان ذلك لم يحصل ذلك بسبب الخلافات والإختلافات التي يفتعلها الإقليم خصوصا في موضوع النفط.. لذلك وبالمختصر المفيد امريكا تخذل الاحزاب الكرديه مره اخرى, وقد كان بالاحرى بهم ان يلتفتوا الى مصلحتهم مع العراق بدلا من استجدائها من خارجه.. لتكون النتيجه خذلان في خذلان..