يمكن تسميته بإعادة الإنتشار ايضا Redeployment إذ بغداد ملآى بنقاط السيطرة او التفتيش وبعضها جرى استبدالها بمركبات وعجلات عسكرية من الجيش والشرطة , وتشتمل هذه التسمية ايضاً بما يصطلح عليه ” بإعادة التموضع العسكري ” وفق اصطلاحاتٍ لبعض الدول العربية , وكذلك ” حالة استنفار ” التي هي اقرب لحالة الإنذار في القوات المسلحة العراقية .
قيادة عمليات بغداد اعلنت انها قامت ” بممارسة أمنيّة ” في كلا جانبي بغداد ” الرصافة والكرخ ” , وهو تعبير جديد في المصطلح العسكري العراقي , ولم تستخدم هذه القيادة التعابير التقليدية كالقيام بتمرين او مناورة او واجب عسكري وما الى ذلك , وليست هذه بذي اهميةٍ او ضرورةٍ قصوى بالرغم من انّ الإعلان عن تنفيذ هذه المهام جاء بعد ادائها وليس قبلها , وذلك ما تفترضه الضرورات الأمنية المفهومة , لكنّ الأهمّ من المهم هو الدوافع للقيام بهذا الإجراء الأمني – العسكري , بالإضافة الى توقيته الظرفي ..
هذا الإنتشار او ” الممارسة الأمنيّة ” هو كسلاحٍ ذو حدّين او يمثّل اهدافاً مزدوجة المعنى والتفسير .! , فيعتبرها البعض حالة من الطمأنينة النفسية والعملية لسيطرة الدولة على الوضع الأمني , بينما يجدوها آخرون كحالةٍ من القلق الإستباقي لحدوث خللٍ او خرقٍ غير متوقّع او قريب الوقوع ممّا دفعَ قيادة العمليات لنشر قواتها في تقاطعات ومناطقٍ مختلفة من العاصمة , وما يعزّز ذلك ” على مستوى الجمهور على الأقل ” هو كثرة وكثافة الأخبار التي تناقلت بأنّ متغيراتٍ سياسيةٍ ما ستحدث بعد ” الزيارة الأربعينية – المليونية للإمام الحسين ” , علماً أنّ معظم الأحياء والمناطق السكنية تضم او تحتوي على مكاتبٍ ومقراتٍ للأحزاب التي تمتلك فصائلاً مسلّحة , فضلاً عن انّ مناطقاً اخرى حول العاصمة ” وبتماسٍ منها ” تتواجد فيها ثكنات لبعض تلكم الفصائل , ولذلك فإنّ كلّ ما تتخذه قيادة العمليات المشتركة من اجراءات فهو مبرر ويحظى بقبولٍ جماهيريٍ واسع او غير واسع النطاق للحفاظ على أمن الدولة والمجتمع . لكنّه كذلك , ومع كلتا ” الّلُتيّا والّتي ” ومع حالة < الضبابية السياسية – Political Uncertainty > التي تكتسح الساحة العراقية فإنّ المراقبين من طبقة الإنتلجنسيا الإعلامية والسياسية ومن دونِ ” الضرب بأسداسٍ واخماس ” وغيرها من رقمنة الواقع العراقي التي تتسيّده مراكز القوى المسلحة , فمن حقّهم الربط والخلط بما يجري من مجرياتٍ , وبين الزيارة المفاجئة لمساعدة وزير الدفاع الأمريكي الست د. ” سيليست والاندر ” للعراق في هذا التوقيت تحديداً , وكانت اهمّ لقاءاتها مع وزير الدفاع ورئيس اركان الجيش ومستشار الأمن الوطني , ومع ربطٍ وارتباطٍ آخرٍ مع ما ضخّته ونشرته بعض السوشيال ميديا مؤخراً جداً من أنّ محاولةً انقلابيةً كادت ان تقع وتكون بدايتها لإعتقال السيد مصطفى الكاظمي .! وثمّ اعلان البيان رقم – 1 , ودونَ ايّ معرفة اذا ما كانت مثل هذه الأخبار المجهولة المصدر من جيوشٍ الكترونيةٍ فتّاكة .! او غير الكترونية , او من جهةٍ سياسيةٍ معروفةٍ تهدف الى تشويش رؤى الرأي العام , دون ان تستفيد من ذلك سوى اثبات حضورها الفاقد لحضورٍ عمليّ .!