كثيرة هي الأسئلة التي توجه الى اليسار الوطني الثوري العراقي وهي أسئلة الواقع الراهن وفي مقدمتها تطور أطار الأيدلوجية لقوى التحرر العراقي في ظل انهيار البرنامج الاشتراكي والوطني والموقف من البرجوازية الوطنية العراقية الحاكمة والدولة البرجوازية سيما أنها فشلت في تحقيق الآمن الوطني العراقي والتنمية البشرية والتحول الديمقراطي وممارسة النخب الحاكمة أبشع أساليب الفساد والاستبداد وقهر الشعب وما هي الأساليب المناسبة للنهوض بالمشروع الوطني وانتشاله من حالة الفشل والتراجع وما هي الأدوات الضرورية لتفعيل دور الوحدة الوطنية واليسار الديمقراطي العراقي لكي يتمكن من القيام بدور محوري قادر على تقديم البديل وفرض وقائع على الأرض وهل التمسك بالموقف من السلطة ما زال صالحا أم المطلوب صياغة برامج تساعد السلطة على الصمود بوجه الإرهاب والفساد الذي يجتاح كل شيء . وفي ظل ما يشهده التاريخ الراهن في المنطقة من انهيار خاصة صعود موجة التكفير والقتل وإباحة الدماء وهتك الأعراض ونهب المال العام والفساد الإداري ومافيا الجريمة الاجتماعية المنظمة وتدمير الممتلكات وتفكيك البنية الاجتماعية وتنشيط الطائفية والمذهبية والإقليمية والعرقية هل يكون مقبولا من اليسار العراقي الوقوف بصمت والتشفي واعتبار ذلك فرصة لمزيد من التنظير بالقدرة على التنبأ بمسير الحقد اليميني ا لطائفي العشائري في تصفية الحسابات الدموية يكون شعبنا العراقي وحده الضحية فيها أم ان المطلوب هو جراء عدم القدرة على الثورة ضد نظام الفساد والإرهاب في العراق او على الأقل القدرة على التدخل في صناعة القرار العراقي سينحصر المطلوب في التصدي من خلال الوقوف مع الدولة واستقرارها ووحدة شعبها باعتبار ذلك احد الوسائل الاستراتيجية للتصدي للمشروع الامبريالي والصهيوني وخاصة إن ما يجري في (سوريا والعراق ) واضح جدا وبين كالشمس. وفي القضية السورية حيث العمق الاستراتيجي وألاعيب إسرائيل وقطر وبندر في التغيير بواسطة أدوات أمريكا خدمة لأمن إسرائيل حيث اصبح المطلوب هو الدفاع عن الدولة العراقية الفاسدة باعتبار ذلك المهمة المباشرة أمام القوى التقدمية والوطنية لأنه لا خيار لنا فهو اهون الشرين لان الخيار الاخر هو داعش والتجزئة والحرب الاهلية الطائفية وأخيرا هل اليسار العراقي قادر على الإجابة عن الأسئلة الاستراتيجية الراهنة أبدلا من يمينية اليسار وتذيله وتبعيته وعجزه المزمن وعدم قدرته على النهوض وغرقه في الحيرة والجملة اللفظية الثورية والانتهازية وترك اليمين يمارس جرائمه متى شاء وحينئذ لا بقاء لليسار الديمقراطي والثوري في العراق الذي اصبح الان وجوده كعدمه .