اكتب وقد لا تقوى نفسي على تذكر وتخيل مشهد الدماء التي اريقت بلا ذنب يوم الطف في العاشر من شهر محرم الحرام دماء حفيد النبي المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام الامام الحسين سيد شباب اهل الجنة وأهل بيته وأصحابه الأبرار في معركة كربلاء بعد ان وجهت سيوف الخيانة و الغدر لقلبه التقي النقي وهو يدعوى للخير والسلام ويصدح صوته الى عنان السماء لا للباطل والتجاوز على شرع الله فكان جزاؤه هو وال بيت النبوه ومنبع الرسالة ومعه اتباعه من المجاهدين ان يذبحوا بسيوف الغدر بذلك المشهد المحزن والمؤسف في تاريخ الامه والانسانية جمعاء الذي تأبى اروحنا المحبه استعادته وتخيله لماساته وحزنه ووقع الجريمه وخستها لكن التاريخ عليه ان يكتب ولا يترك سجله شاغرا ليسطر ما كان فاجعة في قلب الأمة التي فقدت سيد شبابها مضرجً بالدماء شهيدً في واقعة لا تُمحى من كتاب الأرض. ويتردد صداها في كل ساعه ويوم و عام حتى الان اذ تتعلق بأبن بنت نبي الله فاطمة الزهراء عليه الصلاة والسلام والذي تعلقت واستقرت بحبه أفئدة المسلمين الذين يحبون آل بيت رسول الله، لقد احببت الحسين وعشقته بدون غلو ولا تفريط عشقت امامي وحبيبي وسبدي ومولاي ابا عبد الله مذ كنت طفل صغير العب في روضته الشريفة المقدسة كبرت وانا الوذ بمقامه حبا به وبي محبيه الذين دائما ما كرمني الله بفضله واعانني على حضور مجالسهم التي تتحدث عن فكر ومبادئ الحسين التنورية الانسانية النقية التي ضحا واشتشهد من اجلها وانا اشعر بالراحة والطمانينة والسكينة بوجودي في تلكم المجالس وحلقاتها الطيبة التي تمتلأ بعبير المحبه الصادقة وتتحدث عن سيرة الحسين ونهجه التنويري الاريحي المتعالي عن السفاهات نعم تطيب نفسي برؤوية مقامه الطاهر وعيوني ترنوا لقبابه الذهبية عند دخولي كربلاء من بعد كيلومترات و تطيب نفسي برؤويتها ورؤية زائريه الطيبين الصادقين الذين يطمحون ويعملون ويجدون ويشتهدون للوصول الى قيم المبادئ الاصيلة التي قدم الحسين عليه السلام نفسه قربان من اجل التمسك والعمل بها والحفاظ عليها والارتقاء والوصول الى بعض ما ضحى الامام الحسين (ع) من هذه المبادئ يوم قال لا للظلم والظالميين والفسادين المتجاوزين على شرع الله و حقوق الناس ونقولها اليوم باعلى الاصوات لا للنفاق والمنفقيين امام حب الحسين ومن علامات المنافق ان يقول ما لا يفعل لان من يحب الحسين (ع) عليه ان يتمسك بسيرته العطره وبثوابته ونهجه الايماني الروحي والقيمي والعقائدي لان من يحب الحسين صدقا وبدون كذب ورياء ليبقي الحسين حيا في ضمائرنا ودليل عمل لكل محبيه ونحن عندما نسمي ابنائنا واولادنا باسم الحسين (ع) يجب ان يكون فيها تبرك وازكاء لنور الاخلاص والوفاء الحقيقي للامام الحسين (ع) والمقصود التمسك بنهجه وخلقه القويم وعدم الخروج على مبادئه التي اخذها من كتاب الله جل جلاله و استقاها من جده وامه وابيه عليهم الصلاة والسلام لقد اخذ الحسين من جده الكثير كان شديد الشبه به متصفًا بصفاته الخَلقيّة والخُلقيّة، فقد كان الحسين شديد الحسن والجمال، وشبهه بالنبي، حيث كان شديد البياض، والنور يتلألأ من وجهه فكان كالبدر في بهائه وهيبته، كما كان مثالاً للكمال في تقواه وإيمانه، شديد التّقوى وصابرًا متوكلاً على الله تعالى في جميع أموره، وهو الأمر الذي ظهر جليًا في معركة الطف إذ كان في وسط المعركة يدعو الله بالثبات والصّبر، وكان شجاعًا مقدامًا لا يخاف في الحق لومة لائم، وكذا كان عالمً وفقيهًا ومفتيًا للمسلمين في شئونهم، استشهد في الطفوف منتصرا لدينه ومبادئه ومبادئ جده وابيه وعلينا استلاهم كل قيم الحق والعدل والانصاف والشجاعه من هذه المناسبه العظيمه على قلوب المسلمين والانسانيه جمعاء ونتقي الله وانتخذ من هذه الشهادة التي تضمنت الكثير من العبر والدروس ومنطلقات الايمان والخصال الانسانية والشجاعة والتضحية والفداء والفروسية والوفاء والصدق والزهد والعلو والرفعة والصبر والايثار والتسامح والشجاعه درسا لا ينسى
والسؤال المطروح الان ما ذا لوكان الامام الحبيب الحسين (ع) بيننا اليوم اعتقد لطعن مجددا في روحه ونفسه وهو يرى ما يدور في البلاد التي استشهد على ارضها من شبح التناحرات والاقتنال والصراع المقيت على بهرجة السلطه وكيف يسرق المال العام ويتم التجاوز على حقوق الفقراء والارامل والايتام وينتشر الفقر والبطاله وضياع الحقوق ماذا نقول للحسين الشهيد (ع) عن شق الصفوف والتخندقات والاصطفافات المتناحره بين ابناء الامه التي كنا نباهي بها الدنيا فدخلت في دوامه من الباطل و التناحر و وطننا يأن و يعمل على التخلص مما هو فيه من كوارث وشوائب الماضي القريب اللئم الذي وضعنا فيه الاحتلال وعملائه من خونة الوطن الذين اسسوا للفرقة والاقتتال الطائفي التي كانت سببًا في مشاهد الدماء المراقة دون وازع من عقل أو ضمير على تراب وطن يبكي بعد أن كان قد اقترب من الاستقرار وإعادة البناء ولم الشمل ليتنا وضعنا ازاء اعيننا دم الحسين الطاهر الذي سال بيد الغدرو الخيانة والفرقه واطماع الدنيا ومغرياتها وبهرجتها ليتنا نتعلم ونتعض من التاريخ ليتنا اتخذنا الدروس والعبر من ثورة الحسين على الباطل والظلم ونكتب تاريخنا مستندين لعقيدة ومبادئ ثورة الحسين (ع ) حتى لا نكرر اخطاء الماضي لتؤدي بنا الى حياة الضعف والذل والوهن علينا ان نتخذ من دم الحسين عبره وصحوه لترميم ما تشقق وتصدع في وطننا فلا سبيل إلى الحفاظ عليه سوى بالوحدة والتماسك، ولنلقِ خلف ظهورنا الشقاق والفرقة، فدمنا واحد ووطنا واحد ومصيرنا واحد، ولتكن هذه رسالتنا التي نستمدها من قصة استشهاد الحبيب الامام الحسين (ع) ونجد ونجتهد من اجل بناء حاضر ومستقبل ملؤه الوئام والمحبة السلام.