5 نوفمبر، 2024 1:57 م
Search
Close this search box.

من اجل أداء ناجح لمنافذنا الاعلامية

من اجل أداء ناجح لمنافذنا الاعلامية

تشكل الوسائل الاعلامية روافد اساسية لها دور الصدارة في رفع مستوى الوعي الاجتماعي وإشاعة المفاهيم الثقافية المختلفة،ولاغنى للمجتمع بدون هذه الوسائل ،فهي النوافذ التي يطل من خلالها المتلقي لمواكبة تطورات المشهد السياسي والثقافي بشكل عام،وما يتلقاه المتلقي عبر هذه النوافذ يمثل له مادة فكرية ناضجة اكتسبت مشروعية في النشرلانه من المفترض ان كل مفردة من مفردات اي نشاط  اعلامي قد خضعت للفحص  والتدقيق من قبل القائمين على ادارة الوسائل الاعلامية من حيث اللغة والصياغة وتناسق الافكار وانسجامها مع قواعد النشر ومراعاتها للجوانب الاجتماعية والسياسية والتربوية..الخ لان اي مفردة او فكرة تأخذ طريقها الى النشر وهي غير مكتسبة للشروط المتقدمة سوف يكون لها انعكاساتها السلبية بل عندما يكثر استخدام مثل تلك المفردات والأفكار سيعطيها مشروعية في التداول العام لأنها تصبح فترة من الزمن مألوفة لدى المتلقي .
ومن البديهي اننا لابد ان نميز بين مفردات التداول اليومي وبين مفردات وسائل الاعلام ،لان مفردات الشارع والسوق  والمقهى..الخ تتأثر بكثير من العوامل والظروف الاجتماعية اما في وسائل الاعلام فان  الامر يختلف لان تلك المفردات اقل مايقال عنها انها صادرة من وسط يتسم بالوعي والثقافة والمعول عليه ان يكون مصدرا لإشاعة المفاهيم والمفردات الصحيحة لا العكس.
ماأريد قوله بعد الاسطر المتقدمة ان كثيرا من الاعمال التي تبثها وتنشرها بعض الوسائل الاعلامية تتضمن مفردات وألفاظ ليس من اللائق ان تمنح اجازة عبور الى آذان  وعقول عوائلنا  وأطفالنا لان وصولها اليهم عبر تلك الوسائل يضفي عليها طابعا مألوفا كما تقدم. ولا يتوقف الامر عند حدود المفردة التي لاتليق بل ان كثيرا من الاعمال غير الناضجة تأخذ طريقها الى الاخراج دون ان تمتلك مايؤهلها للقبول وهذا مايؤدي الى ان يتساوى الغث بالسمين فيضيع الابداع وسط ذلك الزحام،ومرد ذلك  الى ان كثيرا من القنوات والإذاعات والصحف انما قامت على اسس همها الاول الترويج لبضاعة الجهات التي تقف وراءها بين ذوي التفكير البسيط . وغني عن القول ان هذه الوسائل انما وجدت   بعد ان وجدت الباب مفتوحا امامها على مصراعيه بدون قيود او شروط بسبب الظروف التي مر بها البلد.  
ومما هو معلوم ان الثقافة بشكل عام صناعة لها مقوماتها وشروطها التي لاتستقيم بدونها. بل ان البعض ممن اقحم نفسه في هذا المجال صار عبئا على تلك المنافذ الثقافية فكم من اللقاءات التي نشاهدها يوميا يقوم على ادارتها افراد قد يحسنون الظهور بالمظهر الانيق ولكنهم لايحسنون صياغة المفردات وترابط الافكاربل لايعرفون متى يتوقفون عن الكلام ومتى يوجهون السؤال ،وكثيرا مانلاحظ ان البعض من هؤلاء يقطع كلام المحاور قبل ان يكمل الفكرة التي يريد ايصالها وهكذا يصبح اللقاء ثقيلا على المحاور والمتابع وقس على على هذا المنوال الكثير من الصحف والمجلات التي  تعجبك الوانها الزاهية وأوراقها الصقيلة لكنها هزيلة المحتوى بما تحوي من كتابات ركيكة.
ويحضرني بهذا الخصوص ما اورده اسامة بن منقذ في كتابه (لباب الاداب) ان فيثاغورس مر ذات  يوم بقروي عليه ثياب فاخرة وهو يتكلم فيلحن في كلامه فقال له ياهذا اما ان تتكلم كلاما يشبه لباسك أوتلبس لباسا يشبه كلامك.
خلاصة القول في مانريد ان نصل اليه هو اننا بحاجة الى اعادة نظر في كثير من مفاصيل منافذنا الاعلامية من اجل اداء ناجح لتلك المنافذ .والله الموفق

أحدث المقالات

أحدث المقالات