18 نوفمبر، 2024 5:53 م
Search
Close this search box.

تحت الرماد

محمد سعيد العريان
عرض / حواس محمود
يتحدث الكتاب الحالي عن الاديب محمد سعيد العريان ( 1905- 1964 ) حياته ، وبعض شؤونه الاجتماعية والفكرية ، ويسجل بعض جهاده في مقاومة المستعمر البريطاني ، وذكرياته في فلسطين التي حل ضيفا عليها عام 1938 ومعاناته الكبرى بفقد زوجته حتى صار مضرب المثل في هذا الامر ، وغيرها من المقالات التي تمثل حمولة إنسانية وفكرية كبرى .
ورث العريان عن ابيه جانبا كبيرا من العلم والولع بالكتب ، فبدأ دراسته بالمعهد الاحمدي وهو احد المعاهد العلمية الكبرى في مصر آنذاك ، ثم اتجه الى دار العلوم حيث الاصالة والعراقة كما ورث عنه صموده وشجاعته وحب الوطن ، فما ان نشبت ثورة 1919 التي خرج فيها المصريون على اختلاف طوائفهم يطلبون الحرية ورحيل المستعمر البريطاني ، حتى كان التلميذ الصغير احد المشاركين فيها وقد عبر العريان عن أثره في الرافعي بقوله :” ولم يكن له صديق يأوي اليه كما يأوي كل ذي نفس اذ لم يكن جلساؤه الا بعض اهله او بعض المعجبين به اعجاب العامة بكل زائد عليهم في فن ، او بعض الزملاء من الموظفين وكتبة الدواوين ، فلم يكن رجع الصدى الذي يكشف له عن نفسه وفنه كما هو في نفوس الناس ، فلما اتصلت أسبابه آخر الأمر ببعض من يستطيع ان يتحدث اليهم حديث النفس في صدق وإخلاص بدأ يسلك في فنه سبيلا آخر قرب به ما كان بعيدا بينه وبين الجماهير ، واتصل ما كان مقطوعا بينه وبينهم ، ورجع اليه الصدى من البعيد البعيد ، فسمع ما لم يكن يسمع ، واحس ما لم يكن يحس من عواطف الناس ، وعواطف نفسه ، فلان بعد جمود ، وسلس بعد تعقيد ، ورن في الآذان رنين الموسيقى ورف رفيف الزهر في القلوب ”
وتجدر الإشارة الى ان تعرف الرافعي الى العريان واحمد حسن الزيات كان له اكبر اثر في ادب الرجل ، اذ اصبح خطابه موجها الى القراء ، بعد ان كان موجها الى نفسه فقط ، وقد عبر بعض النقاد عن ذلك بقولهم : ” لقد اصبح الرافعي عريانيا ، وقال البعض بل اصبح العريان رافعيا ”
وكان العريان ممن آمنوا بأهمية الكلمة والابداع في صناعة الوعي لدى أمته ، وفي

هذا الاطار اصدر قصة مدرسية تحت عنوان ” الراية الحمراء ” وقت كانت مصر محتلة من البريطانيين الذين رأوا في هذه القصة تعريضا بهم وتحريضا عليهم ، فصدر القرار بمصادرتها ومنع طباعتها وتداولها ، وهذا حال الطغاة الذين ترعبهم الكلمة اكثر مما يرعبهم السيف ، اذ حجة العلم اقوى وامضى وابقى من السيف مهما ترادفت الازمان ، واهتم العريان بأدب الطفل وكتب كثيرا من قصص الأطفال ، لأن الطفل كما يقول العريان نفسه : ” ولوع بالقصة … والادب العربي على سعته وغناه يكاد يخلو من القصة السهلة التي يستطيع الطفل ان يقرأها في رغبة وشوق ”
الكتاب / تحت الرماد .. محمد سعيد العريان
المؤلف / وليد كساب
الناشر / المجلة العربية 2018
الصفحات / 125 ق متوسط

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة