18 ديسمبر، 2024 10:02 م

كشفت لجنة تقييم الاندية في وزارة الشباب و الرياضة فضائح ما تسمى زوراً و ظلماً بالاندية الرياضية ، و التي لا ترتقِ لأبسط مقومات النادي الرياضي ، هذه الدكاكين التي كانت تستنزف المليارات سنوياً من المال العام هي نتاج العلاقات و المحسوبية و الوساطات و الضغوطات السياسية و الحزبية و المصالح المشتركة ، خلقت هذه الفوضى العارمة ، بعد ان شاهدنا صوراً مأساوية عممتها لجنة التتقييم في المواقع و وسائل الاعلام ، لمقرات بائسة ليست اكثر من بسطات للتربح و المتاجرة الرخيصة بالرياضة العراقية ، دخلاء أسسوا ما تسمى بالأندية تحت عناوين و اسماء اشخاص و عشائر و مناطق و قرى و نواحي ، لتكون كما السرطان الخبيث إستشرى بسرعة غريبة في جسد الرياضة العراقية بمساعدة كل مسؤول أعلى مر على وزارة الشباب و الرياضة ، الجهة المانحة لإجازات تأسيس الأندية .

قد يكون تشكيل لجنة إعادة تقييم الاندية الرياضية و دراسة واقعها ، خطوة متأخرة جداً ، و يبدو إنها جاءت بعد الضغوطات الاعلامية الكبيرة التي طالبت بإنهاء الأندية الوهمية و إلغاءها ، بهدف خلق بيئة رياضية سليمة تبدأ من الأندية الحقيقية و غير المزيفة ، لكن أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي ابداً ، و يبدو انها خطوة كبيرة و واسعة و ان لم تغطِ كل مساحات البلد ، لوجود أندية مؤسسة حديثاً في مناطق نائية و ساخنة ، لكنها من افضل الاجراءات التي اتبعتها و نفذتها الوزارة منذ سقوط النظام السابق و لغاية الآن.

الصور و الفيديوهات التي افصح عنها رئيس لجنة التقييم الدكتور موفق عبد الوهاب كشفت النقاب عن ( بلاوي ) حصلت و تحصل في رياضتنا و رفعت الغطاء عما كان خافياً و مستشرياً من فساد مالي و إداري و أخلاقي ، لأن وجود أندية وهمية و غير فاعلة و تنهب المال العام ، يعد عملاً غير أخلاقي و يحاسب عليه القانون .

و في الوقت الذي نشيد بلجنة تقييم الاندية و نعضد عملها ، نتمنى استمرارها بهذه الهمة و العزيمة و الشجاعة من دون مجاملة و محاباة ، لا سيما إننا نحرص على متابعة خطواتها بإستمرار ، كونها عملية إصلاحية يتوقف عليها مصير رياضة بلد بحجم تأريخ و أصالة العراق .

[email protected]