18 ديسمبر، 2024 9:12 م

انتظروا أزمة الأزمة !

انتظروا أزمة الأزمة !

بدون رومانسيات سياسية وخطابات انشائية ونوايا حسنة تقود في غالب الاحيان الى الجحيم ، ودون مبادىء تم سحقها ببساطيل المسلحين ، نقول بدون كل هذا الهرج والمرج والشعارات الخادعة أو القائمة على الأماني الخائبة ، ان ماحدث ويحدث بعد واقعة عار الخضراء ، هو تأجيل لاندلاع أزمة اقوى واشد وأعنف واكثر دموية !
علينا ان نتحلى بالشجاعة الكاملة لنقول ان هذه الطبقة السياسية الميتة سريرياً مع عمليتها المحتضرة منذ سنوات ، عاجزة عن حل الازمة البنيوية في البلاد ، وكل ” حلولها ” ترقيعية لاتمس جوهر الازمة التي هي في حقيقتها الصراع على السلطة ونفوذها تحت عباءات مختلفة الالوان والعناوين ، وهي ازمة جرّت بعض القوى النظيفة الى آتون جحيم المصالح الضيقة فانقلبت شعاراتها ،تحت تأثير مغريات السلطة ، الى شعارات تتحايث مع شعارات الطبقة السياسية نفسها خالقة الازمة وراعيتها الرسمية !
الإطار والتيار حلولهما وطروحاتها غير قابلة للحياة لافتراق الطرق والمناهج بينهما ونظرتهما الضيقة الى طبيعة الازمة ومكوناتها ، صحيح ان السيد الصدر طرح مشروعا لاغلبية وطنية بفضائها الوطني ، الا ان تكوينه الايديولوجي لايتيح له الذهاب الى ابعد مما طرحه على جرأته ، لكنها مخارج تدور حول الازمة وتتحول بتحولاتها الميدانية ، فكان بارومتر الحلول ونوعيتها متذبذباً بين السقوف العليا والقبول بانصاف الحلول ، أي من الشلع قلع الى الانتخابات المبكرة !
ويبدو الاطار الجهة الاكثر تمسكاً بالاستعصاء السياسي ـ فبعد الخروج من ” حفلة الدم” في الخضراء اعادت تمسكها بالذهاب الى اجتماع البرلمان وحكومة للسوداني وبذلك ابقت الازمة على حالها بانتظار انتهاء زيارة الاربعينية حتى ينفتح للعراقيين مشهداً جديداً من مشاهد الصراع ، قد تضطر فيه مرجعية السيد السيستاني الى التدخل العلني بعد ان رفع مجلس الامن الدولي الكارت الاصفر منبها الجميع الى ان الأسوأ قد يكون قادماً للجميع !!
ولايبدو في الافق الى ان أي قرار ستتخذه المحكمة الاتحادية قد يساعد على الحلحلة ، فلا خيار أمام الاتحادية الا ان تقول انها غير معنية بحل البرلمان وان على الاخير ان يحل نفسه بنفسه ، ويعرف القضاة جيداً خطورة أي قرار يتخذونه لذلك اجّلوا اتخاذ القرار اكثر من مرّة واعطوا فرصة ،وان كانت خائبة، لصفقة سياسيةهشّة تجنبها تحمل ما سيترتب على قرارها من آثار من الصعب التنبؤ بمدياتها !
التنازلات الشجاعة والتأريخية وحدها من تحلحل الازمة وتفتح كوّة في النفق المظلم الذي نسير فيه ، ولكن من يفعلها ؟!
هذه اللاكن تحتاج الى سياسيين يضعون مستقبل البلاد فوق مستقبلهم السياسي الشخصي ..فما هو المتوفر منهم في هذا المشهد القادم والمنفتح على أزمة الأزمة ؟!!