في حزیران عام ( 1967 ) كنا َ تلامیذ صغار في الدراسة الابتدائیة .. ولا أتذكر حرب حزیران وسقوط القدس وسیناء والجولان والضفة الغربیة بید العدو الصھیوني إلا بعد أن قرأ علینا معلم الریاضة في السنة التي تلتھا ( 1968 (خطاباً عن الفدائیین والعاصفة ومنظمة التحریر الفلسطینیة وعبد الناصر والتبرعات .. وكبرنا وكبرت معنا الھزیمة وبقینا نسمع .. أبو عمار .. أبو أیاد .. أبو جھاد .. أبو نضال .. والجبھة الشعبیة لتحریر فلسطین والجبھة الدیمقراطیة وجبھة التحریر العربیة وجبھة النضال وحواتمة وحبش .. وإستمرت الھزیمة تنموا في نفوسنا وزاد عدد المناضلین .. حماس والقومیین والشیوعیین والبعثیین والإسلامیین واللیبرالیین والعلمانیین والرادیكالیین وزاد معھم عدد المناضلین من كوبا والصین وكوریا الشمالیة وفیتنام وروسیا والدول الإشتراكیة وأصبحت قضیة فلسطین القضیة المركزیة للعرب ولم یتحرر منھا ٌ شبر واحد .. العدو الصھیوني أصبح یمتلك قنابل نوویة ودولة إقتصادیة محكمة وعلاقات دولیة متینة وأقوى جھاز مخابرات ( الموساد) عرفھ التاریخ سیطر بشكل محكم على جمیع منافذ التھدید للكیان الصھیوني مھما كان حجمھا وأنى یقع مكانھا .. ودیمقراطیة محكمة وحیاة سعیدة وباب مفتوح لكل الیھود في العالم للتوجھ إلى (أرض المیعاد ) .. بعد أن ّ حضر العدو آلاف معسكرات الإستیطان والمجمعات لمن یرید أن یسكن في الأرض المحتلة .. وجیش متمكن وإسناد إعلامي َّ قل نظیره وضحك على ذقون العرب لیلاً .. وقتل وتشرید الفلسطینیین ومحاصرتھم وتجویعھم وإرعابھم وإغتیال الجمیع متى ماسنحت الفرصة وزج الآلاف في ونھاراً سجون العدو وبث الفتن والفرقة والخلافات بین فصائل المقاومة وتدنیس مستمر للأراضي المقدسة والعبث بالإرث الخالد للدیانتین المسیحیة والإسلامیة وإستیراد جنود معلبین من أثیوبیا والیمن ( یھود الفلاشا ) یمتلكون حقداً عجیباً على العرب .. .. ُ ولست ھنا في معرض التشكیك بأي موضوع لكنّي على یقین أن فلسطین لن تعود فلسطین ذھبت بلا رجعة ولن تعود لنا أبداً إلا بعد أن یتم إستبدال عشرات الأجیال العربیة وبخاصة الأجیال التي عاشت في القرن العشرین وحتى نھایة القرن الثلاثین على أقل تقدیر !! وبما أننا إنتھینا من القضیة الفلسطینیة لأن فلسطین لن تعود إلى قبل یوم القیامة بأیام .. لابد من الإلتفات إلى القضایا المركزیة الأخرى للعرب .. فلیبیا والسودان وتونس ومصر والیمن والصومال والبحرین وسوریا ولبنان أصبحت قضایا مركزیة وفي .. ویبقى الطریق بإذن الله الجزائر والمغرب وموریتانیا ودول الخلیج العربي ستكون قضایا مركزیة في المستقبل القریب جداً العراق الحائر .. ھل أصبحت قضیتھ مركزیة أم لا مركزیة ؟ الجواب واحد .. العراق لن تقوم لھ قائمة إلا بشروط ..أولھا إلغاء جمیع الكتل والأحزاب والشخصیات السیاسیة والإعلامیة التي ساھمت وأشارت وإتفقت وشاركت في إحتلال العراق من قریب أو بعید .. رجلاً كان أو إمرأة وتقدیمھم إلى المحاكم المختصة مھما كانت صفتھم ووظیفتھم ! ھل من الممكن تحقیق ھذا المطلب والعودة قلیلاً إلى الوراء كي نرى المناضلین في ھذه الأیام وھم یجلسون ویضحكون ویتحاورون مع العدو الأمریكي َزور فإرادة الشعب لا تتغیر ولا تتزور .. فھا ھم نفس العملاء الّذین كانوا یتباھون بعملھم حینما إحتل بغداد؟! إذا كان التاریخ یُ مع العدو الأمریكي یستبدلون أقنعتھم السوداء بأخرى بیضاء لكنھا على أیة حال أقنعة .. سوف لن اذكر ً أسماء بعینھا بالأمر مكشوف والعراقیون إنقسموا والدولة الكردیة على الأبواب والأقالیم أصبحت ھتافاً للمناضلین وسیزداد الفقیر فقراً والظلم سیتسع والطائفیة الملعونة تسلقت النفوس .. ُ نحن قضیة العرب المصیریة الآن فما ُّ نمر بھ عدواناً على أنفسنا وإغتیالاً مبرمجاً لحضارتنا وإنتحاراً جماعیاً للشعب العراقي المسلوب الإرادة والقدرة .. وعلى من كانت لھ ید أو إصبع أو شھقة أو مجرد إشارة في إحتلال العراق إذا كان یمتلك ( قطرة من الغیرة ) كما یقول المثل علیھ أن یُقدم نفسھ إلى أقرب مركز شرطة لا أن یجعل البسطاء من العراقیین یعتقدون أنھ محرر المظلومین َّ لأن سبب البلاء الذي حدث للعراق والعراقیین وتحویلنا إلى قضیة مركزیة مصیریة ھو الإحتلال الأمریكي للعراق وماحدث في فلسطین سیحدث في العراق والفرق بسیطٌ جداً ففلسطین یحتلھا .. العدو الصھیوني علانیة والعراق تحتلھ ٌ دول عدة برمجت عملاءھا ووزعتھم بدقة في العراق .. أع ُ تقد َّ أن الأمر ٌ واضح جداً وبدون أسماء .. ولله – الآمر.