18 ديسمبر، 2024 11:24 م

شيعة السلطة … الى اين ذاهبين بالعراق !

شيعة السلطة … الى اين ذاهبين بالعراق !

الى اين ذاهب صدام بالعراق ؟ هذا السؤال كان يطرح في العديد من اللقاءات والجلسات العائلية والاجتماعية ولقاء الاصدقاء وعلى نطاق ضيق خشية حصول ما لا يحمد عقباه من اعتقال وتنكيل والتي كانت تجمع العراقيين انذاك ويحضر في اذهان العديد من العراقيين وهم يرون نتائج الحروب والصراعات التي خاضها نظام صدام وحال وطنهم البائس وشعبهم الذي فقد كرامته وكبرياءه وهو يتغرب في دول هي أصلًا فقيرة مثل الاردن واليمن وسوريا ولبنان باستثناء ليبيا القذافي طلبًا للرزق والعمل من اجل التغلب على الظرف الصعب انذاك نتيجة اثار العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على العراق اثر غزوه دولة الكويت والتي حاول صدام تسميتها زورًا وبهتانًا كعادته ب (( الحصار )) تبريرًا لافعاله الشنيعة والمجرمة.

 

لقد تعددت مصادر القوى والتشكيلات المسلحة داخل الدولة العراقية واصبح هناك العديد من الاجهزة الامنية البوليسية ( حرس خاص، امن خاص، فدائيين، جيش القدس، ناهيك عن اجهزة الدولة الدولة. الامنية الرسمية ) تؤدي ادوارا مختلفة يترأسها ابناء الرئيس وأقرباءه والموالين له من الضباط والعسكر ومن هنا انطلقت نهاية نظام صدام بعدما اختل توازن الدولة وفقدت شرط العدالة والابوية للشعب واصبحت تلك التشكيلات تشكل عبئا كبيرا على الدولة وميزانيتها وتغري الرئيس في الاستمرار في سياساته الخاطئة واستبداده وتسلطه ودكتاتوريته المقيتة حتى انتهى به الحال سجينًا ومعدوما ً وتبخرت تلك التشكيلات المسلحة ولم يعد لديها اي اثر على الارض.

 

شيعة السلطة … الى اين ذاهبين بالعراق ؟ فالاحداث تتكرر ونفس السيناريو يعاد تكراره اليوم وكانكم تستنسخون تجربة صدام عدوكم اللدود في كثرة الفصائل والمجاميع والقوى المسلحة وتعدد مصادر القرار والميول والاتجاهات في البيت الشيعي المنقسم على نفسه. والذي اصبح انقسامه هذا عبء كبير على العراق والعراقيين المنهكين والمتعبين اصلا.

 

ما الذي يحدث ؟ واين الدولة ومفهومها وكيفية عملها وادارتها في تفكيركم وهل نسيتم حق المواطن العراقي في العيش الكريم الامن على ارضه وفي وطنه وفي التمتع بامواله وثروات بلده حاله حال اي مواطن في كل دول العالم.

 

الى متى يستمر صراعكم هذا ؟ وهل تظنون انكم باقين الى الابد في مواقعكم هذه ؟ وهل تظنون ان ايران التي تستقوون بها على شعبكم ستنفعكم ؟ قطعًا لا فالنظام في ايران اليوم غارق في مستنقع العقوبات وقد وضع نفسه في موضع لا يحسد عليه عندما دخل سباق التسلح النووي وهو بذلك قد كتب نهايته لانه نظام يفتقد الى شرط العدالة والابوية في التعامل مع شعبه حيث يتمتع ابناء ايات الله العظمى في الغرب عبر الاموال والقصور والفلل وسويتات الفنادق ذات الخمس نجوم تاركين الشعب الايراني المسلم يعاني الامرين ويأن من الفقر والعوز والحرمان فنهاية هذا النظام الظالم باتت قريبة وهذه سنة الله في الكون.

 

عودوا الى رشدكم، عودوا الى الدولة واجهزتها الامنية المعتادة وهي تكفي وتزيد فيكفينا جيش واحد .. وجهاز مخابرات واحد .. واستخبارات عسكرية واحدة .. وجهاز امن وطني واحد مع قوى الامن الداخلي لحفظ الامن هذه الاجهزة كافية وطبيعية. في كل دولة تكفي لحماية امنها الداخلي وعلى. الحدود وتضم في صفوفها ابناء الوطن المتعلمين والخريجين من الكليات العسكرية والشرطة وما شابه والمختصين في مجال الامن والدفاع.

 

تأكدوا انكم ان عدلتم بين العراقيين فكلهم ساعة الحاجة رجال شجعان وجنود بواسل للدفاع عن العراق فالعدالة هي اهم اسباب تحقيق الامن في اي بلد، وما حادثة مبعوث كسرى الا دليلا كافيًا يؤكد ما نقول ونشدد عليه عندما اتى رسولًا الى الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب رض فسال اين الخليفة وكان عمر يجلس مستلقيا تحت ظل شجرة فقالوا له هناك تحت الشجرةفتعجب رسول كسرى وتذكر قصور ملوك الروم وقياصرها فقال القولة المشهورة :

 

(( حكمت فعدلت فأمنت فنمت )).