يعرّف مصطلح “ألآزمة” في الثقافة الصينية بأنه مفترق طرق. بمعنى أن ألآزمة فرصة قد تقود الى الافضل, ولكنها قد تجنح و تؤدي الى الكارثة. ألآزمات مختلفة ومايعنينا هنا هي طبعا ألآزمات السياسية و ألآمنية. في أدبيات الحرب والسلم ونزع السلاح تعّرف الازمات بوجود تهديداً (حقيقيأ أو متخيلآ) جديأ لوجود الجماعات والدول و مصالحها الحيوية والتي قد تؤدي الى صراع مسلح أذا لم يتم تسويتها. لآدارة ألآزمات وحلها من عدمه دراسات كثيرة, وقد نتجت عن هذه الدراسات للآزمات الداخلية وألآقليمية وألدولية أساليب بحوث متطورة ومعلومات قيمة ومعادلات علمية لتحليل أنبثاق وتطور ألآزمات ألآمنية والعسكرية وتخمين الكيفية التي تنتهي بها.
فالازمة التي تحدث مثلآ بين طرفين بسبب الصراع على مصالح حيوية جدا أو الشعور بتهديد وجود احدهما سوف تنتهي لامحالة الى الصراع العسكري خاصة أذا كان ميزان القوى يميل كثيرأ لآحد الطرفين أو أن هذا الطرف يعتقد أن ألآمر هو كذلك.
أذا كانت ألآزمة مفتعلة من قبل طرف, لتصفية حسابات أو لنحقيق مكاسب سريعة, وهو, أي هذا الطرف, يعتقد بأن ميزان القوى يميل له كثيرأ فأن الحرب أتيه لأمحال. و ألحالة ألآخيرة هذه غالبأ ما تبدأ بأن الطرف الذي يفتعل الازمة يوجه أنذارا ويفرض شروطأ تعجيزية أو مهينة جدا بحيث لايمكن قبولها من قبل الطرف الاخر. ألمعلومات والمعارف المتراكمة بهذا الخصوص تبين بأن الطرف الذي يفتعل ألآزمة يحاول أن يمهد ويبرر استعمال القوة ويعطيها غطاءأ شرعيأ من خلآل كسب الجبهتين الداخلية والدولية وأستصدار قرارات دعم من منظمات دولية وكسب الحلفاء من خلأل ألآدعاء بأنهم مهددون أيضأ وهذا الطرف أنما سيقاتل لدرء ألآخطار الرهيبة نيابة عنهم. طبعأ ألآرهاب, أسلحة الدمار الشامل أو أن وجود هذا الطرف, الذي يفتعل الازمة, مهدد بلآنقراض هي بعض من الجج وألآكاذيب التي تسوق في سوق النخاسة الدولي الذي غالبا مايخضع للصفقات وتبادل المنافع بهذا الخصوص. وأبرز من برع بهذه الطريقة هو الكيان الصهيوني وكذلك الولايات المتحدة ألآمريكية في حربيها الاخيرتين ضد العراق.
ألازمات التي تشترك فيها أطرافا كثيرة والتي تتسم بضعف وفوضى ألآتصالات فيما بينها بسبب كثرة المدعين والذين يدعون لآنفسهم أو فعلآ يمثلون دور القيادات تصبح أزمات عصية على الحل. هذه ألآزمات غالبأ ما تستمر لوقت طويل وبسببها تضمحل الثقة ويتعمق ألآستقطاب ويزداد ألآحتقان طائفيا كان او أثنيأ او قبليأ وتزداد المسافة بعدأ بين ألآطراف المتورطة في ألآزمة أو النزاع وخاصة أذا تدخلت أطراف أقليمية أو دولية لها مصلحة بأنهاء ألآزمة بشكل معين. هذه ألآزمات محكوم عليها أيضأ أن تتحول الى صراعات دموية. المسألة هنا هي مسألة وقت الى أن تسقط الشعرة التى تقسم ظهر البعير.
ألآزمات ممكن أن تحل سلميا طبعأ خاصة أذا كان الصراع المسلح يتوقع أن يكون باهضأ جدأ بالآرواح والممتلكات مقارنة بما هو موضوع الخلاف خاصة أذا توفرت النية الحسنة وألثقة المتبادلة بين أطراف ألآزمة. ,ألاهم من كل ذلك هو وجد مصالح مشتركة وأيمان حقيقي بمبدأ المواطنة (بما يتعلق بالازمات الداخلية). سرعة حل ألآزمات ذات أهمية كبيرة لآن أطالة امد ألآزمة يعني أنها تصبح جزءأ من الوعي الجمعي وتغذي ألآستقطاب ألآجتماعي و تشجع أطرافأ أخرى للتدخل لتغيير ميزان القوى لهذا الطرف أو ذاك.
وألآزمات ممكن أن يتم تسويتها بشكل مباشر بين ألآطراف المتنازعة أو من خلال وسطاء. ومن أجل ضمان نجاح ألوسيط في مهمته فأن شروطأ مهمة يجب أن تتوفر به. ألشرط ألآول هو أن يكون الوسيط محايدأ ومقبولآ من قبل أطراف النزاع. يجب أن يكون للوسيط, دولة كان أم فردأ, قوة كافية للتأثير على ألآطراف المعنية. لهذا فأن كان الوسيط فردأ فمن الضروري جدأ أن يكون مدعومأ بشكل جدي من قبل دولته أو من قبل منظمة دولية (ألآمم المتحدة مثلآ). يجب أن يتحلى الوسيط بالصبر وقابليته على فهم طريقة تفكير المتخاصمين وكسب ثقتهم. من الشروط المهمة أيضأ هي معرفة الوسيط الدقيقة لجذور الصراع وتطوره وتصور ألآطراف المتخاصمة لكيفية حله. أما التحلي بخصيلة الكتمان وتجنب ألآعلام فتعطي الوسيط مصداقية كبيرة وتكسبه ألآحترام. الجدير بالذكر أن بعض ألآطراف المتنازعة قد تكون مستعدة للتنازل عن بعض شروطها المهمة مقابل صفقة ما ولكن ليس بشكل مهين مكشوف على الهواء.
كتبت هذا النص بعد متابعة لقناة فضائية عراقية (مغلقة في بغداد!) تحاول التوسط هذه ألايام بين الحكومة العراقية وقيادات عشائرية ودينية لمناطق العراق الغربية من خلال برنامج مباشر على الهواء … ياللسذاجة!