23 ديسمبر، 2024 7:45 م

مع كتابات.. حنين عيساوي: اتخذ من القصيدة ملجأ ومن المفردات صوت أصرخ به  

مع كتابات.. حنين عيساوي: اتخذ من القصيدة ملجأ ومن المفردات صوت أصرخ به  

 

خاص: حاورتها- سماح عادل

“حنين عيساوي” كاتبة عراقية من مواليد 1994، حاصلة على بكالوريوس تربية فنية، تعمل مدرسة تربية فنية. شاركت في ثلاث كتب شعرية مشتركة, لدها ديوان شعري تحت الطبع.

كان لي معها هذا الحوار:

* متى بدأ شغفك بالكتابة وهل وجدت الدعم من الأسرة؟

– بدأ شغفي وحبي للكتابة عندما كان عمري 14 عاما, كنت حينها في الصف التاسع  (الثالث متوسط), ما شدني وزاد من شغفي هو حبي للأدب بصورة عامة وللشعر بصورة خاصة وأيضا كنت من محبي درس الأدب, هذا الدرس الذي عرفني على عدة شعراء وشاعرات, عرب وعراقيين, وأيضا كتاب قصص ومقالات, مثل (بدر شاكر السياب, محمد مهدي الجواهري, لميعة عباس عمارة, نازك الملائكة, فدوى طوقان, رشدي العامل), والكثير غيرهم.

عندما كنت أقرأ وأحفظ القصائد العمودية كنت دائما ما أتساءل هل يا ترى هناك طريقة أخرى لكتابة الشعر؟ وعند دراستنا للمدارس الشعرية ومن ضمنها مدرسة الشعر الحر تحديدا والشاعرة الرائدة “نازك الملائكة”، واكتشافي أن ثمة طريقة أخرى غير القصيدة العمودية، زاد حبي وأملي بترجمة مشاعري وأحاسيسي ونقلها على صورة نص حر.

للأسف لم أحصل على أي دعم بل تمت محاربتي وحرق نصوصي, وإلى الآن أواجه الصعوبات في النشر والطباعة بسبب الأسرة والعادات أيضا.

* ماذا يعني الشعر بالنسبة لك وهل كتابته تشبع ذاتك؟

– تارة يكون كاميرا كبيرة تصور وتنقل كل ما خفي عن الآخرين, حيث أقوم بنقل ما يصعب على غير التكلم به, وتارة أخرى يكون ساعي بريد يحمل نصوصي إلى العالم أجمع, وما أجمل الشعر حين يكون رسالة ذات هدف سامي, إن الذات الإنسانية من الصعب إشباعها, كيف بذات الشاعر, أشعر بإشباع الذات عندما أراني غير مقصرة تجاه موقف معين, أشعر بالإشباع عندما أواجه موقف ما ولا أملك غير الشعر من أجل التعبير عنه.

* ما أهم الموضوعات التي تتناولينها في شعرك وهل الحب منها؟

– تقريبا تناولت أغلب الموضوعات ولا أجزم وأقول كلها, كتبت إلى الشهيد العراقي, إلى العراق, رثيت أشخاصا استحقوا منا الرثاء, تناولت مواضيع العنف الأسري بثلاث نصوص, كتبت عن الحب والحبيب, عن الحزن والوجع, ولم أنس نفسي وما تعيشه من حب أو حزن. نعم للحب نصيب كبير من كتاباتي.

* كيف هي صورة الرجل الحبيب في شعرك؟

– الظل الذي لم يفارقني أبدا, صاحب القلب الكبير الدافئ, الأب الذي أتعبته بكثرة الانحناءات, الصديق الذي أخذني من غرفتي وقذفني نحو السماء, الأخ الذي يخاف عليه حتى من نفسه, الجميع في شخص واحد هذا هو الحبيب, حبيبي .

* لما نشرت في كتب مشتركة وهل هي تجربة داعمة للكتاب؟

– كنت أحاول الوصول لأكثر عدد من الأشخاص من داخل وخارج البلد. نعم أنا شخصيا أراها داعمة للأشخاص المبتدئين وأيضا ممن يصعب عليهم نشر كتبهم الخاصة لعدة أسباب.

* هل واجهتك صعوبات في النشر وماهي هذه الصعوبات؟

– الصعوبات هي من صنعت مني امرأة لا تخاف, نعم واجهت صعوبات كوني مبتدئة, غير معروفة, لا أملك هوية اتحاد, ولا أملك كتب منشورة, ولا أنسى الوسط الذي أعيش فيه وأيضا العادات والتقاليد التي تقيدنا, ولكن بتشجيع الأصدقاء وبعض المقربين تجاوزت أغلب الصعاب.

* هل تجدين مشاكل في حضور فاعليات ثقافية في الوسط الثقافي في بلدك بسبب كونك امرأة؟

– ليس في كوني امرأة فالمرأة العراقية عامة والمرأة البابلية بصورة خاصة حاضرة في جميع الأوساط الفنية والثقافية منها, ما يقيد حضوري هو عائلتي, البيت الذي أعيش فيه فقط.

* ما تقييمك لحال الثقافة في بلدك وهل يدعم الكتاب والكاتبات؟

-لا بأس به, نعم وإن كان الدعم يقوم على أسس معينة, أو علاقات خاصة ولكن لا بأس به في جميع الأحوال.

* هل توجد اختلافات بين الكتابة لدى النساء وبين الكتابة لدى الرجال في رأيك، وما هي ملامح هذه الاختلافات؟

– أكيد توجد اختلافات كثيرة, المرأة تترجم ما تعيشه, تكتب ما يصعب قوله تضرب باللغة وتشتم بالمفردات, تتخذ من القصيدة ملجأ لها ومن المفردات صوت تصرخ وتتمرد به, من الملامح التي نراها هو اختلاف التكوين أي بمعنى أن تكوين اللغة عند الرجل ناتج عن ذكورية وعصبية, أما عند المرأة فهي ترجمان لما تعانيه وتعيشه من مشاعر، أي أن ما يحرك اللغة لدى المرأة هي المشاعر, ومن كل هذا نستنتج أن اللغة عند المرأة غير عن اللغة عند الرجل من حيث المفردات والمواضيع والتكون.

* ماهو رأيك في مصطلح “الأدب النسوي” وهل تسعين في أدبك إلى الدفاع عن قضايا المرأة وحقوقها وكشف التمييز الواقع على المرأة في المجتمع؟

– أنا مع الأدب عامة وما تنتجه وتكتبه المرأة خاصة، ومن وجهة نظري أن الأدب ليس ملكا لأحد وأن حصره باسم “الأدب النسوي” يجعل منه محددا بالنسوية, فمثلا من حق المرأة الخوض في لغة الرجل والعكس صحيح, المهم في الأدب سواء أكان نسوي أو رجالي هو ما يقدمه وما يعالجه لا من يقدمه أو يكتبه.

أنا مع المرأة في كل مضمار, وأسعى دائما لنصرتها والدفاع عن كل ما يخصها وتمثيلها في كل الميادين سواء الأدبية أو الفنية.

* هل تخافين من الكتابة بجرأة، وتشعرين أن هناك رقيب داخلي يمنعك من تجاوز القيود التي يضعها المجتمع والتقاليد؟

– أبدا لم اشعر بالخوف, رغم القيود التي تحيط بي كوني امرأة أولا, ولأني فتاة من عائلة محافظة جدا ثانيا, لم يمنعني من الكتابة شيء على العكس فإن العادات وعجرفتها والتقاليد وقيودها زادتني جرأة وقوة وتمرد, أسعى دائما للتحرر ولكن ضمن حدود العقل والمنطق, وأيضا تسخير كتاباتي بما يخدم الشعر والمرأة والمجتمع.

* هل في رأيك يواكب النقد غزارة الإنتاج وهل يحتفي بإنتاج الكاتبات؟

– كلا. في وقتنا الحالي علق النقد ومن يحمل صفة ناقد بنرجسية ورومانسية كبيرة جدا, لقد تحول النقد اليوم من أداة لكشف الأغلاط والأخطاء من جهة وللتبشير بأسماء تستحق من جهة أخرى إلى علاقات ومساعي لنيل الإعجاب وتحصيل الشهادات لا غير, يحتفي إذا كانت الكاتبة جميلة, والاحتفاء بها يزيد من التصفيق له.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة