. في طفولتي وبعضا من صباي يوم كان الوالد يمسك بيدي خوفا من الضياع في زحام الزائرين لم تطأ قدمي ارض أضرحة غير ضريح الكاظم وضريح الإمام علي والحسين والعباس والهادي والعسكري عليهم السلام جميعا وحتى سيد إدريس القريب من بيتنا لم تكن زيارته في الحسابات وكانت الزيارة مودة للال وتواصل وأجواء إيمانية وتراحم وسياحة دينية ومعرفة وقداسة وتاريخ عطر مشرف لأصحاب الأضرحة لكن ما أن كبرت وافلت يدي من يد الوالد ومشيت على ( حل شعري ) حتى سمعت ورأيت وزرت أضرحة ومزارات وقبور واسماء لا حصر لها تفوق عدد الأحزاب حاليا والمليشيات والمسؤولين والوزراء والنواب والمحللين السياسيين بأضعاف.. سبحان الله في الزمن الديمقراطي حتى الأضرحة أصبحت قطاع خاص واستثمار وأماكن( تقفيص ) على البسطاء .
.
. اليوم ( دك دمامها ) ووصلت القضية للقضاء وأصبح أهل القضاء أمام خيارين لا ثالث لهما ( لو تشيل لو تشتكي ) وبما أن لا بابا هناك يشتكي عنده قضاء قرر ( يشيل ) و ( يعزل ) حتى يحلها حلال وهذا يذكرني بحكاية في زمن الملوك لمظلوم قدم عريضة تظلم للملك لم يكتب فيها غير هذه العبارة ( يقول الملك فايدوس ) ولما نظر فيها الملك ونظر إلى حال المشتكي ظنه مجنون فوقع له وفي اليوم الثاني استعان ابو ( الفايدوس ) بشلة وقطع الطريق الواصل بين باب المعظم والباب الشرقي وفرض اتاوات على الجميع حتى الموتى لم يدخلهم لمقبرة الغزالي إلا بعد الدفع .. ولا أدري من هو الملك الذي وقع ( فايدوس ) اليوم لكني اعرف القضاة الذين وصلهم الفايدوس .
.
. يقال ان نوري السعيد خرجت عليه مظاهرة رفض كبيرة ووصلت قريبا من سراي الحكومة وهي تهتف بسقوط حكومته وشتمه وكان يراقبهم من قريب دون أن يعرفوا بوجوده وبعد مرور بعض الوقت استدعى أحد زبانيته وهمس بإذنه عدة كلمات فذهب باتجاه المظاهرة ودخل في وسطها وهم يشتمون السعيد باقذع ماتعلموه من شتائم وبعد لحظات رفع هذا المدسوس على الأكتاف وكرر كلمة ( يسقط ) قرابة عشرة مرات وهم يكررون خلفه ولما اطمأن انهم يرددون بشكل جيد أضاف لها ( يسقط صادق الجيلاوي ) فرددت خلفه الأصوات ثم ابتعد بالمظاهرة بعيدا عن سراي الحكومة ونوري السعيد ولم يسأل اي من المتظاهرين عن صادق الجيلاوي الذي لم يكن أكثر من صاحب زورق يعمل ( امعيبر ) بين الكرخ والرصافة .. عايفين رئيس الحكومة ويطالبون بسقوط صادق الجيلاوي .. يمكن بسبب انخفاض أسعار النفط .