في أحدى المراحل النهائية للدراسة الثانوية.. دخل أستاذ الفلسفة إلى الصف وسأل الطلاب:
طلابي الأعزاء.. ماذا تعني كلمة القذارة؟ هل يستطيع أحدكم تعريف هذه الكلمة؟
قدم الطلاب تعاريف مختلفة لكلمة القذارة. إلا أن الأستاذ لم يرضى بأي من هذه التعاريف. الأمر كان محيراً للطلاب، فما هو تعريف هذه الكلمة يا ترى إذا كان الأستاذ غير مقتنعا بأي تعريف من الذي قدمه الطلبة. حتى طلب الطلاب من الأستاذ:
إذن عرف لنا معنى كلمة القذارة يا أستاذ؟
نهض الأستاذ من محله وبدأ بالكلام وتعريف الكلمة.
قال الأستاذ:
القذارة هو أي شيء أو أي الشخص يتواجد في محل أو موقع ليس في محله أو موقعه.
سألناه: ماذا تعني بذلك أستاذنا العزيز؟
قال الأستاذ: الأمر بسيط جداً.. فمثلاً أنتم تقبلون شعر أمهاتكم وتحبون الرائحة المنبعثة من شعرها. لكن إذا وجدتم شعرة من رأس أمهاتكم في أي طبق من أطباق أطعمتكم فإنه سيكون مقززاً بالنسبة لكم.
كذلك عندما تتناولون الطعام فإنكم تأكلون كل ما في أطباقكم. أمّا إذا سقطت قطرة دهن من هذا الطعام على ملابسكم فإنكم تعتبرونها قذارة وسرعان من تعملون على إزالتها وغسل المكان.
مزهرية فيها ورود ملونة جميلة موضوعة فوق سرير نوم. من المؤكد أنك ستعمل على إزاحته لكي تستلق على الفراش وتنام. فكل من يشغل مكاناً غير مكانه فإنه يعتبر قذارة. هكذا فكل شخص لا يصلح للموقع الذي يشغله، فهو قذارة ويجب إزالته مسرعاً والتخلص منه على الفور.
هكذا قدم الأستاذ التعريف الشافي والكافي لمفهوم القذارة والذي بين أن الكثيرين من الذين يشغلون مواقع لا يستحقونها هم قذارة فعلاً.