سلط التصريح الذي أدلى به مؤخرا النائب الدكتور وليد الحلي القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي الضوء على الموقف المشين للمنظمات الدولية اتجاه جهود الحكومة العراقية لضرب الارهاب واجتثاثه من جذوره وتخليص العراق والعراقيين من شروره وآثامه وجرائمه البغيضة. فلقد أكد الدكتور وليد الحلي، وهو قيادي في حزب الدعوة الاسلامية بزعامة السيد المالكي الذي قدم التضحيات الكبيرة وعانى دعاته وأهلهم ما عانوا منه في مواجهة النظام البعثي المجرم المباد، أكد الاثنين حسب ما نقلته عنه وسائل الإعلام أن تقارير المنظمات الدولية ومنها منظمة “هيومن رايتس ووتش” تستند إلى “إشاعات كاذبة” تبثها بعض وسائل الإعلام لخدمة التنظيمات “الإرهابية”.
وعبر الدكتور وليد الحلي عن استغرابه من “صمت” هذه المنظمات عندما يخوض العراق مواجهة ضد حملة “شرسة ويستغيث من الإرهابيين الذين استباحوا حرمة الدم العراقي”. ووضع القيادي في حزب الدعوة الإسلامية الاصبع على الجرح عندما اتهم بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية المغرضة بأنها “تجند قواها لخدمة التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش)، كما بات واضحاً حالياً”.
ومع أن تصريح الدكتور وليد الحلي يذكر موقف منظمة هيومان رايتس ووتش فإنه يعيد إلى أذهاننا الموقف المشين المشابه الذي تقفه بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (اليونامي) والتي طالما طلعت علينا ببيانات كريهة أقل ما يمكن أن نوصفها بأنها متعاطفة مع الارهاب والإرهابيين ولا تدير بال لمعاناة العراقيين مما اقترفه هؤلاء الإرهابيين. فمثلا، كانت اليونامي أعربت، في 12 تشرين الأول الماضي عن “قلقها البالغ” لتنفيذ أحكام الإعدام بحق 42 ارهابياً، وناشدت الحكومة العراقية إيقاف تنفيذ أحكام الإعدام كافة عملاً بقرارات الأمم المتحدة، والنظر في المصادقة على البروتوكول الدولي المتعلق بإلغاء تلك العقوبة في البلاد.
ونحن هنا نرى أن هذا الموقف يعبر عن عواطف بعض العربان العاملين في المنظمة الدولية المتعاطفين مع النظام البائد وأيتامه من الإرهابيين والذين يدفعون بهذه المنظمة نحو القيام باتخاذ مواقف تعبر عن الطائفية التي تعتمل في قلوب هؤلاء الحاقدون على السواد الأعظم من الشعب العراقي. لقد سبق لنا أن فضحنا الموقف السلبي لبعض هؤلاء، وبعضهم للأسف من المستشارين السياسيين في المكتب السياسي ليونامي واكثريتهم من الفلسطينيين الذين ثبت طائفيتهم واستفادتهم من النظام المباد وحزبه المجرم وعدائهم للشعب العراق. إن ما نأمله من هؤلاء أن يعودوا إلى رشدهم ويتخلوا عن طائفيتهم وأن يقفوا موقف الحق بالوقوف مع العراق في الحرب التي يقودها ضد الارهاب العابر للحدود، لا أن يقفوا مواقف يستفيد منها الارهابيين من الدواعش والبعثيين.
ونحن هنا نتسائل مع الدكتور وليد الحلي، متابعا حديثه أين “كانت تلك المنظمات الدولية عندما كان العراق يستغيث من الإرهاب والإرهابيين الذين استباحوا حرمة الدم العراقي بأطيافه كافة، وكانت هناك حملة شرسة من البعض ضده”.
نأمل أن يغير موظفوا بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) من مواقفهم الداعمة لأعداء العراق خصوصا الإرهابيين الذين أدانتهم المحاكم العراقية بجرائم الإرهاب، وإلا فإن الأفضل لبعثة يونامي مغادرة العراق وتركه لأهله بدلا من أن يدس موظفيها أنوفهم في الشأن العراقي، منحازين ضد غالبية أبناء الشعب العراقي لضغائن طائفية في نفوسهم وبسبب ولائهم للنظام السابق، صاحب النعمة عليهم.