18 ديسمبر، 2024 7:45 م

رجل يعيش الحياتين!!!

رجل يعيش الحياتين!!!

رجل يعيش الحياتين!!!
في كل ردهة من ردهات المستشفى تجد حالات غريبة وعجيبة فلكل انسان ظرفه الخاص وهمومه الخاصة وكل انسان يحمل مرضا معين يختلف عن الذي يرقد في السرير الذي في جانبه هكذا هي الحياة نعيشها مختلفين لا متشابهين حتى في آلامنا نختلف فآلام المفاصل تختلف عن آلام امراض القلب وآلام الرأس تختلف عن آلام الباطنية ولكن نتيجتها واحدة اوجاع تسيطر على احاسيسنا وتخيفنا احيانا من القادم الذي نخاف ان يكون الأسوأ…
الحاج زعلان كان بجانبي في السرير الاخر رجل يعيش في البادية ومازال يحسب املاكه الخاصة عن طريق امتلاكه للمواشي والابل وقد تجاوز عمره التسعين سنة وجاء به الى المشفى لاصابته في ذبحة صدرية ولكن ارادته القوية تقول انا بخير سألني عن صحتي وبلهجة بدوية ريفية قديمة بعض الاسئلة الشخصية وعن سبب مجيئي الى المشفى فأخبرته الممرضة التي كانت موجودة في هذا اللقاء فاستغرب الامر .. وعندما سألته الممرضة منظمة الاوراق هل دخل المستشفى في السابق قال لها نعم ولكن قديم جدا تعرضت لحادث عندما كان عمري في العشرينات وكان في مدينة الموصل يوجد ((خست خانة)) واحدة وتم علاجي فيها..((والخستخانة)) لمن لايسمع بها سابقا كلمة تركية تعني المستشفى….
فكرت كثيرا في هذا الشخص الرجل العجوز الذي ما زال يعيش حياته بصورة طبيعية وخاصة عندما قالت له الممرضة انك سوف تخرج من المشفى وسوف تكون بحاجة الى زواج لانك صحتك عادت الى مرحلة الشباب ضحك وقال لها لا استطيع لأنك إمرأة تعرفين غيرة النساء وان اخر زوجة عندي تزوجتها قبل 12 عام وهي تغار جدا ولا تقبل بهذا الموضوع واشار الى مرافقته وفعلا كانت ترافقه في هذه الرحلة العلاجية امراة شابة ربما تكون ثلاثينية العمر… شكرته كثيرا لأنه اعطاني حقنة كبيرة من الامل وخاصة تفكيره في المستقبل…
هناك وفي السرير الاخير كان يرقد احد المرضى وقد سالت عن قصته التي تعتبر نوع من المأساة في هذه الحياة…. مريض اصبح له اكثر من سنة وهو يعيش بين الحياة والموت على أجهزة الاوكسجين فقط فدماغه متوقف ولكن قلبه يعمل ولا يعرف اي شيء عما يدور حوله وما زالت عائلته تهتم به ويزورونه اقاربه ولديه دائما مرافق شخصي معه يجلس بقربه فقلت مع نفسي بماذا يفكر هذا الانسان هل هو الان من اهل الدنيا اما انه من اهل الاخرة…
أسئلة كثيرة عن هذا الشخص هل يعرف تغيير الزمن والوقت الذي يمر عليه يوميا في غيبوبته التي اصبحت لا تميز بين هذه الاشياء… سألت ابنه المرافق له عن اسباب تدهور صحته فقال لي انه مصاب بمرض السكر وكان غير ملتزم بالعلاج واصيب بجلطة دماغيه وبعد اسبوع تقريبا توقف الدماغ ولكن الاعضاء الاخرى ما زالت تعمل ومضى على هذا الحال اكثر من سنة وهو يعيش الان على الاجهزة الطبية…
حالات كثيرة وكل حالة فيها غرابة اكثر ولها قصة خاصة.. كادر المستشفى تعودوا على كل شيء ولم يستغربوا من اي حالة طارئة جديدة من الامراض خاصة في هذا القسم المختص لمعالجة الحالات الخطيرة جدا… مشافي مليئة بالمرضى ومرضى ينقسمون الى قسمين للعلاج اما يكون عن طريق الاجهزة الطبية او عن طريق تناول الدواء….
والجميع مؤمن بان الشافي هو الله…..