( الفرارية ) لمن لا يعرف معنى هذه المفردة من الجيل الجديد .. مفردة استعملت أيام حرب ألثمان سنوات مع إيران تعني الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية .
في ثمانينيات القرن الماضي وحتى التسعينيات منه كنا نشاهد كل يوم تقريبا رفاقك البعثيين يا صدام وأفراد الانضباط العسكري وهم يطاردون ( الفرارية ) الهاربين من الخدمة العسكرية من شارع إلى شارع .. ومن منزل إلى منزل .. شباب يركضون وهم يتلفتون يميناً وشمالاً مرعوبين خائفين من أن يلقى القبض عليهم فيساقون إلى غياهب السجون أو إلى ساحات الإعدام ليلقوا مصيرهم المحتوم .. (إعدام رميا بالرصاص ويدفع ذوي المعدوم ثمن الرصاصات التي نفذ بها حكم الإعدام ) أو من كان محظوظاً منهم فتعفو عنه .. ااااه يا صدام ما أقساك وما أعدلك .
كان الشعور العام مشوش ومتفاوت نحوهم بين من يبرر لهم فعلتهم أو من ينتقدهم كونهم رجال في مجتمع شرقي مولع بقصص البطولة والقتال والموت في سبيل القضية أي كانت تلك القضية ومالفرق بينهم وبين من سيقوا إلى جبهات القتال للدفاع عن الوطن .
كنا أطفال صغار نعتقد إنهم مساكين مطاردون من عصابات بعثك الكافر هاربون من حربك العبثية كما اخبرونا لا أنكر إن الجميع كان يرغب بمساعدتهم على الهرب رغم إن سمعة اغلب هؤلاء
( الفرارية ) كانت سيئة فبعضهم كان يمتهن السرقة والبعض من أصحاب المشاكل والبعض الأخر وجد ما يبرر له هروبه من الخدمة العسكرية إذ جعل من نفسه مدافعاً وحامياً عن ديننا ومذهبنا بوجه البعث الكافر وهذا الصنف كان العنهم .!! لكن حماقتنا أعمت بصيرتنا أنا اعترف لك بذلك .. كنا نساعدهم على الاختباء أو الهرب من رفاقك البعثيين بغضاً بك فقط .. اااااااه يا لغبائنا وحماقتنا .
الكثير منهم استطاع الوصول إلى مناطق الاهوار في جنوب العراق فهي المحطة الأولى لرحلة طويلة في عالم الخيانة والعمالة .. وصولاً إلى إيران للارتماء في أحضان الاطلاعات والحرس الثوري الإيرانيين ليلتحق برفاقه ممن ارتضى لنفسه المريضة خيانة هذا الوطن العظيم وبمبررات واهية وكاذبة ( الدفاع عن المذهب … الجهاد في سبيل الله … حماية الإسلام … نصرة المظلوم … الحرية …. الخ ) مفردات أصبح العراقيين يكرهون سماعها ويشمأزون ممن يتعاطى في حديثه بها بعد أن ذاقوا الأمرين تحت حكم ( الفرارية ) .
وبدهاء الفرس المعروف جمعتهم جارة السوء (إيران) وأرضعتهم من ضرعها الخيانة والعمالة والحقد على كل من لم يذهب معهم إلى الشرق طيلة سنين وتحينت الفرص وانتهزتها بكل ذكاء واتفقت على تقاسم كعكة العراق مع من تسميه الشيطان الأكبر أمريكا فيما بينهما وتمكنت إيران من العراق وأطبقت علية بأنيابها وكل هذا بفضل هؤلاء ( الفرارية ) .
اعترف يا صدام حسين كنت الوحيد فينا من يمتلك بعداً للنظر وقراءة حقيقية للمستقبل وانت المدرك والعارف بما يحيط بالعراق من أخطار وأعداء متربصين به فبرحيلك يا صدام كشف الجميع عن وجوههم الحقيقية وأطماعهم وحقدهم على هذا الشعب والوطن .. لكن لماذا لم تخبرنا بماذا سيفعل هؤلاء ( الفرارية ) بالعراق وشعبة إن وصلوا إلى حكم العراق .. اقسم لك لو كنا نعلم لاشترينا ثمن رصاصات إعدامهم .. عد يا صدام وافعل بهم ما تشاء صدقني لن يعترض طريقك احد وسنلتزم الصمت .. صمت الجبناء الخانعين كما عهدتنا دائمأً .
إننا نتوسل الله القادر على كل شي ..الله الذي جعل من بعض ( الفرارية ) مختاراً للعصر اوشيخاً اميناً على العراق أو حاجاً مجاهداً حامي لإعراضنا .. أليس بقادر على أن يعيدك لتخلصنا من هؤلاء ( الفرارية ) .
عد يا صدام إننا نستحلفك بشرف كل امرأة عراقية هتك شرفها .. وكل امرأة باعت شرفها لتطعم أطفالها .. وبكل طفل يتيم يجمع القمامة ليطعم إخوته الصغار بسبب هؤلاء ( الفرارية ) .
عد يا صدام فقد انهكنا الخوف منهم .. إننا جبناء نخافهم .. وأنت الوحيد الذي يخافون منه .. لماذا زرعت فينا كل هذا الخوف لماذا لم تبقي فينا قليلاً من الشجاعة نقاوم به هؤلاء ( الفرارية ) .. هم قتلوا فينا الوطنية وحب الوطن وأنت قتلت فينا الشجاعة ومقاومة الباطل .. نموت كل يوم ألف موته لكننا لم نفكر يوماً أن نموت مرة واحدة في سبيل هذا الوطن.! كلنا نريد أن نموت في سبيل الله فقط .! الوطن أخر ما نفكر به هذا ما زرعه ( الفرارية ) في عقولنا منذ كنا صغار وانظر بعينك الى اين وصلنا .. عذراً صدام حسين لقد كنا مخطئين بحقك وبحق هذه الارض .. إننا جبناء لانستحق وطناً كالعراق .
لوثوا كل شي حتى عقولنا .. كنت اذهب دائماً إلى المسجد لنصلي سويتاً مع صديقي فاروق كنا انقياء أتقياء لم تلوث عقولنا قصص التاريخ الإسلامي المزيفة ولا من كان تحت السقيفة أو من كان فوقها .. حتى ظهر هؤلاء ( الفرارية ) اكتشف إني (شيعي) وصديقي فاروق (سني) ونصلي سويتاً منذ سنين في مسجد (سني) .!
هل كنت تعلم إن ( الفرارية ) سيسطون على الحكم من بعدك .. نعم إنها الحقيقة المرة .. أتتذكر اللصوص والدجالين والجبناء الذين كانوا يفرون من جبهات القتال في الشرق نعم هم من يحكم العراق ألان فبئس الحاكم المتخم الخائن واللص والعميل الذي لايعرف شأن رعيته وبئس المحكوم الخانع الجبان .
هل تعلم يا صدام إن ( الفرارية ) يظهرون على شاشات التلفاز صباح مساء متبجحين بخيانتهم للعراق وعمالتهم إلى الحرس الثوري الإيراني دون رادع ودون أن يحاسبهم احد .!! فلماذا عفوت عنهم يا صدام .؟
كل ( فراري ) منهم أسس لنفسه عصابة أو ميليشيا من أراذل المجتمع وما أكثرهم وسلحها بما نهب من أموال العراق وأطلق على نفسه لقب ( مجاهد ) أو ( مقاوم ) للمحتل الأمريكي وإسرائيل لكن الادهي والأمر في ذلك إن أمريكا وإسرائيل وشعبيهما ينعمون بالعيش الرغيد ونحن بشظف العيش .! فلماذا عفوت عنهم يا صدام .؟
هل تعلم يا صدام إن ( الفرارية ) سيصبحون سفراء ووزراء ومدراء فاسدون فاشلون لا يبرعون بشي الا السرقة . فلماذا عفوت عنهم يا صدام .؟
هل تعلم يا صدام إن بفضل هؤلاء ( الفرارية ) استولت إيران على كل شيء في العراق فلا زراعة ولا صناعة ولا تجارة إلا ما تصدره لنا جارة السوء ( إيران ) من بضائع والويل كل الويل لمن يعترض على ذلك . فلماذا عفوت عنهم يا صدام .؟
هل تعلم يا صدام إن القطاع الصحي والتعليمي في العراق الاسوء على مستوى العالم وكله بفضل هؤلاء ( الفرارية ) فلماذا عفوت عنهم يا صدام .؟
هل تعلم يا صدام إن الشيعة أصبحوا منبوذين وينظر اليهم بريبة في كل مكان في العالم بسبب هؤلاء ( الفرارية ) . فلماذا عفوت عنهم يا صدام .؟
هل تعلم يا صدام إن القتل والإرهاب وتجارة وتعاطي المخدرات والرشوة والفساد الإداري والأخلاقي والسرقة والتسيب وعدم احترام القانون منتشر ومباح وكله بفضل هؤلاء ( الفرارية ) .
فلماذا عفوت عنهم يا صدام .؟
هل تعلم يا صدام إن بلاد الرافدين أو ما بين النهرين ستصبح صحراء قاحلة بعد سنين فدجلة والفرات يبكيان بصمت حالهما ولا احد يهتم .. فبعد ألاف السنين من عناق بعضهما على هذه الأرض أدركوا أن الفراق قد اقترب فالجفاف أكل منهم ما أكل وكله بسبب هؤلاء ( الفرارية ).
فلماذا عفوت عنهم يا صدام .؟
عتبي عليك يا صدام كبير بحجم العراق .. عتب لا محب ولا كاره لك … كيف تنام تحت ارض الرافدين وأراذل الزمان يعبثون بالعراق فوقها .
ااااه يا صدام لماذا عفوت عنهم كان الإعدام رميا بالرصاص ابسط ما يستحقون .
عد يا صدام ونعدك ونقسم لك إننا سننصب المشانق لهم في كل شارع وكل حي وقرية ومدينة . ولن نذرف الدموع عليهم .. ولن ينطلي علينا دجلهم بعد اليوم لقد اكتشفنا حقيقتهم انهم ليسوا سوى عصابة من الخونة والعملاء واللصوص الدجالين .
عذراً صدام حسين … لقد كنت على حق .