اتهم معتمد للمرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني السياسيين وخلافاتاهم المستمرة بأصابة البلاد بالشلل بشكل خلق في نفوس الناس اليأس والنقمة من ممارساتهم.
وقال السيد أحمد الصافي خلال خطيب جمعة مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان العراق يعاني حاليا ازمة خدمات كبيرة موضحا ان هناك سكان احياء في مدن عدة يشربون المياه الاسنة بشكل اصابهم بالاحباط والنقمة من اوضاعهم المزرية التي يعيشونها. واكد وجود ارتباك في عمل الدولة وصراع مبرمج في اداء مسؤوليها وقال “ان العراق ما ان يخرج من مشكلة الا ويقع في ثانية”.
واضاف ان الاوضاع الامنية في البلاد تتدهور بشكل كبير وخطير والمسؤولون الامنيون يشاهدون هذا الانهيار الامني لكن الخلافات فييما بينهم وبين السياسيين ايضا تمنع اتخاذ اي خطط عملية لمواجهة هذا الوضع المتردي. وقال ان اداء السلطة متشنج والسياسيون مختلفون ويتبادلون الاتهامات حتى اصبح المواطن الذي رسم الزمن على وجهه اخاديد من الالام يريد الان حقوقه من الدولة ليستريح بعد سنوات طويلة من العذابات.
ودعا الصافي السياسيين الى الجلوس معا وبحث اوضاع بلادهم وحل مشاكلها وعزل من يريد بها شرا بدل الصراعات المنشغلين بها والتاقطعات التي تعطل الدولة وتعيق تشريع البرلمان للقوانين المهمة لحياة المواطنين وبشكل اصاب الدولة بالشلل وسبب للناس اليأس. وقال “نريد معارضة سياسية تقوم على تحسين الاوضاع وحل المشاكل وليس تعقيدها . واشار الى وجود ازمة ثقة بين السياسيين تلقي بظلالها السيئة على حياة المواطنين .. وشدد بالقول “نريد حلولا حقيقية للمشاكل وليس خطابات).
واوضح معتمد السيستاني ان السياسيين والمسؤولين بدأوا الان يقتربون من المواطنين ويسألون عن مشاكلهم ويعدون بحلها ليس رغبة في ذلك وانما لكسب اصواتهم مع قرب اجراء الانتخابات البرلمانية العامة في 30 نيسان (أبريل) المقبل. واكد ان الناس ترفض هذه الممارسات وتريد من السياسيين مصداقية في القول والعمل وحلولا جذرية لمشاكلها .
ودعا الى تسهيل اجراءات الحصول على البطاقة الالكترونية للناخبين وقال ان البطاقة الالكترونية مسألة حديثة وجيدة ولكنها تحتاج الى ظروف مهيئة توجدها مفوضية الانتخابات وان لاتكون تلك البطاقة عائقا امام الناخبين. واضاف ان توزيع في مراكز التسجيل مجهولة من قبل الكثير من الناخبين وقد يتكاسل البعض مهم ولا يستدل على المكان المخصص لتسلم البطاقة الالكترونية وهذا الامر قد يثنيه وتسبب حالة من الفتور في مسألة استحصالها. واقترح الصافي بان توزع البطاقات الالكترونية للناخبين في نفس مكان الاقتراع الذي صوت فيه الناخب خلال الانتخابات السابقة والاكثار من الاعلان عن تلك الاماكن .
واليوم الجمعة قال رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مقداد الشريفي انه تم توزيع 400 الف بطاقة الكترونية في الاسبوع الاول من خطة التوزيع التي ستنتهي في 20 من نيسان المقبل. واشار الى ان هذه البطاقات هي من اصل 6 ملايين توزع في ثمان محافظات جنوبية هي الديوانية والنجف وكربلاء وبابل والبصرة والمثنى وذي قار وميسان. واوضح ان المفوضية عازمة على توزيع البطاقات البالغ عددها 21 مليونا و500 الف في عموم البلاد .
وأمس اعلنت المفوضة ان 9364 مرشحا بينهم 2592 أمرأة سيتنافسون على مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 328 مقعدا. وقال رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي ان عدد الكيانات السياسية والائتلافات المصادق عليها لخوض الانتخابات قد بلغ 277 كيانا سياسياً ولكن بعد انسحاب عدد منها اصبح عدد القوائم المتنافسة 107 قوائم انتخابية تتوزع بواقع 36 ائتلافا سياسيا و71 كيانا سياسيا. واضاف ان 21 مليون و400 الف ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة من بين عدد سكان العراق البالغ 34 مليون و800 الف نسمة.