خاص : كتبت – نشوى الحفني :
لم يستفق العالم بعد من صدمة تفشي فيروس (كورونا)، حتى دقّ الأطباء ناقوس خطر جديد، يُنذر بظهور فيروس (لانغيا) في “الصين”، الذي أصاب: 35 شخصًا.
وينتمي (لانغيا) إلى عائلة فيروسات معروف أنها تقتل ما يصل إلى ثلاثة أرباع البشر في حالات الإصابة الشديدة.
ويعتقد العلماء أن حيوان “الزباب”؛ الذي ينتمي إلى فصيلة القنافذ، المصدر الرئيس لانتشار هذا المرض.
ولم تُسفر أي من الحالات الجديدة، التي تم اكتشافها في مقاطعتي “خنان” و”شاندونغ”؛ بشرق “الصين”، عن وفاة ومعظمها خفيفة الأعراض والتي تُشبه (الإنفلونزا).
وتوصل الباحثون إلى أن أكثر الأعراض شيوعًا التي عانى منها مرضى (لانغيا) هي: “الحمى، والتعب، والسعال، وفقدان الشهية، وآلام العضلات، والشعور بالغثيان”.
وعانى حوالي: 35 بالمئة من مشاكل في الكبد، بينما شهد: 8 بالمئة تراجعًا في وظائف الكلى، حسبما نقلت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية.
انتشاره ليس سهل..
مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية الدكتور “ضرار بلعاوي”، قال لموقع (سكاي نيوز عربية)؛ إن فيروس (لانغيا) الذي ظهر قبل يومين، هو من عائلة فيروسية كبيرة أسمها: “هنيبافيروس” ويتبعها: 06 سلالات، منها: (نيباه وهندرا، ولانغيا).
وأوضح “بلعاوي”؛ أن تلك العائلة الفيروسية ليست جديدة على العالم، إذ كانت هناك تفشيات منذ العام 1999؛ في: “بنغلاديش وماليزيا” لتلك الفيروسات، وبالتالي ليس جديدًا علينا، وهو من نوع (آر. إن. إيه)، وله خاصية في تركيبته الجينية تُمكنه من إصلاح الأخطاء التي تُستّجد في تركيبته الجينية.
وعن أماكن وطرق انتشار الفيروس الجديد وعائلته، قال إن فيروس (لانغيا) أصيب به نحو ثلاثون حالة حتى الآن، لكن التقصي لا زال مستمرًا بشأن اكتشاف حالات أخرى، في حين تستوطن عائلته الفيروسية في الأماكن الموجود فيها “خفاش الفاكهة”؛ مثل: “أستراليا ودول جنوب شرق آسيا”، مثل “بنغلاديش”.
وهذا الفيروس من أنواع الفيروسات الحيوانية، وينتقل من الحيوانات للإنسان، ويُمثل خطورة بالغة على المصابين به، إذ يبلغ معدل الوفيات من: 40 لـ 75 بالمئة؛ حال التعرض للإصابة، وفق “بلعاوي”.
ويُضيف: “ورغم ذلك، فانتشاره ليس سهلاً لأن طرق العدوى تتمثل في التلامس اللصيق للإنسان والحيوان خصوصًا خفاش الفاكهة والخنازير، سواءً إفرازات الحيوانات مثل اللعاب والبراز”.
أعراض الفيروس الخطيرة..
وأوضح مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية، أن الأعراض التي تظهر على المصابين بهذا الفيروس وعائلته؛ تبدأ بزكام وآلام في الحلق وإرهاق عام وارتفاع في درجة الحرارة، وقد يصل الأمر لإلتهاب الأعصاب والدماغ.
وشدد على أنه: “لا علاج أو لقاحات لهذا الفيروس حتى الآن؛ باستثناء علاجات داعمة للأعراض”.
وهذا ما أكده أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة؛ “إسلام عنان”، والذي قال إن الأعراض تتمثل في حُمى بنسبة: 100 بالمئة للمصابين، وتعب بنسبة: 54 بالمئة، وسُعال بنسبة: 50 بالمئة، وفقدان للشهية بنسبة: 50 بالمئة.
كما تشمل ألم عضلي بنسبة: 46 بالمئة، وغثيان بنسبة: 38 بالمئة، وصداع وقيء بنسبة: 35 بالمئة.
لا يُشكل خطورة على أنظمة العالم الصحية..
وشدد “عنان” أن الفيروس الجديد لا يُمثل خطورة على الأنظمة الصحية حول العالم، لأنه ينتقل بشكلٍ رئيس من الحيوان إلى الإنسان، معتبرًا أن “الصين” باتت مصدرًا لظهور الفيروسات الجديدة نتيجة تعامل مواطنيها مع الحيوانات البرية بشكلٍ واسع مما يجعل هناك فرصة لانتقال الفيروسات من الحيوانات للإنسان.
وبحسب دراسة نشرت بمجلة (نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين)، تتبع باحثون بقيادة معهد “بكين” لعلم الأحياء الدقيقة والأوبئة، الفيروس في مجموعات الحيوانات لمعرفة ما إذا كان ينتشر عن طريق الحيوانات الأليفة والبرية، أو ما إذا كان انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان هو السبب.
ووجد الباحثون الصينيون الفيروس في: 71 من: 262 حيوان “زباب”، وهو حيوان ثديي صغير يُشبه الفأر، تم مسحهم في المقاطعتين الصينيتين حيث بدأ تفشي المرض.
وإلى جانب “الزباب”، تم رصد الفيروس أيضًا في “الكلاب، والماعز”. وقالت الدراسة إنه لا يمكن، حتى الآن، تحديد حالة انتقال المرض من إنسان إلى آخر.
و(لانغيا) هو فيروس، من نفس عائلة فيروس (نيباه)، الذي اكتشف لأول مرة في “ماليزيا وسنغافورة”؛ عام 1999، عندما أدت: 300 حالة إصابة إلى وفاة: 100.
وطالب الدكتور “ضرار بلعاوي”، من يتعامل مع الحيوانات بتوخي الحذر وإرتداء القفازات والملابس الوقائية، وعدم الاختلاط مع الخفافيش، وطهي الطعام جيدًا واتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية.