اعتبر مراقبون أن مقتدى الصدر سوف يمضي قدمًا في طموحاته في أن يكون القوة الكامنة وراء المؤسسات السياسية الرئيسية في العراق ، محذرين من أن الصدر قادر على أن يزرع الفوضى في البلاد حتى يتم تلبية مطالبه. فبعد عشرة أشهر من الانتخابات العامة الأخيرة في العراق ، أصبح رجل الدين الشيعي المثير للجدل مقتدى الصدر وأنصاره في قلب عاصفة ذات دوافع سياسية تهدد بالتحول إلى العنف السياسي بين الشيعة والشيعة.
ومنذ أن أمر نوابه بالتخلي عن حضورهم النيابي والتنازل عن منصبهم في المجلس التشريعي العراقي لمنافسيهم ، يقف الصدر وراء اقتحام البرلمان واحتلاله مرتين في فترة أسبوع واحد ، مما ادى إلى تصعيد التوترات بين الجماعات الشيعية المتنافسة والمسلحة بأسلحة ثقيلة. لكن مع ذلك فليس أنصار الصدر وحدهم هم من بدأوا المشاركة في المظاهرات ، حيث نزلت الفصائل المتنافسة أيضًا إلى الشوارع لمعارضتها ، ومعظمها من الجماعات الشيعية الأكثر تأسيسًا التي يمثلها إطار التنسيق. ويتألف إطار التنسيق من أحزاب تمثل المصالح السياسية لعدد من الجماعات الشيعية المسلحة التي ترعاها إيران ، مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ، بالإضافة إلى رؤساء وزراء سابقين مثل نوري المالكي المعروف بقربه من وتورط طهران حاليا في فضيحة خاصة به حيث هدد بحرب أهلية.
في إشار إلى أن لكل من هذه الفصائل مصالحها الخاصة في تأمين أعداد متزايدة من المناصب البرلمانية بالإضافة إلى المناصب الحكومية والوزارية التي ستمنحهم الوصول إلى ميزانيات ضخمة في بلد معروف بمستوياته المعوقة من الفساد. وعلى الرغم من أن بغداد درجات حرارة شبه يومية بلغت 50 درجة مئوية ، فيما عانت مدينة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط بالقرب من ممر شط العرب المائي ، حارقة بلغت 53 درجة ، مع زيادة الرطوبة التي تكثف الظروف الخانقة التي يواجهها العراقيون.
ومع ذلك ، فإن المعسكرات المتنافسة تقاتلت ضد بعضها البعض في مدن وبلدات عبر وسط وجنوب العراق فيما يخشى البعض أنه قد يؤدي إلى اندلاع غير مقصود لأعمال العنف التي قد تخرج عن نطاق السيطرة.