17 نوفمبر، 2024 10:47 ص
Search
Close this search box.

الغزل في كتابات النساء (27): إن لم تكن ذات فاعلية بنظر حبيبها أو بنظرها فليس للكتابة معنى

الغزل في كتابات النساء (27): إن لم تكن ذات فاعلية بنظر حبيبها أو بنظرها فليس للكتابة معنى

 

خاص: إعداد- سماح عادل

تؤكد الكاتبات على أهمية الصدق في الغزل في كتابات النساء، ويقصدن بذلك صدق التجربة وصدق التعبير.

هذا التحقيق عن (الغزل في كتابات النساء) وقد جمعنا الآراء من كاتبات وكتاب وقراء من مختلف بلدان العالم العربي. وقد وجهنا للكاتبات الأسئلة التالية:

  1. ما رأيك في الغزل وهل تكتبينه، وما رأيك في الجرأة في كتابة الغزل؟
  2. هل قرأت الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم؟
  3. هل اطلعت على غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر سواء في الشعر أو القصص القصيرة أو الرواية وما رأيك فيه؟
  4. وهل يختلف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال؟
  5. ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين تكتب الغزل هل تحاول إثبات حقها في المساواة، أم تعبر عن ذاتها ومشاعرها، أم تحاول أخذ دور الشريك الفاعل في علاقة الحب؟

تكتب ما تعيشه وتشعر به..

تقول الكاتبة العراقية “حنين عيساوي”: “كما علمنا ودرسنا سابقا بأن للشعر أنواع عدة ومنها الشعر الوجداني (الغزلي)، حيث تناقلت الكتب والمجلدات قصائد ونصوص الشعراء وهم يتغزلون بحبيباتهم أو حتى خيولهم ومدنهم.

نعم لقد كتبت الغزل، بل إن أول نص لي كان غزلا، وأغلب نصوصي اتسمت بالجرأة والغزل.

رأيي، ليس فقط في الجرأة وإنما في الكتابة عامة، حيث أن الشخص الذي يتجرأ ويبوح بما يشعر من حزن أو اضطهاد أو حتى رأي عادي فهو بالتالي يتجرأ على قول الحب والغزل، والجرأة على قول الشعر الغزلي أو التغزل بمن يحب تأتي نتيجة جرأته بقول وكتابة ما يشعر به والآخرين أيضا”.

وعن الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم يقول: “نعم أقرأ بين الحين والآخر، لشاعرات عراقيات وعربيات مثل “جويس منصور، ماري العجمي، فدوى طوقان ،عاتكة الخزرجي وملك عبد العزيز ولميعة عباس عمارة وآمال الزهاوي ومليكة العاصمي، مي زيادة”.

وعن غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر تقول: “نعم اطلعت، جميل أن أرى التحرر في الكتابة بكل أنواعها، صحيح هناك إسفاف في بعض ما يكتب، ولكننا نركز على ما هو جيد ويصب في خدمة الشعر أولا والمتلقي ثانيا. حيث أصبحنا نقرأ الكثير من النتاجات الشعرية سواء في الشعر أو القصة وحتى الرواية، وما يتخللها من كلمات غزلٍ من كلا الجنسين، وهذا الشيء يعتبره البعض قلة أدب ويراه الكثير تحرر وتجرد من الخوف والتابوهات التي حكمتنا باسم الحرام والعادات والتقاليد”.

وعن اختلاف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال تقول: “نعم يختلف كثيرا، حيث أن الرجل عندما يكتب في أغلب كتاباته فهو يتغزل بامرأة غير موجودة في الحقيقة، أو شخصية من نسج الخيال أو ربما فتاة صادفها في الطريق أو مرت بحياته مرور الكرام، وأيضا لا يخلو غزل الرجل من المبالغة والإسفاف في التشبيه والتعظيم.

أما الغزل لدى النساء فنراه حقيقي ليس تحيزا أو مبالغة، فالمرأة الشاعرة عندما تتغزل أو تكتب الغزل فهي تكتب عن حبيبها، أو زوجها أي أنها تكتب عن شخصية حقيقة موجودة وقلة ما تكتب عن شخصية من نسج الخيال وإن حدث فهي تكتب ما تعيشه وتشعر به”.

وعن ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين تكتب الغزل تقول: “جميع ما ذكرتِ، حيث المضطهدة تكتب لإثبات حقها في علاقات الحب أو الزواج أو حتى المجتمع، التي لطالما كان الرجل هو سيد الموقف، فنرى أن الأمور قد تغيرت وأصبحت الفتاة في بعض الأحيان هي التي تبادر بالإفصاح عن مشاعرها وأيضا هي التي تبادر في قرار الزواج أيضا، هذا إن دل على شيء فإنه يدل على التطور والحرية التي بدأت المرأة بأخذها ومساواتها مع الرجل.

وأيضا تارة نراها تكتب للتعبير عن حالة تعيشها، إن الشخص المحب مهما حاول أن يخبيء حبه لشخص ما سيفشل، السارق هو من يخبيء. مهما تحاول المرأة أن تقول بأنها لا تحب وأن سترها لسانها تفضحها عيناها، لذلك تلجأ إلى الشعر والكتابة المنقذ والمنفذ الوحيد لها، أما من تكتب لإبراز فاعليتها في علاقة الحب، فحسب رأيي هنا الكتابة لا نفع منها لأنها إن لم تكن ذات فاعلية بنظر حبيبها أو نظرها فليس للكتابة أو الشعر أي معنى.”

تهكما على استعلاء الذكر..

وتقول الكاتبة المصرية “شهدان الغرباوي”: “أكتبه كأحد مكونات التجربة التي يتطلبها النص الشعري، سواء أكانت لغته جريئة أم لا، وفق ما يتناسب مع تلك التجربة، والمهم، في تقديري، هو الصدق حتى لو تطلب ذلك أعلى درجات الجرأة، فإذا لم تكن له ضرورة فنية وإذا لم استشعر فيه صدق الكاتب، فهو في رأيي كتابة مبتذلة ومن ثم كريهة”.

وتواصل: “نعم، قرأته كثيرا خاصة في شعر “ولادة بنت المستكفي”، و”عليه بنت المهدي” وبعض الشاعرات في زمن الحرب، بسبب غياب أزواجهن”. في الوقت الحاضر لم أر المرأة تتقدم في استخدام الغزل بقدر تقدمها على مستوى الوعي بدورها في علاقتها بالشريك وفقا لقناعاتنا الخاصة، ومع نضج النساء لم يعد همها التغزل في الرجل بقدر ما يهمها تحقيق حالة الشراكة والدور الفاعل.

وفيما يخصني، لم أكتب الغزل طلبا للمساواة، فهذا في نظري لي لذراع الصدق وعبث بالعفوية التي لا يجب أن يتخلى عنها العمل الفني. وإذا ظهر في كتابتي، فهو يظهر إما تهكما على استعلاء الذكر أو فضحا لقدراته الحقيقة وبالطبع، في مرات كثيرة، يكون تعبيرا عن إعجابي به وولعي بسماته”.

وعن الاختلاف تقول: “يختلف الغزل بين ما يكتبه وما تكتبه النساء من حيث مقدار الجرأة ربما ومن حيث التعدد في البطلة الذي تظهر في العمل الأدبي، فقد يتغزل الكاتب الرجل في أكثر من امرأة واحدة في وقت واحد، لكن هذه الحرية قلما تتوفر للمراة الكاتبة”.

وتؤكد: “أنا ألمح لدى الشاعرات في العصر القديم إلا أنهن كن يعبرن عن مشاعرهن، ولم يظهر لي في تلك العصور الحرص على إثبات حقهن في المساواة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة