أميركا تشعل الفتيل وبريطانيا تتوقع .. “ذي تيليغراف” تزعم سيناريوهات الحرب “الصينية-التايوانية” !

أميركا تشعل الفتيل وبريطانيا تتوقع .. “ذي تيليغراف” تزعم سيناريوهات الحرب “الصينية-التايوانية” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يزداد الوضع إشتعالاً يوم بعد يوم على إثر تداعيات زيارة رئيس مجلس النواب الأميركي؛ “نانسي بيلوسي”، حيث أفاد التلفزيون الرسمي الصيني، أمس، نقلاً عن أحد المعلقين بأن الجيش الصيني سيُجري من الآن فصاعدًا تدريبات “منتظمة” على الجانب الشرقي من الخط الفاصل في “مضيق تايوان”.

والخط الفاصل في المضيق الضيق بين جزيرة “تايوان” والبر الرئيس لـ”الصين”؛ هو خط سيطرة غير رسمي لا تعبره عادة الطائرات العسكرية والبوارج من أي من الجانبين.

وواصلت “الصين” تدريباتها العسكرية حول الجزيرة، ردًا على زيارة رئيسة “مجلس النواب” الأميركي؛ “نانسي بيلوسي”، إلى “تايبية”، الأسبوع الماضي.

وتسعى “بكين” من خلال هذه المناورات إلى تأكيد: “أحقيتها” في ضم “تايوان”، وإنذار “واشنطن” الداعمة للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.

وبدأت “الصين” مناوراتها في 06 اتجاهات حول “تايوان”، بعضها على مسافة: 20 كيلومترًا فقط، كردّ صيني على زيارة “بيلوسي”؛ لـ”تايوان”، التي تعتبرها “بكين” جزءًا من أراضيها.

طائرات وسفن للرد..

ردًا على التدريبات بالذخيرة الحية التي أجراها الجيش الصيني، قال رئيس الوزراء التايواني؛ “سو تسينغ تشانغ”، أمس؛ إن “الصين” استخدمت: “بغطرسة” إجراءات عسكرية لتعكير السلام والاستقرار الإقليميين.

ودعا “سو”؛ في حديثه للصحافيين؛ “بكين”، إلى عدم استعراض عضلاتها العسكرية؛ وأدان: “الأعداء الأجانب” الذين قال إنهم يُحاولون تقويض معنويات الشعب التايواني من خلال الهجمات الإلكترونية وحملات التضليل، وفقما نقلت (رويترز).

من جهتها؛ قالت “وزارة الدفاع” التايوانية، أمس؛ إنها أرسلت طائرات وسفنًا للرد: “بشكل مناسب” على التدريبات العسكرية الصينية حول الجزيرة.

وقالت الوزارة بالجزيرة؛ في بيان صحافي، إن العديد من السفن العسكرية والطائرات والطائرات المُسّيرة واصلت إجراء تدريبات مشتركة بالقرب من “تايوان”؛ صباح الأحد، لمحاكاة هجمات على “تايوان” والسفن التايوانية.

في غضون ذلك، قالت “وزارة النقل” التايوانية إن الرحلات عبر مجالها الجوي استؤنفت تدريجيًا؛ ظهر الأحد، إذ أن أغلب الإشعارات بشأن التدريبات العسكرية الصينية بالقرب من الجزيرة: “لم تُعد سارية”.

وقالت الوزارة في بيان؛ إن “تايوان” ستواصل مع ذلك توجيه الطائرات والسفن بالإبتعاد عن التدريبات العسكرية الصينية قبالة ساحلها الشرقي حتى الساعة العاشرة من صباح الإثنين بالتوقيت المحلي.

وقف المناورات لخفض التوتر..

ودعا “البيت الأبيض”؛ الجمعة، “الصين” إلى وقف المناورات العسكريّة التي باشرتها منذ زيارة رئيسة “مجلس النواب” الأميركي؛ “نانسي بيلوسي”، لـ”تايوان”، بُغية خفض منسوب التوتر في المنطقة.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي؛ “جون كيربي”: “يمكن للصينيين القيام بالكثير لخفض التوتر من خلال وقف مناوراتهم العسكرية الاستفزازية وتهدئة اللهجة”.

وأكد كذلك أن “الولايات المتحدة” ستواصل اتصالاتها العسكرية على أعلى مستوى مع “الصين”؛ رغم إعلان “بكين” تعليق اتفاقات تعاون عدة تشمل هذا المجال أيضًا.

وتُجري “الصين” أكبر مناورات حربية على الإطلاق في “محيط تايوان”، لاستعراض أسلحتها العسكرية والتكنولوجية، بعضها يظهر لأول مرة.

السيطرة في غضون 24 ساعة..

في غضون ذلك؛ سلط تقرير بريطاني الضوء عن ما تم تناقله مؤخرًا عن استعداد السلطات الصينية للسيطرة على جزيرة “تايوان”، في هجوم سريع لن يزيد عن 48 ساعة.

وتقول مصادر دبلوماسية لصحيفة (ذي تيليغراف)؛ إنه عندما تُقرر “الصين” الاستحواذ بالقوة على “تايوان”، فإنها ستقوم بذلك من خلال هجوم سريع يمتد: لـ 48 ساعة فقط، حتى لا يكون لدى الغرب وقت للرد.

وتعمل عدد من الحكومات الغربية اليوم على افتراض أن الهجوم العسكري الصيني بات قاب قوسين أو أدنى، إذ تستفيد القيادة الصينية من السيناريوهات والإخفاقات التي مرت بها القيادة الروسية في حربها على “أوكرانيا”؛ بحسب المزاعم التي تروجها الآلة الدعائية الأميركية.

وبحسب استنتاجات “بكين”، فإن الحكومات الغربية احتاجت يومين على الأقل للاستجابة بشكلٍ صحيح على شن الرئيس الروسي؛ “فلاديمر بوتين”، هجومه العسكري الواسع على “أوكرانيا”، في 24 شباط/فبراير الماضي، وبالتالي تلك هي الفترة الزمنية الحاسمة التي يمكن من خلالها تحقيق مكاسب لا رجوع عنها؛ كما تدعي الحكومات الغربية.

ووفقًا لما تزعمه مصادر دبلوماسية غربية، فإن فشل “موسكو” بالاستيلاء على “كييف” والإطاحة بحكومة الرئيس الأوكرانية؛ “فولديمير زيلينسكي”، في أول 48 ساعة من بدء ما تُسميها موسكو: “العملية العسكرية الخاصة”، فإن الروس تركوا الباب مفتوحًا على مصراعيه لحصول “كييف” على دعم غربي كبير.

وفي حين يبقى أكبر سؤالين لم تتم الإجابة عليهما؛ هما متى وكيف، تحذر “تايوان” أن الهجوم قد يأتي في وقت مبكر من 2023.

وعليه، يمكن رسم: 04 سيناريوهات محتملة؛ يمكن أن تطبقها “الصين” للسيطرة على “تايوان”؛ في زعم تلك الآراء الغربية التي تسوقها وسائل الإعلام الأميركية:

01 – محاصرة “تايوان”..

يمكن استخدام التدريبات العسكرية المستمرة لإرهاق “تايوان” ماليًا واقتصاديًا وعمليًا، إذ فمن شأنها استنزاف القوات المسلحة التايوانية لكونها على أهبة الاستعداد لفترات طويلة من الزمن.

كما ستُمكن “الصين” من نشر آلياتها العسكرية في أفضل المواقع الممكنة حول الجزيرة؛ لتكون قادرة على شن هجمات بسرعة.

ويمكن لـ”بكين” استغلال التدريبات التي تجري؛ هذا الأسبوع، ذريعة لإنشاء منطقة حظر جوي وجمارك مطبقة بالكامل لعزل “تايوان” عن المساعدة الخارجية.

02 – السيطرة على جزر “ماتسو وكينمن”..

لطالما نظرت “بكين” إلى الجزر الصغيرة في مقاطعة “فوغيان”، والتي يقع بعضها على بُعد أقل من: 10 كيلومترات من البر الرئيس لـ”الصين”، على أنها جزء من أراضيها.

ويمكن لـ”بكين” أن تغزو بعض أو كل تلك الجزر، لكون كلفة هذه الخطوة قليلة جدًا بسبب كونها مفصولة بريًا عن “تايوان”، وبالتالي أي رد عسكري من “تايبيه”، إما من خلال تعزيز دفاعاتها أو إرسال المقاتلين إلى تلك الجزر، من شأنه تُشجيع “بكين” على أن تكون أكثر ميلاً إلى المغامرة بطريقة مشابهة إلى استيلاء “روسيا” على شبه جزيرة “القِرم”؛ في 2014.

03 – هجوم جوي على “تايوان”..

يمكن لـ”الصين” أن تختار شن هجمات مباشرة من الجو التي من شأنها تقليل مخاطر الغزو الشامل، ما يعني أن الدفاعات الساحلية والرادارات والمطارات ستكون الأهداف المحتملة مع تجنب استهداف المراكز السكانية الرئيسة، الأمر الذي قد يدفع “تايوان” إلى طاولة المفاوضات درءًا لسقوط الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين.

سيكون تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، لكن “الصين” قد تشعر أن الطبيعة المحدودة لتلك الهجمات قد لا تُثير رد فعل من الغرب.

في هذا السيناريو، من المُرجح أن تزيد “الولايات المتحدة” من جاهزية قواتها في المنطقة، لاسيما تلك في “اليابان”، وقد تضع “طوكيو” جيشها أيضًا في حالة تأهب، خصوصًا تلك التي يمكن استهداف من خلالها الصواريخ (الباليستية) الصينية.

وإذا لم تستدع خطوة “الصين” أي رد، فيعني ذلك أن “الصين” لم تقم بالمطلوب لإجبار “تايوان” على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولكنه سيضع الغرب في حالة تأهب تجاهها.

04 – الغزو الشامل..

بحال الهجوم الشامل، ستسعى “الصين” إلى إنزال قواتها في نقاط إستراتيجية، متسابقة عبر “مضيق تايوان” البالغ طوله: 70 ميلاً تحت غطاء الصواريخ والطيران الحربي لإلهاء أي مدافعين من “تايوان”.

كما من المُرجح أن يتم استخدام الحرب الإلكترونية على نطاق واسع لتعطيل اتصالات “تايوان” وبث الذعر بين العامة، بغية التغلب على دفاعات “تايوان” الملموسة وتحطيم قوة الإرادة لدى شعب “تايوان” بالدفاع والمعنوي والمقاومة.

وتختم الصحيفة البريطانية تقريرها الدعائي؛ بالإشارة إلى أن الرد الدولي على أي من تلك الخطوات سيكون مضمونًا، وغالبًا ما سيكون بإدارة “الولايات المتحدة” ومن المحتمل أن تشمل حلفاء آخرين مثل: “اليابان وأستراليا”، وقد تنضم “الهند”، ولكن من دون مشاركتها عسكريًا.

كما من المحتمل ألا يكون لدى “بريطانيا” قوة عسكرية مباشرة قادرة على الرد على أي من أنواع الهجوم الصيني، ولكن سيكون لها المقدرة على توفير المعلومات الاستخباراتية والقدرات الإلكترونية لأي رد تقوده “الولايات المتحدة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة