دعا مرجع شيعي عراقي كبير حكومة بلاده اليوم الى التعجيل بأنهاء الحرب في الانبار مؤكدا تخوفه من اطالة امدها منعاً لتكريس اختناق طائفي مقيت واستنزاف الجيش ورسم خطوط فاصلة بين الحكومة والشعب .
وحذر المرجع الشيعي آية الله السيد حسين اسماعيل الصدرالحكومة من اطالة امد الحرب في الانبار وقال انه “كعراقي اولا ورجل دين لا يتدخل بالسياسة ثانيا ولكنه يتدخل في القضايا المصيرية لوطنه العراق وشعبه العراقي اعلن بكل صراحة تخوفي ان تطول هذه الحرب الدائرة الان في بلدي”. واضاف في بيان صحافي الاربعاء ان “هذه الحرب هي على الارهاب، صحيح ونساند، ونؤيد، ولكن نطالب الحكومة ان تحسم الامر بسرعة لان طولها يؤدي الى خلط الاوراق ويشجع الاخرين من غير العراقيين ان يتدخلوا بشؤون هذا البلد وتكرس اختناقا طائفيا مقيتا وتستهلك الجيش وتزيد من الضحايا وتسبب الاكتئاب وتكثر من المعوقين واليتامى وترسم خطوطا فاصلة بين الحكومة والشعب وتعطل الاقتصاد وتدمر البنى التحتية بشكل أوبأخر وتترك اثرها السلبي حتى على طلب المعرفة . ودعا الحكومة الى حسم سريع للقضاء النهائي على الارهاب .. وقال ان “اهل الرمادي الاحرار واهل الفلوجة المتدينون حقا معنا ، مع كل جهد حقيقي للقضاءعلى الأرهاب”.
وهذا ثاني موقف للمرجع الصدر خلال ايام قليلة عن قضية الانبار حيث اكد الاسبوع الماضي انها ليست قضية معقدة ولكن تعقيدها ناتج من عقد السياسيين فيما بينهم .. مشددا بالقول “الناس في بلدي كلهم يريدون السلام، ويحبون الأعمارويتجنبون المشاكل، نحن شعب نريد أن نعيش بأمان، ونريد أن نكون أحرارا بعقائدنا وأسلوب حياتنا، كلنا يحب بعضنا بعضا ولكن أطماع السياسيين و براكماتية المتصدين هي أم المشاكل وهي أس البلاء الذي نعاني منه”.
واضاف إن “القوة الخشنة وحدها لا تكفي لمعالجة الإرهاب، إن الإرهاب وجه من وجوه الثقافة الخشنة، وربما الحل العسكري مؤقت، بل قد يزيد من ضراوة الإرهاب، ليس الآن و لكن في المستقبل، لا نريد حلا آنيا، نريد حلا جذريا، التوافق ليس حلا، التوافق ربما يكون بداية حل ولكنه ليس الحل النهائي، الحل يأتي من خلال معالجة قضية العراق كلها، لا حل لمشكلة أو قضية الانبار وهناك هوية سياسية هشة للعراق، ولا حل لمشكلة او قضية الانبار وهناك علاقات مضطربة مرتبكة مع دول الجوار، لا حل لأي مشكلة من مشاكل العراق دون طرح رؤية وطنية تعالج المشكلة العراقية برمتها”.
وشدد بالقول “الحل العسكري مؤقت، يجب ان يكون هناك حل اقتصادي وسياسي واجتماعي، لقد اقتربت قضية ايرلندا من الحل عندما توفرت رؤية اجتماعية سياسية اقتصادية حيث كان الحل العسكري هو الساند..والمطلوب من كل أصحاب الرأي أن يكتبوا في هذه القضية، لأنها قضيتنا، وليست هي قضية محصورة بأهلنا في الانبار”.
يأتي ذلك في وقت واصلت قوات عراقية اليوم تنفيذ عمليات ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” التابع للقاعدة في محافظة الانبار حيث ما زال مسلحون يسيطرون على وسط مدينة الفلوجة فيما ينتشر اخرون من ابناء العشائر حولها .
وتجدد خلال الساعات الاخييرة القصف المدفعي وبالمروحيات العسكرية لعدد من الاحياء جنوبي وشرقي مدينة الفلوجة. وسقطت قذائف المدفعية والهاون في احياء نزال والشهداء والنعيمية والعسكري وجبيل والضباط ما ادى الى جرح سبعة مدنيين تم نقلهم الى المستشفى والحاق اضرار مادية كبيرة بالعديد من المنازل والمؤسسات الحكومية . ومن جهتهم فجر مسلحون مركزا للشرطة غرب الفلوجة حيث اقتحموا مركز شرطة “البو علوان”غر واستولوا على اسلحة وعجلات الشرطة .
اما في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار فقد تجددت الاشتباكات بين القوات الامنية وابناء العشائر وبين الجماعات المسلحة خلال الساعات الاخيرة حيث انها اندلعت في منطقتي البو فراج والجزيرة شمالي الرمادي بالاضافة الى الطريق الدولي السريع في منطقة 5 كيلو شمال المدينة واستخدمت فيها الاسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية.
واكد مصدر امني في عمليات الانبار سيطرة القوات الامنية على اغلب احياء مدينة الرمادي وقال
ان القصف العسكري بالطائرات اضطر عناصر”داعش” الى الهروب عن اغلب مناطق شرق الرمادي وتوجههم الى المناطق الصحراوية الاكثر وعورة .
ودفعت الاشتباكات اكثر من 140 الف شخص من اهالي الانبار الى الفرار منذ اندلاعها نهاية العام الماضي، وفقا للامم المتحدة. واكد متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الجمعة ان “هذا اعلى عدد للنازحين منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006-2008” التي شهدها العراق.
وقتل اكثر من 850 شخص في اشتباكات وهجمات منذ بداية الشهر الحالي في عموم العراق وفقا لحصيلة تستند الى مصادر رسمية.