18 ديسمبر، 2024 11:02 م

شكّل مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب ثنائي رئاسي على اعتبار ان كل منهما قوي في ساحته, لكن المال الفاسد لعب دوره, وأفضت اجتماعات لجنة الـ75 على في جنيف الى المجيء بالمنفي افضل ما يقال عنه انه مجرد واجهة لمجلس رئاسي ذو صلاحيات محدودة محسوب على الشرق الليبي وبالأخص القبيلة التي ينتمي اليها (حيث لايزال للقبيلة دور بارز) والدبيبة من اصحاب رؤوس الاموال والمتهم بشراء ذمم بعض اعضاء لجنة 75 لكن السيدة ستيفاني غادرت المشهد دون ان تبث في التحقيق بالخصوص.
بعيد سحب الثقة من حكومة الدبيبة, انتخب مجلس النواب با شاغا على راس حكومة تتولى تهيئة الظروف لاجراء انتاخبات برلمانية ورئاسية حيث عجز الدبيبة عن اجرائها وساهم في افشالها بترشحه للرئاسة وقد اخذت عليه البعثة الاممية عهدا كتابيا بعدم الترشح, وقال موكله بالخصوص انه التزام اخلاقي ليس الا.
اراد ان يدخل العاصمة لممارسة عمله منها والتي خبرها طيلة وجوده على راس وزارة الداخلية وتعامل حينها مع التشكيلات المسلحة بشيء من الصرامة لكنه كان يلجأ الى المهادنة لأنه يدرك مدى تغلغلها في منظومة الحكم وابتزازها للمسؤولين, في 12 مارس/آذار الماضي، تحركت قافلة عسكرية موالية له من مصراته إلى طرابلس لكنها لم تدخل العاصمة وكانت تللك الصفعة الأولى التي تلقاها من ابن مدينته.
المحاولة الثانية لدخول العاصمة كانت ليلة16/17مايو 2022,حيث كان من المفترض أن تقوم عدد من التشكيلات المسلحة متوسطة التسليح والموزعة في أكثر من مكان في طرابلس، بعملية سيطرة سريعة على مقار الحكومة، لكن جهاز دعم الاستقرار فاجأ الجميع بحجم القوة التي قام بنشرها، وطوّق سريعاً مقر كتيبة النواصي التي اوته لفترة محدودة، ما جعل بقية الكتائب الأخرى تتراجع عن وعودها لباشاغا” ليفر خلسة في جنح الظلام خارج العاصمة وبحماية لواء 444 ,تلك اذا صفعة ثانية ولكنها اقوى من الاولى..
الاشتباكات بين المجاميع المسلحة بالعاصمة والتي جرت منذ اسبوع, اثبتت مدى هشاشة الوضع الامني في العاصمة والمنطقة الغربية وان لا سيطرة من قبل الحكومة او المجلس الرئاسي على الاوضاع بل دفع الاموال الطائلة لاجل الهدوء المؤقت,الدبيبة مستعد للتضحية باخر اصدقائه غنيوة حيث الحديث عن وجود مقابر جماعية بمحمية عنيوة.
الدبيبة متشبث بالسلطة ويعض عليها بالنواجد ولكنه قد يرضى بان يزاح عن السلطة مقابل ازاحة ابن مدينته (الذي اقلقه وسبب له فتن بمدينته)باشاغا وفق للمثل القائل (عليّ وعلى اعدائي).
التفاهمات التي جرت بين الدبيبة والقيادة العامة مؤخرا اضعفت من اهمية باشاغا ومدى استلامه للسلطة,وعليه فانه ينتظر قبلة الحياة,اما من زميله الجويلي الذي يحشد قواته منذ فترة لتمكين(باشاغا) من السلطة,او من عقيلة صالح والوفد المرافق له الى انقرة لاستجداء اردوغان بتنصيب باشاغا وتحقيق “سلام الشجعان” على راي ياسر عرفات.
في انتظار الايام المقبلة وما تسفر عنه, فان باشاغا يظل في غرفة الانعاش,ونظل نحن نرقب تدخل القوى الخارجية في شاننا المحلي والاوضاع المزرية التي اوصلونا اليها.