في اكثر من مناسبة الرئيس بايدن يلقى اللوم على الرئيس السابق ترامب على قرار الانسحاب من الاتفاق النووي ويتهمه كونه السبب في تمادى ايران ورفع نسب تخصيب اليورانيوم وسعيها لانتاج القنبلة النووية دون حسيب ولا رقيب، أي لو لم ينسحب ترامب لما تمادت ايران في غييها، كلمة حق اريد بها باطل، لذلك لابد من التسائل هل لو استمر الاتفاق القديم الملغوم سيمنع ايران من زيادة نسب التخصيب ام سيستمر التخصيب بصورة سرية وفي منشأة سرية لم يتم التبليغ عنها في السابق وقد تم اكتشاف البعض منها مؤخراً من قبل وكالة الطاقة الذرية التي غالباً ما تقوم ايران بعرقلة اعمالها دون موقف دولي صارم .. مما يعني حتى لو تم التوصل الى اتفاق جديد سوف تستمر ايران في نفس عمليات التخصيب بصورة سرية انطلاقاً من اصرارها على المضي في مشروعها النووي لانه لا احد يستطيع ان يضمن ايقاف برامج التسليح النووي وفق الاعيبها الخبيثة واساليبها المخادعة التي تعوّد العالم عليها .. وهناك من يتسائل هل حقاً لا توجد وسائل اخرى غير الاتفاق المزعوم من ردع ايران وايقافها عند حدها مثلما حصل مع العراق الذي تم تدمير كل منشأته العسكرية والاقتصادية بحجج واهية لم يثبت صحتها بينما ايران تتحدى وتزيد من تخصيب نسب اليورانيوم وتعلن عن ذلك على الملأ دون ردع دولي سوى تهديدات اسرائيلية فارغة وتسويف امريكي اوربي لان هوس الرئيس بايدن تسقيط قرارات ترامب اهم من كبح جماح ايران .. مما يعني ان ترامب ليس السبب في ضياع فرص تحجيم ايران وانما الدول التي فاوضت ايران منذ البداية وقدمت لها تنازلات كبرى بدفع من الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما والحزب الديمقراطي الذين ارادوا ايصال ايران للقنبلة النووية، لذلك الرئيس السابق ترامب كشف مراوغتهم بوصف اتفاق 2015 بأنه أفشل اتفاق في العالم لهذا قرر الانسحاب منه على أمل ان يحذوا الاوربيين حذوه ثم يبدأ الضغط الحقيقي من خلال عقوبات جامعة تنهك ايران وترغمها على الرضوخ لمطالب المجتمع الدولي ولكن اوربا المنافقة أفشلت تلك العقوبات لانها لم تكن ترغب في قطع جسور المصالح مع ايران بالاضافة الى نكايتهم بترامب الذي طالبهم بدفع نفقات حلف الناتو والذي اعتبرته اوربا ابتزاز سياسي مما ولّد تباعد في المواقف بين الطرفين، أضيف الى ذلك المواقف المتخاذلة والتنازلات التي أقدمت عليها ادارة بايدن الجديدة من خلال اعتماد الخيار الدبلوماسي خيار وحيد لحل الازمة وهو الذي شجع ايران على التمادي وتحديها في تطوير صناعة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والاهم الزيادة في تخصيب اليورانيوم حيث أفصحت مؤخراً انها قادرة على ايصال نسبة التخصيب الى 90% وقادرة على صناعة القنبلة النووية ولكن الموقف الرسمي لا يقر بذلك، بينما نسبة التخصيب الان وصلت الى 60% كما معلن في الوقت ان الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تطمح امريكا العودة اليه يجب ان لا يتجاوز التخصيب 3,5% فهل تقبل ايران العودة الى هذة النسبة في حال قبول العودة الى اتفاق عام 2015 وهي تتحدى العالم بهذا الشكل السافر .. لهذا امريكا وايران استخدموا اسلوب المماطلة والمخادعة والتسويف في مباحثات فيينا من اجل عدم وصول قطار المباحثات الى محطة العودة للاتفاق القديم ولا التوصل الى اتفاق جديد .. مما يعني هناك تعمد من الطرفين باتباع اسلوب المماطلة والتسويف لخداع العالم في تلك المباحثات الهزيلة التي كان غرضها كسب الوقت لاكمال ايران متطلبات انتاج السلاح النووي، والا هل يعقل ان امريكا لا تعلم ان ايران تماطل من اجل الوصول الى صناعة القنبلة النووية .. وهل يعقل ايضاً قبول ايران باتفاق يوقف مشروعها النووي التسليحي بعدما بذلت من اجله الغالي والنفيس مقابل رفع جزئي من العقوبات او رفع مؤقت .. مما يعني ان معادلة الخلاف طردية بين الطرفين أي كلما ترفع ايران من نسب تخصيب اليورانيوم كلما يزداد الانبطاح الامريكي والغربي لها والرضوخ لما تفرضه من مطالب ليتسنى استثمار تلك المواقف للمساومات الاقليمية والدولية .. ولكن يبقى السؤال الاخير لماذا اوربا خالفت مواقف ترامب اتجاه ايران وافشلت عملية العقوبات القصوى، واليوم سايرت بايدن بانقياد أعمى ضد روسيا .. هل يعتبر ذلك في الحالة الاولى تبادل ادوار لابتزاز الشرق الاوسط وفي الحالة الثانية توافق مصالح ناجم عن خطر حقيقي لمواجهة عملاق غير مصطنع كما هي ايران التي جعلوها بعبع مرعب للعالم اجمع وهي نمر من ورق !!!