23 نوفمبر، 2024 6:54 ص
Search
Close this search box.

الســـنوات القادمـــــة.. والمعــادلات الحاكمـــــــــة

الســـنوات القادمـــــة.. والمعــادلات الحاكمـــــــــة

يبدو إن اليأس.. هو احد الحلول القريبة، لمن يتفكر فيما يحصل ويدور، ويحصي عدد الإخفاقات، وتكاثر المشاكل، ويرى الفشل والخيانات. . وعلى سبيل المثال..في الصعيد المحلي ، وبعد أن وصلت جماعاتها (المعارضة) إلى السلطة الفاشلة.. وتبخر تطلعات شعبنا في نيل ابسط حقوقه..  حيث تتراكم الأزمات الامنية والاقتصادية والخدمية وغيرها، وتفاجئنا الاتفاقيات الغير أخلاقية.. والغير منطقية..
ويبقى السؤال: إلى أين المصير؟ والى متى؟ ومتى يحصل التغيير.
ويكون من المنطقي أن نتحدث عن (مصيبتنا) .. بدلا أن نعوم الأمور أو نعممها.. وقد ذلك يكون تهرب من الإجابة..
والحديث هنا يتمحور حول العلة الاساس في انتاج الاحداث ..وتحديد الاحداثيات.. واجدها علة عقائدية، اي ان المحتوى العقائدي وما يلازمه من حراك..ينتج واقعنا.. ويمكن ان يغيره..
لذلك، فان عدم النظر إلى الحالة العامة، ومحاولة الحل، موقعيا ولحظيا، قد لا تاتي بثمراتها.!!
 لان الحدود التي وضعها البشر، بين الدول، ليست موجودة في الواقع، ولا يمكن تصور بلد ما يعيش منفصلا عن الحالة العامة.. إذا تفحصنا ذلك بدقة ووعي..
ولا يقتصر الامر على الحدود المكانية، بل يتعداه الى الحدود الزمانية..
لان يومنا هذا، هو وليد الأمس، ووالد للأيام القادمة..!!
ويبقى السؤال .. كيف تدار الأمور؟؟ وما هو المصير؟؟
ويكون الجواب، المنطقي، حسب فهم الكاتب، ولا يمكن له ان يتجاوز حدود فهمه، هو:
أولا: استقراء المسيرة البشرية، أي مراجعة الأحداث السابقة على الأرض، ومحاولة التوصل الى العلة او القاعدة التي حكمت تلك المجريات، او ما يمكن ان نسميها (المعادلات الحاكمة) للإحداث وللمجريات.
ثانيا: استقراء نتاجات الفكر البشري، لأنه عبر عن تلك الأحداث، وما يراه مؤثرا فيها..
وفي حدود ذلك الفكر المادي، ان البشرية تحركت نحو سعادتها باتجاهين:
الاتجاه الاول: تسخير الارض وما فيها لخدمة الهدف البشري، الساعي للسعادة والامن والاستقرار..
الاتجاه الثاني: ترتيب الارض، بنظام وقانون يحقق السعادة والامن والاستقرار.
الان ان المنصف، سيكتشف ان ذلك، كله، كان سببا في تضارب المصالح والحروب  العالمية، والازمات الامنية والاقتصادية..
لان الاتجاهين، لم يخضعا لعلة مشتركة واحدة، عليا، تمحور ذلك كله، لاجل الهدف العام، بل تشتت النشاطات، في الاتجاه الاول والثاني، اعلاه، بعدد المصالح الشخصية، للحكام والمشرعين. ولم يتوحد النشاط التكنولوجي لخدمة البشر، ولم يتمحور التشريع لاجلهم..!!
ويمكن ان يضاف الى مصادر الاستقراء، اعلاه، من قبلنا، وندعي الفكر الديني، ما ورد من النص (الغيبي) الذي جاء به (السماويون).. وخاصة اهم المصادر ..وهو القران الكريم.. فنقول:
اولا: ان القران الكريم، لم يهمل استقراء المجريات التاريخية، بل ذكر الكثير من الاحداث التي تعلقت بتطور الامم ثم انهيارها، وهو استقراء منطقي لعدد من الحوادث وصولا الى القواعد والمعادلات العامة والحاكمة لمسيرة الامم ومصيرها..
ثانيا: ان قوم نوح وعاد وثمود وقوم فرعون.. وعشرات من الامم والجماعات التي اوجز القران الكريم نظام حركيتها، ونتيجة تطلعاتها.. هي توثيقات هامة ورصين للحراك البشري..
ثالثا: بعد تلك التوثيقات.. يكون القران الكريم قد فصل وبين المقدمات، قبل ان يصرح بالعلل والقواعد والمعادلات الحاكمة لنشاط الامم وحركيتها..
ويمكن القول، ان مجريات الاحداث العالمية والمحلية، هي نتاج للتراكمات السابقة، وهذا ليس بسر، او جديد، الا ان ما يتحكم بهذا كله، هو المعادلات التي فصلها البيان الشرعي، وجمعها بكلمة واحدة، وهي العلة الحاكمة، تلك هي (التقوى) ..
والتقوى ليست وصفة جاهزة تباع او تشترى، او كلمة ترددها الالسن.. بل هي نتيجة مقدمات اهمها:
اولا: الجهد والادراك العقلي، الساعي لمعرفة الخالق ومشروعه وتخطيطه..
ثانيا: اكتشاف تفاصيل ((المشـــــــــــــروع الالــــــــــــــــــــهي)) واليات المشاركة الدقيقة في تنفيذه.
ثالثا: التمحور حول تلك التفاصيل والتشريعات، والالتزام بها على المستوى الشخصي والمجتمعي، وبأداء جمـعــــي..
واذا حصل الالتزام بالمشروع واحكامه، تثمر وتنمو الجهود، وهذا ما لم يحصل الى يومنا هذا..!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات