مع حالة الجمود التي إعترت المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الايراني وإستمرار رفض القادة والمسٶولين في النظام الايراني الى الانصياع للمطالب الدولية والتخلي عن المساعي السرية من أجل حيازة السلاح النووي، فقد كشفت قناة منسوبة لفيلق القدس، ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني على تطبيق “تلغرام”، عن استعداد النظام الايراني لإنتاج أول رأس حربي نووي في حال تعرض منشأة نطنز النووية لأي هجوم.
ونشرت القناة المذکورة مقطع فيديو، تحدثت فيه عن احتمال تفعيل ما سمته “مشروع عماد فوق السري”، وجاء في الفيديو الذي نشر أول مرة مساء أمس تحت عنوان: “متى تستيقظ قنابل إيران النووية النائمة؟” على قناة “بيسيمجي”، في حال اقتراف أميركا أو الكيان الصهيوني أي تصرف غبي، ستبدأ إيران ببناء “أول قنابل ذرية في أقصر وقت ممكن”، وبحسب الفيديو: “بدء تخصيب اليورانيوم في المنشآت السرية في أعماق منشأة فوردو قد جعل إيران على بعد خطوة واحدة من الهروب النووي والانضمام إلى النادي النووي”.
هذا التهديد الجديد وإن تظاهر النظام بأنه من أجل الحيلولة دون مهاجمة منشأة نطنز النووية، لکن الحقيقة إن هناك قناعة دولية کاملة بأن النظام الايراني جاد فعلا في مساعيه من أجل إنتاج الاسلحة النووية ولاسيما وإن کل الدلائل والمٶشرات تشير الى ذلك وتٶکده، وحتى إن عدم إذعان النظام الايراني الى المطالب الدولية وتهربه منها على الرغم من إن أوضاعه الداخلية ساخنة جدا وقابلة للإنفجار، فإنه دليل على إن البرنامج النووي قد وصل الى مرحلة متقدمة جدا وإن أي الاتفاق النووي من شأنه أن يقطع الطريق على ذلك أو يٶخره الى إشعار آخر.
الملفت للنظر بأن إعلام الحرس الثوري عندما يتحدث عن استعداد النظام الايراني لإنتاج أول رأس حربي نووي، فإنه بمثابة تهديد لدول المنطقة قبل إسرائيل والولايات المتحدة، خصوصا وإنه طوال العقود الماضية ظل النظام الايراني حريصا علب أن تطال تهديدات ونشاطاته ومخططاته دول ننطقة الشرق الاوسط في الوقت الذي حرص فيه أيضا على إستمرار إطلاق التهديدات الخرقاء والجوفاء والفارغة ضد تل أبيب وواشنطن.
النظام الايراني إذ يطلق هکذا تهديد وهو يسعى لتصويره على إنه من أجل الحيلولة لمنع وقوع هجوم على منشأة نطنز، فإنه في الواقع بمثابة حقيقة سوف تتجسد عما قريب على أرض الواقع وخصوصا في ظل الاسلوب المترهل والفضفاض الدي تتعامل به الدول الغربية مع هذه المساعي.