وكالات – كتابات :
قال المتحدث باسم “مجلس الأمن القومي” الأميركي؛ “جون كيربي”، الإثنين 01 آب/أغسطس 2022، إنَّ “الصين” تُجهز نفسها للرد على زيارة محتملة من رئيسة “مجلس النواب” الأميركي؛ “نانسي بيلوسي”، إلى “تايوان”، وذلك في وقت حذرت فيه “بكين”؛ “واشنطن”، من حدوث هذه الزيارة.
موقع (أكسيوس) الأميركي، قال الإثنين 01 آب/أغسطس 2022، إن “كيربي” توقع بأن تقوم “الصين”: “باستفزازات عسكرية”، مثل إطلاق صواريخ على “مضيق تايوان” أو اختراق منطقة تحديد الدفاع الجوي في “تايوان”؛ ردًا على زيارة “بيلوسي”.
زيارة “اللعب بالنار”..
يأتي هذا بينما لم يؤكد “كيربي” خطط سفر “بيلوسي”؛ إلى “تايوان”، لكن وسائل إعلام تايوانية وغربية أكدت أنه من المتوقع أن تصل “بيلوسي”، مساء الثلاثاء 02 آب/أغسطس 2022؛ إلى “تايوان”.
في حال زارت “بيلوسي”؛ “تايوان”، ستكون بذلك أعلى مسؤولة أميركية تزور “تايوان”؛ منذ عام 1997، وتأتي زيارتها المقررة في وقتٍ حساس بالنسبة للرئيس؛ “شي جين بينغ”، الذي يستعد للترشح لولاية ثالثة في مؤتمر “الحزب الشيوعي” القادم.
جاء في بيان “بكين” الرسمي عن مكالمة “شي”؛ مع الرئيس “بايدن”، يوم الخميس 28 تموز/يوليو، أنه حذر الرئيس الأميركي من: “اللعب بالنار” على “تايوان”.
“كيربي”؛ قال إنَّ “بايدن” أبلغ “شي”، في المكالمة، بأنَّ “الكونغرس” مستقل عن “البيت الأبيض”، وإنَّ “بيلوسي”: “تتخذ قراراتها الخاصة”، على الرغم من تأكيد “كيربي” أنها تُسافر على متن طائرة عسكرية، كما هو معتاد في مثل هذه الرحلات، مضيفًا أن “بيلوسي” لها: “الحق في زيارة تايوان”، ووعد بضمان سلامتها طوال رحلتها.
كذلك أكد “كيربي” أنَّ زيارة “بيلوسي” لن تُغير الوضع الراهن أو تُشير إلى أي تغيير في سياسة “الولايات المتحدة”، في حين أنَّ: “تصرفات بكين قد يكون لها عواقب غير مقصودة لا تؤدي إلا إلى زيادة التوترات”.
تمركزات عسكرية أميركية..
في سياق متصل؛ تمركزت 04 سفن حربية أميركية، بينها حاملة طائرات، في المياه شرقي “تايوان”؛ في عمليات انتشار “اعتيادية”؛ بحسب مزاعم وسائل إعلام أميركية وغربية.
مسؤول بالبحرية الأميركية أكد لوكالة (رويترز)، الثلاثاء 02 آب/أغسطس 2022، أن حاملة الطائرات (رونالد ريغان) عبرت “بحر الصين الجنوبي”، وهي حاليًا في “بحر الفلبين”؛ شرقي “تايوان” و”الفلبين” وجنوبي “اليابان”.
تعمل حاملة الطائرات المتمركزة في “اليابان” مع سفينة الصواريخ الموجهة (أنتيتام) والمدمرة (هيغينز)، وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه: “في حين أنها قادرة على التعامل مع أي احتمال، فهذه عمليات انتشار اعتيادية”.
يأتي هذا بينما إلتزمت “بيلوسي” الصمت بشأن رحلتها، التي من المتوقع أن تشمل لقاءً مع رئيسة تايوان؛ “تساي إنغ ون”، يوم الأربعاء 03 آب/أغسطس 2022، وغرّدت “بيلوسي” عن خط سير رحلاتها في “آسيا”، يوم الأحد 31 تموز/يوليو، لكنها لم تذكر “تايوان”.
من جهتها؛ كررت “وزارة الخارجية” الصينية، الإثنين 01 آب/أغسطس 2022، تهديدها بحدوث: “عواقب وخيمة” إذا توجهت “بيلوسي” إلى “تايبيه”.
المتحدث باسم الخارجية؛ “تشاو ليغيان”، قال إنه: “إذا أُجرِيَت الزيارة المحتملة، فستُمثل تدخلاً صارخًا في الشؤون الداخلية للصين، وتقوض بشدة سيادة الصين وسلامة أراضيها، وتدوس على مبدأ الصين الواحدة، وتقوض العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. وستؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية”.
أضاف “ليغيان” أنَّ الجيش الصيني: “لن يقف مكتوف الأيدي”، وسيتخذ: “إجراءات قوية وحاسمة”.
يُشار إلى أن “الصين” تعهدت بالسيطرة على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، بالقوة إذا لزم الأمر، وتتفاعل بشدة مع أية بادرات تتعامل مع “تايوان” على أنها دولة مستقلة.
طائرات حربية صينية تُحلق فوق “مضيق تايوان”..
نقلت وكالة (رويترز)، الثلاثاء 02 آب/أغسطس 2022، عن مصدر قوله إن عدة طائرات حربية صينية حلقت قرب خط الوسط؛ الذي يُقسم “مضيق تايوان”، وذلك بينما أبلغ أشخاص مطلعون الوكالة؛ أنه من المتوقع وصول رئيسة “مجلس النواب” الأميركي؛ “نانسي بيلوسي”، إلى “تايوان”، في وقتٍ لاحق اليوم.
المصدر أشار إلى أنه بجانب تحليق الطائرات الصينية قرب خط الوسط في الممر المائي ذي الحساسية الشديدة، ظلت عدة سفن حربية صينية قريبة من الخط منذ الإثنين 01 آب/أغسطس 2022.
أضاف المصدر أن: “السفن والطائرات الحربية الصينية ضغطت على خط الوسط؛ صباح اليوم الثلاثاء، في خطوة غير معتادة”، ووصف هذه الخطوة بأنها: “استفزازية للغاية”.
كذلك أجرت المقاتلات الصينية مرارًا مناورات تكتيكية “لامست” خلالها لفترة وجيزة خط الوسط وحلقت عائدة إلى الجانب الآخر من المضيق؛ صباح اليوم الثلاثاء، في حين كانت الطائرات التايوانية في حالة تأهب على مقربة.
بحسب وكالة (رويترز)، لا تعبر أي من الطائرات الصينية والتايوانية عادة خط الوسط.
“تايوان” تعتبرها تهديدات من عدو !
من جانبها؛ قالت “وزارة الدفاع” التايوانية في بيان، الثلاثاء، إنها على دراية تامة بالأنشطة العسكرية قرب “تايوان”، وإنها ستنشر القوات على نحوٍ ملائم ردًا على: “تهديدات العدو”.
يأتي هذا فيما ذكرت صحيفة (ليبرتي تايمز) التايوانية؛ أنه من المقرر وصول وفد “بيلوسي”، الساعة 10:20 مساءً؛ (14:20 بتوقيت غرينتش)، اليوم الثلاثاء، دون ذكر مصادر لهذه المعلومة.
كانت “الصين” قد حذرت مرارًا من زيارة “بيلوسي”؛ لـ”تايوان”، التي تعتبرها جزءًا من أراضيها، وقالت “الولايات المتحدة”؛ أمس الإثنين، إنها لن ترضخ لترهيب: “قعقعة السيوف” الصينية بخصوص الزيارة.
الناطق باسم الخارجية الصينية؛ “تشاو ليغيان”، قال إنه: “إذا زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي؛ نانسي بيلوسي، تايوان، فستتخذ الصين إجراءات رد حازمة وقوية للدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها”، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
“ليغيان” أضاف: “أما بالنسبة لطبيعة الإجراءات، في حال تجرّأت على القيام بالزيارة، فسننتظر ونرى”.
هل تشعل “بيلوسي” برميل البارود..
من جهتها؛ أشارت صحيفة (غلوبال تايمز) القومية التابعة للحكومة في “الصين”، إلى أن “بيلوسي” قد تلجأ إلى: “حجج طارئة مثل عطل في الطائرة أو نفاد الوقود” للهبوط في مطار تايواني.
في حين قال المحرر السابق في (غلوبال تايمز)؛ “هو شيغين”، في تغريدة: “إذا تجرّأت على التوقف في تايوان، فسيُشعل ذلك برميل البارود في مضيق تايوان”.
بدورهما، نقلت قناتا (سي. إن. إن) الأميركية؛ و(تي. في. بي. إس) التايوانية، عن مصادر لم تُسمياهما، معلومات تُفيد بأن “بيلوسي” تُخطّط بالفعل لزيارة “تايوان” ضمن جولتها.
بدورها، أفادت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية؛ بأن “بيلوسي” ستلتقي الرئيسة التايوانية؛ “تساي إنغ ون”، غدًا الأربعاء 03 آب/أغسطس 2022، في “تايبيه”، بحسب ثلاثة أفراد مطّلعين على تفاصيل الرحلة.
يُشار إلى أن “بيلوسي” تزور “ماليزيا”؛ اليوم الثلاثاء، ضمن جولة آسيوية بدأت بزيارة “سنغافورة”؛ أمس الإثنين، وقال مكتبها إنها ستزور أيضًا “كوريا الجنوبية” و”اليابان”، لكنه لم يتطرق بالذكر إلى زيارة “تايوان”.
“سندفن كل المعتدين” !
نشر الجيش الصيني، مساء الإثنين 01 آب/أغسطس 2022، فيديو استعرض فيه قواته وإمكانياته العسكرية، تزامنًا مع: “نية غير مُعلنة” من رئيسة “مجلس النواب” الأميركي؛ “نانسي بيلوسي”، لزيارة “تايوان”، التي لا تعترف “بكين” بسيادتها، وذلك ضمن جولة آسيوية للمسؤولة الأميركية.
حيث نشرت وسائل إعلام صينية مقربة من الحكومة؛ مقطع فيديو قالت إنه للجناح الشرقي في “جيش التحرير الشعبي” الصيني، وأرفقته بالقول: “سندفن كل الأعداء المعتدين”.
من جانبه؛ قال “البيت الأبيض” إن رئيسة “مجلس النواب”؛ “نانسي بيلوسي”، لها الحق في زيارة “تايوان”، مضيفًا أن “الصين” تبدو مستعدة للرد في الأيام المقبلة، باستفزازات عسكرية على الأرجح.
كما قال وزير الخارجية الأميركي؛ “آنتوني بلينكن”، إن الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب؛ “نانسي بيلوسي”؛ لـ”تايوان”، ستكون قرارها وحدها، لكنه دعا “الصين” إلى عدم تصعيد التوتر.
أضاف “بلينكن”: “إذا قررت رئيسة مجلس النواب زيارة تايوان؛ وحاولت الصين خلق نوع من الأزمة أو تصعيد التوتر، فسيكون ذلك كله على عاتق بكين”.
في وقت سابق من الإثنين، أعلنت “وزارة الخارجية” الصينية، الإثنين، أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، “نانسي بيلوسي”، المحتملة لـ”تايوان”: “ستُحدث تأثيرًا سياسيًا فظيعًا”، محذّرة “واشنطن” من: “عواقب وخيمة”.
وقال المتحدث باسم الوزارة؛ “تشاو ليغيان”، في مؤتمر صحافي بـ”بكين”، إن الجانب الصيني أوضح مرارًا للجانب الأميركي: “قلقنا البالغ بشأن الزيارة المحتملة لتايوان ومعارضتنا الشديدة لها”.
أضاف أن: “بيلوسي؛ ثالث أعلى مسؤول في الحكومة الأميركية، ما يعني أن زيارتها لتايوان – مهما كان الأمر – ستكون حساسة للغاية”.
وأوضح أن الزيارة ستكون بمثابة: “تدخُّل سافر في الشؤون الداخلية للصين وتقوّض بشكلٍ خطير، سيادة الصين ووحدة أراضيها، وتدهس بشكل متعمَّد مبدأ الصين الواحدة، وتُهدد بشكل كبير، السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وتقوض العلاقات (الصينية-الأميركية) بشدة، وتؤدي إلى حالة خطيرة للغاية”.
في وقت سابق من الإثنين، كشفت الإذاعة التايوانية (تي. في. بي. إس)، أن رئيسة “مجلس النواب” الأميركي، “نانسي بيلوسي”، ستزور العاصمة؛ “تايبيه”، الثلاثاء.
لم يصدر تأكيد رسمي من “بيلوسي” بشأن زيارتها المحتملة لـ”تايوان”، حتى ظهر الإثنين، حيث تتجنب “واشنطن” الإعلان عن الزيارة بشكل رسمي، فيما تبدأ المسؤولة جولتها التي تشمل “سنغافورة” ثم “ماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان”.