خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تصميم النظام الانتخابي العراقي يقوم على تشكيل الأحزاب للسلطة. لذلك حين لا يحصل أي حزب على الأغلبية البرلمانية يواجه تشكيل الحكومة مشكلة كبيرة جدًا.
في ظل هكذا وضع؛ يكون الشارع هو المحدد، ويطرح الشعب مطالبه عن طريق التظاهرات والاحتجاجات. والواقع أن تيار “الصدر” كان قد فاز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالأغبية بعدد: 70 مقعدًا، لكن السيد “مقتدى الصدر”؛ فشل في تشكيل الحكومة نتيجة عدم تعاون (الإطار التنسيقي) الشيعي.
وأقتنع “الصدر” في النهاية باستقالة أعضاءه من البرلمان. وفي ظل غياب تيار “الصدر” نجح (الإطار التنسيقي) في التحالف مع الفصائل والأحزاب الأخرى. ووقع الاختيار على “محمد الشيّاع السوداني”؛ كرئيس للوزراء. وهذا الاختيار أثار ردود فعل فئات الشعب العراقي، ولذلك هاجموا مقر البرلمان ونجحوا باحتلاله.
وفي هذا الصدد؛ تجري صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية؛ الحوار التالي مع “صباح زنگنه”؛ خبير شؤون الشرق الأوسط…
“الصدر” يُؤيد تكثيف تواجده بالشعبوية..
“ستاره صبح” : ما هي من وجهة نظركم أسباب معارضة “مقتدى الصدر” لخيار (الإطار التنسيقي) النهائي ؟
“صباح زنگنه” : السؤال الرئيس هو: من يقبل بالسيد “مقتدى” في “العراق” ؟.. يمكن القول: إن السيد “الصدر” كان قد رفض كل الشخصيات التي شاركت في الحكومات السابقة وتحملت المسؤولية.
والواقع أنه؛ (بغض النظر عن المباحثات السياسية المعروفة)، لم يمتلك القدرة على إدارة الخلافات بين التيارات السياسية، وقد ساهمت الاستقالة الجماعية من البرلمان وإنطلاق المظاهرات في مأزق سياسي بـ”العراق”.
مع هذا هو يُريد تكثيف التواجد بالمشهد السياسي العراقي بالشعبوية. وهو ببساطة لا يقبل بأفكار أي من التيارات السياسية ويرفض خياراتهم، ولو أنه كان قد نجح في تشكيل الحكومة، لكان قد واجه الكثير من المشكلات على صعيد العمل.
“إيران” وما يجري في “العراق”..
“ستاره صبح” : ما مدى صحة إدعاءات بعض وسائل الإعلام بشأن معارضة “الصدر” خيار “السوداني” بسبب تقارب الأخير مع “إيران” ؟
“صباح زنگنه” : لا يمكن القول إن هذه المسألة هي سبب معارضة “السوداني” الرئيس، لأن “مقتدى” وتياره أيضًا مقرب أيضًا من “إيران”؛ التي تتعامل بدورها مع كل الفصائل الشيعية في “العراق” من منطلق واحد، وتعمل بشكل متوازنٍ في العلاقات مع جميع الأطراف.
و”العراق” من المنظور الإيراني باعتبارها جار شقيق، ومن ثم فالأمن العراقي من الأمن الإيراني. و”طهران” لا تميل إلى تعرض “العراق” حكومة وشعبًا إلى الضرر مهما كان بسيطًا.
والحكومة العراقية لطالما تعللت في تصفية مديونياتها لـ”الجمهورية الإيرانية” من واردات الغاز والكهرباء، لكن “إيران” بتعاونها حالت دون تأزم أوضاع الشعب العراقي. و”إيران” لا تضغط على أي فصيل ولا تُريد التدخل في الشأن العراقي الداخلي.
التدخل الخارجي في الشؤون العراقية..
“ستاره صبح” : في رأيكم لماذا تتأثر السلطة العراقية بدول الجوار في تشكيل الحكومة والبرلمان ؟
“صباح زنگنه” : لو ننظر إلى تاريخ التطورات العراقية؛ سوف نكتشف أن الأوضاع الراهنة ليست جديدة. ففي العام 1921م تشكلت أول حكومة عراقية بمساعدة “بريطانيا”، آنذاك، كان حاكم “العراق” من بلاد “الحجاز”.
وتكرر الأمر حين اختار البريطانيون رئيس الوزراء. وكان الحاكم العراقي يحصل بعد ثورة 1958م على دعم “بريطانيا” و”أميركا” للوصول إلى السلطة.
بل إن الأمر نفسه تكرر مع “صدام حسين”؛ حيث تمكن بركوب القطار الأميركي من الوصول إلى السلطة في “العراق”. وحتى الآن يلعب السفير البريطاني في “بغداد” دورًا كبيرًا في التحالفات والاحتجاجات الشعبية.
شكوك في قدرة “السوداني”..
“ستاره صبح” : بالنظر إلى الأوضاع الراهنة هل تعتبر أن اختيار؛ “محمد الشّياع السوداني”، كرئيس وزراء لـ”العراق” مناسبًا ؟
“صباح زنگنه” : في رأيي أن “السوداني” يمتلك خبرة تخصصية، ولذلك اكتسب دعم الكثيرين باعتباره الخيار المطلوب، مع هذا هناك شكوك حول مدى قدرته من السيطرة على الفضاء السياسي العراقي رغم تخريب تيار “الصدر”.