وكالات – كتابات :
اعتبرت صحيفة (الغارديان) البريطانية، أن “العراق” بلد تائه؛ وأن الأزمة السياسية الحالية التي يعيشها، هي: “الأكثر تعقيدًا” من معظم ما شهدها البلد، خلال العقدين الماضيين.
وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقريرًا لها؛ إلى أن: “إيران ستتمكن من نيل مرادها عراقيًا، وسيضطر الكُرد إلى القبول بالمصالح الإيرانية، بهدف تسهيل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة”.
ولخص التقرير البريطاني، ما يجري في “العراق”، قائلاً: “البرلمان مُحاصر من قبل المتظاهرين، البلد تائه بعد 09 شهور من الانتخابات، وهناك عداء بين الكتل المحلية ووكلاء إيران”، مضيفًا أن: “العديد من العراقيين، يرون أن الأزمة السياسية الأخيرة ليست أمرًا جديدًا”.
ديمقراطية مُعقدة !
وأوضح تقرير (الغارديان)؛ أن هذه المواجهة تبدو أكثر تعقيدًا وطولاً من معظم الأزمات التي مرت خلال أكثر من عقدين من الجهود التي بذلت من أجل غرس الدولة الديمقراطية في “العراق”.
ولفت إلى أن؛ هناك القليل من الأمل، من “إقليم كُردستان”، وصولاً إلى محافظة “الأنبار” في الغرب، والمجتمعات الشيعية في الجنوب، في نشوء حكومة تسعى إلى تحقيق المصلحة الوطنية الجماعية من خلال هذا الصراع على السلطة.
وأوضح التقرير البريطاني، أن: “هناك مؤشرات كثيرة على أن إيران بعدما نفذت حملة استنزاف منهكة، ستتمكن من تحقيق مرادها في نهاية الأمر وتُعزز سيطرتها على مواقع أساسية في دولة ضعيفة؛ وتتمكن بمستوى لا سابق له، من إملاء شروطها”.
وتحدث التقرير البريطاني عن “أربيل”، التي تعرضت لصواريخ أطلقها وكلاء “إيران” مؤخرًا، وفقًا للتقرير: “ما تسبب في اضطرابات وانعدام اليقين، وأن قادة الاقليم يُغيرون ببطء مواقفهم حول ما يجب أن يجري لاحقًا”.
كونفيدرالية كُردية..
وفي ظل هذا الفشل؛ بيّن التقرير أن: “رئيس وزراء الإقليم؛ مسرور بارزاني، بدأ يبحث مناقشة نموذج كونفيدرالية لا مركزية جديدة؛ من شأنه أن يسحب السلطة من بغداد، ما يمنح الكُرد وغيرهم من الشرائح العرقية والطائفية المزيد من السلطة في إدارة شؤونهم الخاصة”.
ونقل التقرير عن “بارزاني” قوله لمركز (تشاتام هاوس) للأبحاث؛ في “لندن”، في نيسان/إبريل الماضي، إن: “الاتحاد الكونفيدرالي بإمكانه أن يُشكل حلاً لجميع العراقيين”.
وكانت تصريحات “بارزاني”، خروجًا واضحًا عن القبول بالنموذج المركزي الذي ظلت “واشنطن”، حتى وقت قريب، مستثمرته منذ أن أطاح الجيش الأميركي؛ بـ”صدام حسين”، قبل ما يقرب من 20 عامًا.
وتضاءل اهتمام “الولايات المتحدة” بالدفاع عن الديمقراطية في “العراق”؛ إلى حدٍ كبير خلال العام الأول لإدارة “بايدن”، مما دفع المسؤولين الكُرد إلى التفكير في التحالف مع المصالح الإيرانية لتشكيل حكومة في “بغداد” أخيرًا.
وقال مسؤول كُردي كبير، وفقًا لتقرير الصحيفة البريطانية، إن: “لطهران الأفضلية على واشنطن في العراق، وهناك ثابت سيستمر في الصمود والتفوق على الولايات المتحدة، وكانت نتيجة متوقعة ويمكن الوقاية منها، حيث استغرق الأمر من الصدر: 10 أشهر لقبوله، ووصفها بالاستقالة لأنه أدرك مايزال كثيرون يرفضون قبوله: إيران موجودة لتبقى”.
وكان “الصدر” قد حشد أتباعه للاحتجاج على ترشيح جماعة متحالفة مع “إيران”؛ للوزير السابق ومحافظ المنطقة؛ “محمد السوداني”، لمنصب رئيس الوزراء. وعلى الرغم من عدم وجوده في البرلمان، يبدو أن رجل الدين المُثير للجدل يُصر على تسمية: “زعيم جديد”.
وتكبدت الكتل الإيرانية خسائر فادحة في الانتخابات؛ كان من شأنها أن تُقلص إلى حدٍ كبير سلطات “طهران” في المجلس التشريعي وفي المؤسسات العراقية الأخرى، منذ ذلك الحين، حاول وكلاؤها استعادة موطيء قدم أثناء ممارسة الضغط على المعارضين، ولا سيما الكُرد في البلاد، الذين كانوا يُحاولون بناء صناعة لتصدير “الغاز والنفط” تعمل بشكل منفصل عن “بغداد”.
قصف “كورمور”..
وذّكر التقرير، بالهجمات الصاروخية التي يُنفذها وكلاء “إيران” بشكل متكرر مستهدفة البنية التحتية لـ”الغاز الكُردستاني”، في تحركات تم تلقيها كتحذيرات محددة بعدم الذهاب بعيدًا في الداخل والعودة إلى طاولة المفاوضات على المستوى الوطني.
في غضون ذلك، لم يتم الرد على المناشدات الكُردية لـ”واشنطن”، حيث تُحاول إدارة “بايدن” إبرام صفقة مع “إيران” للعودة إلى “الاتفاق النووي”، بحسب التقرير.