تحية تقدير واحترام الى جيشنا الباسل الذي يقاتل القاعدة ، وتحية وتقدير لكل المؤسسات التي تكافح الارهاب ، ارهاب الفساد ،وارهاب القتل التكفيري . وتحية وتقدير لكل مواطن ومسؤول شريف يقف بوجه المفسدين . وتحية وتقدير لكل عراقي يحب بلده لدرجة العشق ويضحي من اجل كرامته وسيادته واستقراره ومستقبله . لا اريد في مقالي هذا ان اتطرق الى احزاب العملية السياسية لانها مشغولة بنهب وتقاسم السلطة والثروة وليس بأمن وسلامة الوطن!. يريدوننا أن ننشغل بالإرهاب عن فسادهم، مع أن فسادهم هو الذي ينتج ويصنع ويقوِّي الإرهاب.نحن نعرف ان العراق بعد 2003 ليس بالدولة “العميقة” . ولكن هل يجوز التصديق بتصريحات بعض تجار الحروب عما يجري في الانبار .وسؤالنا اين “الجهد “الاستخباري والفني؟. وهل من المعقول ان تعتمد تحليلاتنا على كلام المستفدين من أزمة الانبار ومن يقف ورائهم ؟. وهناك بعض الحقائق تحتاج الى توضيح وتفسير من قبل رئيس هيئة الاركان المشتركة لانه المسؤول الاول عما يجري عسكريا في ميدان الانبار :-
1.اعلن القائد العام يوم 28 ك1 من العام الماضي ان عدد عناصر القاعدة في المحافظة 36 شخصا وعلينا تطهير محافظة الانبار منهم .
2.الفريق الركن محمد العسكري المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع صرح من على شاشة العراقية الحكومية ان عدد عناصر القاعدة في الانبار 30 شخصا وقال “هذا الرقم دقيق جدا” على حد قوله .
3.الشيخ احمد ابو ريشة الذي تحول الى الناطق الرسمي بأسم وزارة الدفاع لانه هو الذي “يصرح”لوسائل الاعلام عما يجري في الانبار من عمليات عسكرية ، قال “دخول 150 سيارة عبر الحدود العراقية السورية ، وكل سيارة تحتوي على 4 اشخاص من “الداعشيين” الى محافظة الانبار اي بمعنى “600” عنصر من “داعش” وكأن الحدود العراقية لاتوجد فيها قوات حدود وهذه العجلات تقطع مسافة بحدود 450 كم لتصل الرمادي ؟!.ولم يرد عليه قائد قوات الحدود او اي مسؤول عسكري وهذا التصريح من قبل ابو ريشة يدري او لايدري هو استهانة بقدرة المؤسسات العسكرية والامنية .
4.مستشارة رئيس الوزراء نوري المالكي “مريم الريس”خرجت علينا من على قناة دجلة الفضائية وقالت ان عدد الارهابيين في الانبار هو “500” ألف عنصر!.
5.الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية قال امام تجمع عشائري في بغداد ان “الاسلحة الموجودة لدى الارهابيين في الانبار تكفي لاسقاط النظام السياسي في العراق واحتلال بغداد ؟!ّ.
السؤال ..هذه التصريحات بالارقام المبالغ فيها ، هل هي “فوضوية ” ؟ ، ام عدم تنسيق، ام البعد عن الواقع الميداني ، او هو الفشل الاستخباري والعسكري في أن واحد؟!.
العمليات العسكرية في الانبار بدأت من يوم 28 ك1 2013 وعدد القوات العسكرية بحدود “4”فرق عسكرية من ضمنها مدرعة و”3000″ عنصر من صحوات “ابو ريشة ووسام الحردان وحميد الهايس” وأكثر من 400 طلعة جوية حسب تصريحات وزارة الدفاع ، ولحد الان لم تستطيع كل هذه القوات من تطهير ” شارع 60 والملعب والبوبالي ” في الرمادي ، اما الفلوجة فهي ساقطة لحد كتابة هذا المقال ، و90% من اهالي الفلوجة نزحوا الى مناطق امنة اخرى .السؤال الكبير .. “معقولة ” كل هذه القوات والدعم “الامريكي والاوربي والاممي وجامعة الدول العربية ووصول الطائرات السمتية والدبابات والاسلحة المتطورة الى موانىء البصرة لصالح وزارة الدفاع ورفد القوات المتجحفلة في الرمادي بأكثر من “20”الف متطوع جديد بدون تدريب ولاتزال الرمادي والفلوجة بيد “داعش”؟!.
علينا مصارحة الشعب العراقي ونقول لهم عبر كل وسائل الاعلام ان “الذين يقاتلون القوات الحكومية هم ليسوا “36”داعشي فقط بل مجاميع من المحسوبين على الصحوات وبعض العشائر لاسباب نفعية وسياسية” ،لان استمرار المعارك بهذه الطريقة في الانبار ستفرض علينا الدخول في مفهوم «الجيل الخامس للحرب» اي الحرب المفتوحة والغير مقيدة، ومنها أن تسعى العصابات المسلحة إلى شن هجمات تهدف إلى تعطيل العمليات الحكومية، وإثارة الخوف العام، عبر وسائل شديدة التخفية وفائقة التخطيط والمفاجأة، لذلك ندعو الى:-
1.كشف الحقائق الميدانية وبشكل يومي وبمخطط توضيحي من خلال الناطق الرسمي باسم هيئة الاركان المشتركة او مديرية اعلام وزارة الدفاع .
2. لايجوز لمسؤولي الصحوات تداول ارقام او مواضيع تؤثر على المعنويات العامة او لغايات نفعية او الاشارة الى اي جهد عسكري او امني والاكتفاء بنشاط قواتهم فقط .
3. تضييق الاجتهادات واحكام النهايات السائبة من قبل القادة الميدانيين .
4. افضل الخيارات هو الغاء “الصحوات” لانها تشكل ذيل اداري كبير وترهل في ميزانية الدولة وباب للفساد ،والذهاب الى دمجها رسميا مع قوات الجيش العراقي لان بقائها بالشكل الحالي يعني مزيدا من عمليات العنف الدموي.
واخيرا نقول ان الشعب العراقي لن ينسى زعماء الحرب و قادة المليشيات وملوك الطوائف وما صنعت اياديهم وما اقترفته من جرائم بحق العراق واهله .وعلينا ان نتعامل مع شعبنا بمصداقية عالية تؤسس لغة التفاهم والحوار البناء من اجل عدم فسح المجال امام من يريد تمزيق هذا البلد المعطاء ويجعله عبارة عن فدراليات تفتح شهية الفاسدين للانفصال ، ومن هنا يجب حل ازمة الانبار سريعا وفق رؤية احترام حق المواطن وصيانة كرامته وتأمين العيش الكريم .