23 ديسمبر، 2024 6:38 م

فوز المنتخب : عندما يبتسم الجريح

فوز المنتخب : عندما يبتسم الجريح

وفتية قلبهم قلب إذا عزموا ,في الملعب تراءت لهم مرابع طفولتهم في ارض الرافدين ارض دجلة الخير والفرات الوفي, شوق يتأجج وحنين يغلي وتوق إلى عناق الأرض التي احتضنتهم مذ ولادتهم وأرضعتهم من هواها ولم تفطمهم  من سوادها. واقسموا بأن يطرزوا صدر العراق بالذهب.دخلوا وهم يحملون راية الله واكبر و عيونهم ترنوا إلى الوطن المستباح والمثخن بالجراح والأوجاع فستحضر عندهم الأب الروحي (حكيم) تلك الأوجاع والاحزان وانين الثكلى والأرامل والأيتام استحضر لهم الشباب الذين استرخصوا أرواحهم من اجل تطهير الوطن من ادرأن الإرهاب  الذين اقسموا اما النصر على الإرهاب وإما الشهادة في سبيل العراق  وربحوا النصر والشهادة , وبداءت المنازلة وتحول الملعب الى ساحة قتال ونحاز “الحكم” الذي ائتمن على صون الأمانة “ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين” واهتزت شباكهم ونطلق الهتاف المدوي من ارض الرافدين ليؤازر من في الملعب من جمهور عراقي ولاعبين وهز أركان ملعب عمان ,واستمر القتال الى ان حسمت المباراة بالنصر المؤزر, وخرجت الجماهير على بكرة أبيها من الشيب والشباب لتملى شوارع بغداد والمحافظات وكفكفت الدموع من الأرامل و الثكلى والأيتام ونسيت الأوجاع ونزالت الهموم وتبسم محيى أهل الشهيد والجريح وازدادت العزيمة في ارض المعركة ,نعم تحقق الفوز الذي كنا نتمناه ونستحقه ونحتاجه في مثل هذه الظروف لنثبت لعالم بأننا شعب تواق للحياة ومحبين لسلام ونريد ان نعيش بأمان فهذه رياضتنا تتوج بالذهب لم تثنيها خفافيش الظلام وهذا شعبنا عاد للحياة ونسى كل الألم والأوجاع والمآسي نحن لا نسمح بان تسرق الفرحة من محيى أطفالنا ولا نسمح بان تمس كرامتنا وتدنس أرضنا اليوم انتصرنا وغدا سنبني وسوف نطرد الإرهاب والفساد والفاسدين فهؤلاء لا تشملهم هذه الأفراح وسوف يلعنهم التاريخ كما لعن الذين نكصوا الرياضة والرياضيين.