“إيران” تكشف استفادة إسرائيل من الأزمة الأوكرانية .. اصطناع شعب مزيف !

“إيران” تكشف استفادة إسرائيل من الأزمة الأوكرانية .. اصطناع شعب مزيف !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

وقوع الحرب بين “أوكرانيا” و”روسيا” وما ترتب عليها من تدهور الأوضاع ونزوح اللاجئين وتضرر اليهود، هيأ فرصة استثنائية لليهود للعمل على تقوية ملف هجرات اليهود إلى الأراضي المحتلة باستقبال اللاجئين الأوكرانيين، لأنه في ظل الظروف العادية لا يميل اليهود إلى التواجد في هذه المنطقة؛ كما يقر بذلك تقرير “فائزة سادات يوسفي”؛ في صحيفة (إيران) الرسمية.

إذ يسعى “الكيان الصهيوني) إلى إضفاء صبغة عملية على أهدافه بتلك المباديء، لكن ومع مرور الوقت واتضاح طبيعة الأوضاع في الأراضي المحتلة، فسوف يفشل هذا الهدف. وعليه حذرت “الأمم المتحدة” من إمكانية مواجهة: 90% من اللاجئين الأوكرانيين حالة من الفقر الشديد، والحرمان من أبسط الخدمات الأساسية للحياة.

لذلك تنشط مكاتب هجرة اليهود في تحفيز وإقناع يهود “أوكرانيا” و”روسيا” وحتى في دول “شرق أوربا”؛ بالهجرة إلى الأراضي المحتلة. ويدعي المسؤولون الإسرائيليون أن عدد اللاجئين النازحين إلى “فلسطين” المحتلة قد بلغ حتى الآن: 30 ألف لاجيء؛ حتى الآن، ومن المتوقع انتقال آلاف اليهود الأوكران إلى الأراضي المحتلة.

ويبدو للوهلة الأولى تعامل “الكيان الصهيوني” بعنصرية مع اللاجئين وإثبات نهجه العنصري على الساحة الدولية. والصدام الانتقائي مع اللاجئين يُصارع مشكلات ومعضلات متعددة، ونابعة عن طبيعة “الكيان الصهيوني” العنصرية.

والحرص على إحياء النظرة اليهودية في معادلات الأزمات العالمية؛ إنما يعكس أن عنصرية هذا الكيان لا يقتصر على الفلسطينيين وإنما تشمل كل شعوب العالم، وهذا الأمر ينطوي على خطر ضمني للشعوب العالمية.

والأهداف التي يتطلع إليها “الكيان الصهيوني” نابعة عن تحديات داخلية متعددة، وتُمثل فرصة للاستعراض بين المجتمعات اليهودية حول العالم باعتبارها الملاذ والملجأ، وكذلك إضفاء ثقل على خرافة الأرض الموعودة. بعبارة أخرى يسعى الكيان من جهة إلى إنكار الوضع الداخلي المأزوم، ومن جهة أخرى تقديم صورة رمزية للعالم عن الكيان.

أهداف الصهاينة من نقل اللاجئين..

أحد الأهداف يتعلق باكتساب الشرعية عن طريق تسكين اليهود المتضررين من الحرب؛ حيث يُعاني “الكيان الصهيوني” بشكل عام من مشكلة شرعية في العالم؛ وبخاصة في المنطقة. إذ يتشكل الكيان من أربعة أركان هي: الاحتلال، والتملك، والجريمة، والتدمير، وبالتالي فقد اكتسب بالنهاية شكلًا وجوديًا بطرق غير مشروعة.

و”الاتفاقيات الإبراهيمية” والتطبيع مع دول المنطقة؛ وكذلك تقدم الحكومة حلولًا اصطناعية في الأراضي المحتلة للتغلب على هذه المشكلات واكتساب هوية في المنطقة.

لكن عدم تماهي المطلوب من جانب بعض الدول: كـ”العراق، والأردن، ومصر، والإمارات”، مع السياسات الإسرائيلية والتعامل غير المستقيم والمنحني من الدول الأخرى، يقدم صورة ووصف للفشل في اكتساب الشرعية في العالم.

في حين أن كل جهود “الكيان الصهيوني”؛ باعتباره طرف إقليمي مدعوم من “الولايات المتحدة”، تفتقر إلى المعنى.

من الأهداف الأخرى، التخلص من مشكلة الكثافة والتغلب على كثافة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وهو يعتبر من أهم الموضوعات الداخلية على جدول أعمال المسؤولين الصهاينة. إن مشكلة الكثافة من أهم التحديات في الأراضي المحتلة تُمثل تهديدًا حقيقيًا للكيان مستقبلًا بالنظر إلى أزمة الهجرة العكسية، وتراجع إحصائيات الهجرة، وفقدان المجتمع الواحد. ووجود: 02 مليون يهودي مقابل: 07 مليون فلسطيني مقيم بالأراضي المحتلة تمثل مشكلة للنسيج السكاني الإسرائيلي، لاسيما وأن إحصائيات تشير إلى تفوق الفلسطينيين من حيث الكثافة.

مشكلات الداخل الإسرائيلي..

كذلك الرفاهية، والأمن والمستقبل من المحددات بالنسبة لليهود في الأراضي المحتلة الذين يتعايشون معًا رغم الاختلافات القومية. لذلك لو طرأ تغيير على أحد هذه المحددات بشكل فردي، فإن ذلك يُهدد باقي  المحددات الأخرى وحوافز البقاء بالأرضي المحتلة.

وفي السنوات الأخيرة تأثر اقتصاد هذا الكيان بفيروس (كورونا)، والحرب الأوكرانية، والعوامل الداخلية، وشهدت مختلف مناطق الأراضي المحتلة احتجاجات وتظاهرات احتجاجًا على الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، والمسكن.

ويُعاني الأمن الإسرائيلي أزمة بعد المواجهات مع (حزب الله). ويزداد الأمر سوءً تحت وطأة تحركات المقاومة. وتشكيل فصائل مقاومة جديدة، والتغطية الصاروخية الكاملة، والمُسّيرات، وفشل الكيان في المواجهة ضد المقاومة، من العوامل التي تعكس حجم الأزمة الأمنية التي يُعانيها “الكيان الصهيوني”.

باختصار ورغم الحوافز الصهيونية، والاستفادة من الوضع المأزوم للاجئين اليهود في نقلهم إلى الأراضي المحتلة، قد يزيد بشكل مؤقت من معدل الكثافة في “فلسطين” المحتلة ونجاح الكيان في التغطية على المشكلات الداخلية والخارجية وتحقيق أهدافه بشكل نسبي، لكن على المدى الطويل ومعاناة اللاجئين المصير المجهول في الأراضي المحتلة، والمشكلات والأزمات المتعددة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا سوف تُضاف إلى أزمات الكيان الداخلية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة