17 نوفمبر، 2024 11:37 م
Search
Close this search box.

الغزل في كتابات النساء (19): الكاتبات نجحن في نقل مشاعر دقيقة بإتقان فاق الرجل

الغزل في كتابات النساء (19): الكاتبات نجحن في نقل مشاعر دقيقة بإتقان فاق الرجل

 

 خاص: إعداد- سماح عادل

هناك رأي يعتقد أن بعض غزل الكاتبات في الوقت الحالي به نكهة التحدى والتمرد نتيجة وجود أفق للحرية، ورأي آخر يعتبر المرأة هي الروح الطاهرة للغزل، وبالتالي فمن حقها أن تتغزل كما تشاء فيمن تحب، ورأي ثالث يعتقد أن الكاتبات نجحن في نقل مشاعرهن بدقة بطريقة متقنة وبإبداع عال يفوق كتابة الرجل في الغزل.

هذا التحقيق عن (الغزل في كتابات النساء) وقد جمعنا الآراء من كاتبات وكتاب وقراء من مختلف بلدان العالم العربي. وقد وجهنا للكتاب الأسئلة التالية:

  1. ما رأيك في كتابة النساء غزلا في الرجل هل تتقبل ذلك وهل تتقبل الجرأة في غزل الكاتبات؟
  2. هل قرأت الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم؟
  3. هل اطلعت على غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر سواء في الشعر أو القصص القصيرة أو الرواية وما رأيك فيه؟
  4. وهل يختلف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال؟
  5. هل تحب أن تتغزل فيك امرأة وتكتب ذلك، وهل تسمح لزوجتك أو قريبتك إذا كانت كاتبة أن تتغزل في نصوصها؟

اقترن بنزعة التحدي والتمرد..

يقول الكاتب والناقد العراقي “عبد علي حسن”: “المرأة قبل أن تكون كاتبة هي كائن بيولوجي يكوّن مع الرجل ثنائية الجنس البشري، وبالتالي فإن لكلّ كائن في هذه الثنائية اختلافاته البيولوجية المتفرّد بها، ولها الحرية في التعبير عن هواجسها وأحاسيسها وفق الطريقة التي تختارها، والكتابة كما هو معروف واسطة تواصل واتصال لتعريف الآخر ما نحسُّ به ونشعر وطريقة تعبير عن التجارب التي نمرُّ بها، وتعدُّ التجربة العاطفية من أجمل التجارب التي يمر بها الكائن البشري، بل هي محاولة لتأكيد الذات رجالية كانت أم نسوية، لذا فنحن كرجال ننتظر من المرأة الكاتبة موقفها من هذه التجربة، وموقفها من الرجل تحديدا ومايُشكل في حياتها، وبقدر ماتتمتع به المرأة من جرأة في التعبير عن تجربتها العاطفية غزلاً يكون صدق وفاعلية هذه التجربة في مجالها الإبداعي”.

وعن الغزل لدى شاعرات الزمن القديم يقول: “لعل غزل الشاعرات الأندلسيات من أجمل ما قالته المرأة في تغزلها بالرجل كالشاعرة “حفصة الركونية” في غزلها بالشاعر “أبو جعفر بن سعيد الوزير” حيث تقول في قصيدتها المشهورة :

أغار عليك من عيني رقيبي

ومنك ومن زمانك والمكان

ولو أني خبّأتُك في عيوني

إلى يوم القيامة ما كفاني

وهناك مايقارب الخمس والعشرون شاعرة أندلسية والغزل حصة الثلث من شعرهن، ويبدو أن البيئة الأندلسية كانت تسمح بالعلاقات المفتوحة بين المرأة والرجل، وقصة “ولادة بنت المستكفي” مع الشاعر “بن زيدون” مثال على ذلك، مما سمح للشاعرات الأندلسية أن يكتبن الغزل على الضد من المجتمع العربي الإسلامي في الشرق الذي كان لايسمح بذلك.

كما أن لشاعرات التوربادور قصائد غزلية رائعة تأثرا بالشعر العربي الأندلسي ومنه الشاعرات الأندلسيات”.

وعن غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر يقول: “شهدت العقود الأخيرة من القرن الماضي والعقدين المنصرمين من الألفية الثالثة ظهور شواعر ولجن باب الغزل بالرجل، ذلك بسبب من التطور الحاصل في البنية الاجتماعية العربية وتكريس المفاهيم المتعلقة بمساواة المرأة بالرجل في مجال التعبير عن الذات، كما ظهرت بعض التجارب الٱيروسية التي تتجاوز حدود الغزل العذري، إن صح التعبير، في مجالي الشعر والسرد.

كما في شعر العراقية الراحلة “لميعة عباس عمارة” وسرديات “غادة السمان” والكاتبة السورية “سلوى النعيمي” خاصة في روايتها (برهان العسل)، أما نصوص الشواعر المعاصرات فإن أغلب نصوصهن كما اطلعت عليها فهي تجارب وجدانية وفيها من الغزل بالرجل الكثير، وبإمكان أي قاريء التعرف على هذه الظاهرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات الصادرة، وهي في أغلبها تبثُّ شكوىٰ الفراق والابتعاد عن الحبيب والشوق المقرون بالَّلوعة والحرمان”.

وعن الاختلاف بين الغزل الذي تكتبه النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال يقول: “لا أظن أن هنالك اختلاف وفروق بين المرأة والرجل في الغزل المكتوب، فكلٌّ يعبر عن خلجات ومشاعر وأحاسيس يراها كلا الفريقين مشروعة ومباحة، وربما عند النساء أكثر اقترنت هذه الكتابة بنزعة التحدي والتمرد كما يحصل هذه الأيام بفعل توافر فضاء التحرر”.

ويؤكد: “أكيد أحب أن تتغزل بي امرأة وتكتبه بل وتنشره لأن الكتابة الأدبية هي فعل فني وثقافي مُتخيّل، وللكاتب حرية التخييل ليتمكن نصه من التأثير في المتلقي، ولعل هذا هو هدف وغاية النص الأدبي، وأعني توصيل التجربة واقعية أم متخيلة إلى المتلقي، وإذا ما توفر فضاء الحرية في التعبير فإن النصوص ستصل إلى هدفها وغايتها.

وبما أن علاقة المرأة بالرجل هي واحدة من الثنائيات الوجودية المهمة فإن صدق ودقة التعبير عن حيثيات هذه العلاقة هو من مسلمات كتابة النص الجيد، وعليه فإذا كانت زوجتي أو قريبتي كاتبة وتسعى إلى كتابة نص مؤثر يستلزم الغزل بالرجل عبر تجربة شعرية أو سردية فلا مبرر لقمع هذه الحرية والتجربة”.

المرأة هي الجوهر الطاهر في الغزل..

ويقول الكاتب السوداني “منويل دنق”: “متسامح جدا مع ذلك، أن تتغزل المرأة في الرجل فهذا شيء طبيعي الطبيعة البيولوجية لديها. أتقبل الجرأة وذلك لأن المرأة هي الجوهر الطاهر في الغزل وأصدق من تقول الغزل.

ويواصل: “نعم قرأت ل “فدوى طوقان ومي زيادة وغادة السمان”. و في الوقت الحاضر قرأت للكاتبة الجزائرية “أحلام مستغانمي” والكاتبة التركية “إليف شافاق”.

ويضيف: “لا اعتقد ان هناك اختلاف كبير بين غزل الغزل الذي يكتبه الرجل عن الغزل النسائي، لكن الغزل النسائي أكثر مصداقية بالنسبة لي وذلك من ناحية أن المرأة التي استطاعت أن تتجرأ بالكتابة عن الغزل فإنها تكتب بكل ما هو أرق وألطف وأحنٌ”.

ويؤكد: “نعم أود بشدة أن تتغزل عني المرأة التي أحبها وتكتب عن كل ما تراها مناسبة لها. أؤمن بالحرية الشخصية، من حقها أن تكتب ما تشاء وأي شيء سوف استمتع جدا وأنا اقرأ لها”.

نقل مشاعر دقيقة بشكل متقن وإبداعي..

يقول الكاتب المغربي “عزيز ريان”: “أظن أن كتابة الغزل يجب أن تتحمل كل الأشكال الأدبية من كل جنس. وبالتالي لن أصاب بأي مفاجأة لو كان غزل الكاتبات أكثر جرأة. أو هل من حق الرجل فقط التجرؤ في كل كتاباته. الكتابة أو التعبير لا يحتمل النوع أو الجنس بالنسبة لي فالإبداع إبداع إنساني”.

ويواصل: “نعم اطلعت على بعض غزل الشاعرات القديمات لأنه مغيب غالبا من طرف بعض الرجال.و اطلعت على غزل كاتبات معاصرات في المجالات الثلاث الشعر والقصص القصيرة والرواية، وأظن أن مستوى الكتابة والتعبير مثله مثل الكتاب الرجال، بمعنى أن فيه ذو مستوى تعبيري رفيع وفيه الغير مبدع. لكن الملاحظ أن الكاتبات نجحن في نقل مشاعر دقيقة بشكل متقن وابداعي فاق الرجل في الكثير من الأعمال”.

ويضيف: “الغزل عند الكاتبات مختلف نظرا للبعد السيكولوجي لهن وبالتالي زيادة الإحساس العاطفي والحب الصادق والوفي منهن عن الرجال”.

ويؤكد: “كما يحق لي أن أتغزل لا أمنع المرأة من فعل ذلك وطبعا الطبيعة الإنسانية تفضل الغزل وإن كان البعض يحب ذلك في الخفاء. ولن أمنع عن أي قريبة أن تتغزل لو كانت كاتبة ومن كتابة ما تشاء، لكن لا يجب عليها أن تمنعني من تذوق ما تكتبه وملامسة مدى صدقه وإبداعه ومناسبته للسياق الأدبي الذي كتب فيه كمتلقي ومتذوق ونبش الجمالي فيه”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة