18 ديسمبر، 2024 9:34 م

البكاء على منصب رئيس الوزراء ليس أحسن مما يستحسن ؟!

البكاء على منصب رئيس الوزراء ليس أحسن مما يستحسن ؟!

مازالت الصورة النمطية لحاملي صفة المحاصصة جيدة ليس بسبب ميلهم الى الفردية والأنانية كحاملي فصيلة الدم B فحسب , وهنا نضطر ان نرمز لها بفصيلة M وتعني المحاصصة لكي لايختلط الأمر على اصحاب فصيلة الدم B فيزعجهم ذلك , بل لأن قلبها كلما يقترب من الموت يتم إنعاشها إما بحبوب النتروغلسرين وإما بصعقة من أجهزة الفتن , كما يفعل جهاز صعق القلب الكهربائي , لكي يصرفوا نظر المنتقدين لها لتستمر بالحياة ,
أما من لايحملون هذه الصفة فهم إما غامضون وإما يرون أن التنديد بالمحاصصة لا يسرّ شركائهم , فأدركوا من المستحسن هو ان يحافظوا على غموضهم بالتراضي الذي يقود الى التغاضي , بينما الشعب اعاب على المحاصصة بصراحة , وهل هناك من يستطيع ان يتراضى معه مثلما فعل الغامضون ؟
الجواب : بلى , حين يعرف الجميع ان العملية السياسية ليست لعبة للتسلية فيهتم بعض اصحابها بالأمور التي تأخذ بنظر الأعتبار الأساليب الماكرة التي توفر لقادتها المنابع المالية الوسخة لكي يغسلونها بالخارج , بل يتعين ان يدركوا أنها قبل كل شيء بنية دستورية لقيم وثقافات متعددة تجتمع في سلطة تنفيذية واحدة , ودفة لقيادة البلد في بحر الشرق الأوسط الهائج بسبب مخططات امريكا والصهيونية العالمية .
هذه القيادة يجب ان يقودها رئيس للوزراء وليس حاملآ لمشعل حرائق يشبّها لهؤلاء هنا ويطفأها لهؤلاء هناك , وتكون هنا بخبرة الدليل البحري النزيه والمتميّز والحاصل على شهادة الأكاديمية البحرية العراقية من دون ان يتصدر مقعده الأمامي الذي صنع له , شبحه الفاشل الذي لايجيد فن الملاحة حتى في احواز الفاو ,
أو يتصدر مقعده دليلآ آخر بالنيابة يأخذ زمام الدفة ومعه لصوص وخونة وعملاء ويقود البلاد بأهواء جماعة M فتمضغ اسنان اولاد الحرام حلاله ويستحلّون حرامه , ويمضي الشعب في حقبة اخرى كالحقب السالفة ليبصق ثانية على نظارته ليتأكد مما لم يصدق انهم فعلوها ثانية .
هكذا يتراضى الشعب مع من يمسك دفة العملية السياسية ويكون محصول الشعب منه ان يرى المصانع المعطلة تعود الى مجدها وان الزراعة تبوأت مقعدها في دعم الأمن الغذائي , وان وزارة النفط غير مستباحة من قبل اللصوص , وأن وزارة الري أصبحت بمثابة البنك المركزي المائي للعراق , وأن خطط تسليح الجيش العراقي قائمة على قدم وساق , ويرى ان وقوف امريكا ضد ذلك هي كذبة من لايريد للعراق العزة والكرامة وهم معروفون كمعرفة من اسقط القنبلة الذرية على اليابان ,
ويرى أيضآ ان الرد بما يتناسب على خطط اردوغان دكتاتور تركيا الجديد , هو امر مستحسن اكثر من بكائهم على اختيار رئيس للوزراء بسبب كونهم الى الآن تحت سن البلوغ لمقاومة ذلك التهديد الذي يزوّره اردوغان بالآمال والتصريحات الكاذبة , ولو اغفلت جماعة M ذلك فإن هذه الخطط ستطيح بالعراق بالوحل العثماني الذي يسعى اليه ,
والمستحسن أيضآ ان يقفوا ندآ له بكشف مخططاته على العلن ليذهب بفمه وريحه الى النفاية , وكشف عملائه وعملاء غيره الذين يشربون الخمور والمخدرات ويقتلون من يطالب بالعلاج لهذا البلد المفجوع , ويحملون له مصابيح البحث في ليل العراق القاتم عن نقاط ضعف أخرى يصنعونها فيه ليتدفق منها اعدائه كما فعل عندما تحين ساعة الصفر الثانية .
والمستحسن ان يبعدوا حبوب النتروجلسرين أو جهاز صعق القلب لتموت المحاصصة مثلما ماتت الطائفية , ويبكون على افعال لم يدركونها وهي تخدم العراق ومنها الكشف عن المنابع الإقتصادية الخافية عن الحكومة وعن صانعيها من العملاء والخونة امام الشعب وإخراجهم من العملية السياسية , فلا يوجد عميل نصف بريء ولايوجد نزيه يرفع يديه للعراق ورجليه في طريق الذهاب الى اعدائه .
ولينظر المتغاضون الذين سكتوا عن التنديد بالمحاصصة ومعهم التشرينيون الذين حصلوا علي جنسية المحاصصة ولم يبق منهم إلا الذباب الذي كانوا يطردونه من على افواههم في ساحات الإحتجاج , ومن اسمائهم لم تبق سوى قوائمآ بالعراء تعتذر للناس من اشعة الشمس التي مسحتها , انهم جميعآ في قارب واحد اسمه العراق , و ” ويل لكل همزة لمزة , الذي جمع مالآ وعدده , يحسب ان ماله اخلده ” . صدق الله العظيم .