“آفتاب يزد” ترصد .. رواج سوق الملابس المستعملة في “إيران” !

“آفتاب يزد” ترصد .. رواج سوق الملابس المستعملة في “إيران” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

راج منذ فترة سوق المستعمل في “إيران” حتى في الملابس، بل إن البعض أطلق برامج على الإنترنت لتبادل السلع المستعملة؛ حيث يُتيح للمستخدم شراء الملابس والحقائب والأحذية وخلافه. ولطالما كانت الاستفادة من الملابس المستعملة مسألة مكروهة في المجتمع الإيراني.

ويعتقد البعض أن شراء الملابس المستعملة نابع عن انتشار الوعي بالمساعدة في الحفاظ على البيئة بهذه الطريقة. لذلك فالإقبال على المستعمل من منظور هؤلاء شيء إيجابي؛ وقد يكون ذا تبعات جيدة على المجتمع الإيراني؛ بحسب تقرير “یگانه شـوق الشـعراء”، بصحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية.

من جهة أخرى، يقول آخرون لا وجود للاستفادة من الملابس المستعملة في الثقافة الإيرانية، وهي مسألة مذمومة من منظور الإيرانيين، لذلك فإن رواج المستعمل في المجتمع سببه بالأساس الأوضاع المعيشية والاقتصادية. ومن مزايا المستعمل خفض نفايات المنسوجات، وتلوث المياه، والتبذير في استهلاك المياه، وخفض الإنبعاثات الهوائية وغيرها.

مع هذا يبدو أن رواج الملابس المستعملة في المجتمع الإيراني ليس بسبب هذه المزايا. وبنظرة خاطفة على شبكة الإنترنت سوف نصطدم بكمية هائلة من إعلانات بيع وشراء الملابس المتسعملة قد تكون فساتين زفاف، أو ملابس أطفال، أو بالطو، أو بنطال وغيرها.

انخفاض التصنيف الاقتصادي..

للتعليق يقول “سعيد مدني”؛ الأستاذ الجامعي وعالم الاجتماع: “لا أحد يُحب شراء الملابس المستعملة؛ وهذه ظاهرة طبيعية. وبالقطع لن يبحث شخص يمتلك الأموال والقدرة الشرائية عن ملابس مستعملة. في المقابل يُضطر غير القادرين ماليًا إلى شراء الأدوات المستعملة. وشراء الأدوات المستعملة؛ وإن حدث في الدول الغربية، فإن الهدف هو تصدير هذه المنتجات إلى دول العالم الثالث. وبالعادة يلجأ أصحاب الأوضاع الاقتصادية الصعبة إلى الاستفادة من الملابس المستعملة”.

وهذه الظاهرة وإن انتشرت في المجتمع وسط إقبال الإيرانيين على شراء الملابس المستعملة، فإن السبب هو انعدام القدرة على شراء الجديد. بعبارة أخرى فإن الإقبال على شراء الملابس المتسعملة يكشف عن انخفاض التصنيف الاقتصادي والفقر الشعبي.

مشكلة اجتماعية..

بدوره؛ يقول “عليرضا شريفي يزدي”؛ خبير علم النفس الاجتماعي: “الاستفادة من الملابس المستعملة له سوابق في المجتمع الإيراني. وعلى مدى سنوات كانت تُباع الملابس بالجملة تحت مُسمى: (تاناکورا)؛ أي ملابس مستعملة مستوردة من دول متقدمة. ومايزال هذا النوع من الملابس متدوال حتى الآن، حيث تنتشر سوق (تاناکورا) في بعض المدن. وعليه فإن هذه الظاهرة ليست جديدة، لكن بالماضي كان عدد من يستخدمون الأدوات المستعملة قليل بالنسبة للكثافة السكانية؛ بحيث لم يتعامل أحد مع الأمر كظاهرة اجتماعية. الآن وقد إزداد عدد هؤلاء الأفراد فقد اكتسبت صفة المشكلة الاجتماعية”.

فقر الشعب..

ويقول “أمیرمحمـود حریرچي”؛ خبير علم الاجتماع: “تقوم الجميعات الخيرية بمثل هذا الأمر في كل مكان حول العالم، وتقوم بإيصال الملابس المستعملة إلى المحتاجين. وقد برزت هذه الظاهرة في إيران فترة؛ حيث يلجأ الفقراء إلى استخدام الملابس المستعملة، لكن لم يكن ذلك مسألة طبيعية أو تقليدية. لكن الآن راج في إيران بيع وشراء الملابس المستعملة. ونحن نعتبر أن جزءً من هذه الظاهرة مرتبط بالفقر الشعبي لأن أسعار الملابس مرتفعة والشعب بحاجة إلى هذه الملابس، وعليه تلبية متطلباته الأساسية. من جهة أخرى يبحث البعض عن ملابس مستعملة برندات أجنبية حتى يُثبت أن أوضاعه المالية جيدة. والأفضل في إيران التبرع بالملابس المستعملة إلى الجميعات الخيرية، بحيث تقوم بتوزيع هذه الملابس على المحتاجين”.

مضيفًا: “وفي هذا الصدد لابد من ترويج ونشر هذه الثقافة وأن يكتسب هذا العمل ملمحًا انسانيًا وخيريًا. والحقيقة إن فكرة: (جدار الرحمة) حيث قام بعض المواطنين بتركيب عدد من الخطاطيف على جدار وقاموا بوضع قطع الملابس على هذه الخطاطيف؛ بحيث تكون متاحة للمشردين والمحتاجين، لم تكن صحيحة ولم تفضي إلى نتائج إيجابية. لكن يمكن الاستفادة من الملابس المستعملة عن طريق التبرع بها إلى الجمعيات الخيرية بحيث لا يُساء استخدامها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة