تحدثنا في وقت مناسب عن انتخاب الحواروالحلول الإصلاحية مع أهالي الرمادي والفلوجة وكذلك بقية المعتصمين في المدن الأخرى، وحذرنا من استخدام الجيش وسبيل الحرب والسلاح في فرض إرادة الحكومة على حقوق من يشعر بالظلم والتعسف .!
ذكرنّا بعجز الجيش الأمريكي من احتلال الفلوجة وإرغام أهلها، وكيف أنسحب بحلول سلمية ودفع تعويضات المنهزم ..!
وتشخص في الذاكرةانتصارات هذه المحافظة الباسلة على القاعدةوطردها من العراق ، واستعداد اهلها للدفاع عن الوطن وحماية النظام السياسي والعيش بسلام مع توفر شروط الكرامةوالشرف والإستحقاق الوطني .
عقلية القوة واستخدام الرصاص كانت تسيطر على اصحاب القرار في الحكومة للتعامل مع المعتصمين للأسف الشديد .؟
اهانوا الدستور وحقوق الأنسان ولم يكترثوا لشروط المواطنة وحرية التعبير واستهانوا بصوت العقل والحكمة ، بعد ان سيطر عليهم وهم القوة وغرور السلطة .
تناسوا ان المعركة ضد الأرهاب تستدعي أمرين ، الأول تأمين الحشد الجماهيري المجتمعي ، لأن المعركة معركة مجتمع ضد اعدائه ، والثاني تحقيق القرار السياسي الموحد بكون العدو يستهدف الدولة برمتها وليس الحكومة فقط .
اتخذوا القرار باستخدام الجيش على نطاق واسع تحت دعوى ملاحقة القاعدة في الجزيرة والصحراء الغربية ، ثم صارت المعركة تتجه ضد ساحات الأعتصام ومقاتلة ابناء العشائر ..!
هنا بدأ القرار الخاطئ- القاتل ، وصار الجرح الوطني ينفتح على نزيف وخسارات ودمار سياسي واجتماعي ومعيشي وآلاف الضحايا والنازحين والمفقودين ، خسائر بالمدنيين وابناء الجيش الذين زج بهم في معركة هي الأسوء نفسيا وميدانياً .
المهزلة مضى عليها شهر دون نهاية ، والفضيحة صارت تكبر و تخرج للنطاق الدولي ، وربما تحول الأمور الى اضطرار الجيش الأمريكي لإعادة احتلال العراق عسكريا كما تشير بعض التقارير الأمريكية ..!؟
من هنا ينبغي ان تعمل الأصوات المسموعة واصحاب القرار على تبني مبادرة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ، طالما هي تتكفل بحلول عقلانية واحترام متكافئ للجميع ، سيما وان العديد من الأصوات التي ارتفعت من الأنبار رحبت بهذه المبادرة .
الجرائم لاتولد سوى الثأر ، والدم يفتح الشهية على روح الإنتقام والحقد الدفين والكراهية المتجددة ، وهذه الوقائع لاتبني دولة أو مجتمع سليم ، بل تهدد بسقوط دائم للحكومات خصوصا في الدول الخارجة من الحروب والإحتلال ، لهذا ندعو العقل الحكومي المسيطر على القرار ان يفكر عميقا بهذه الحقائق ، ويبادر للتخلي عن العقلية الدكتاتورية لأن زمانها قد ولىّ ، والمعادلة قد اختلفت عن زمن صدام وسلوكياته التدميرية .