18 نوفمبر، 2024 5:58 ص
Search
Close this search box.

الغزل في كتابات النساء (18):  تستعيد الكاتبة لحظة عشق، كما لو أنها حلم عاشته على أرض الواقع وانتهى

الغزل في كتابات النساء (18):  تستعيد الكاتبة لحظة عشق، كما لو أنها حلم عاشته على أرض الواقع وانتهى

 

خاص: إعداد- سماح عادل

تتفق الكاتبات في هذه الحلقة من تحقيق “الغزل في كتابات النساء” على أن الغزل لابد وان يبتعد عن الابتذال، وأنه تعبير عن مشاعر الكاتبة، وأن الكاتبة مهما حاولت التعبير فإن الذي يعطي نصها ثقلا هو عمق الرؤية والتناول.

هذا التحقيق عن (الغزل في كتابات النساء) وقد جمعنا الآراء من كاتبات وكتاب وقراء من مختلف بلدان العالم العربي. وقد وجهنا للكاتبات الأسئلة التالية:

ما رأيك في الغزل وهل تكتبينه، وما رأيك في الجرأة في كتابة الغزل؟

هل قرأت الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم؟

هل اطلعت على غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر سواء في الشعر أو القصص القصيرة أو الرواية وما رأيك فيه؟

وهل يختلف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال؟

ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين تكتب الغزل هل تحاول إثبات حقها في المساواة، أم تعبر عن ذاتها ومشاعرها، أم تحاول أخذ دور الشريك الفاعل في علاقة الحب؟

والنص أيضا بصمة تخص كاتبه..

تقول الكاتبة التونسية “محبوبة خمّاسي”: “الغزل نوع من الكتابة، وهو الغزل الراقي والكتابة تكون راقية إذا لم تتدن ولم تصل الى مرحلة الابتذال، وأنا أكتب الغزل ككل كاتبة تحترم الرقي والأخلاق وتكتب الجمال للجمال وليس لجلب الانتباه.

فالغزل ليس الجرأة كما يتصورها بعض الكتاب أو بعض من ينادون بالحريات، وهم لا يعرفون متى تبدأ حرياتهم ومتى تنتهي، عفوا.

وهذا بيت في الغزل من قصيدتي “رتّب حضورك”:

رتّب حضورك إنّ الشّوق أعياني*** والغ الغياب فإنّ الهجر أضناني…

وعن الغزل في الشعر القديم تقول: ” نعم قرأت وأقرأ مختلف الكتابات ولكن النصوص الغزلية الراقية سواء كانت شعرا أم قصة أم رواية تفرض نفسها، لكنها ليست كتابات إباحية تخجل القارئ والمتلقي بعنوان “الغزل” فهذا ليس غزلا في نظري الخاص ولا جرأة بقدر ما هو “قلّة ذوق”، ومع ذلك هناك صنف يحبذ قراءته، معذرة على الكلمات”.

وعن الغزل في القوت الحاضر تقول: “نعم قرأت وأقرأ لمختلف الكاتبات العربيات والغربيات وغيرهن، وطبعا لكل منهن قلمها ومع ذلك أرفض كل الرفض أن أقرأ الكتابات الإباحية بعنوان جرأة أو غزل وخاصة إذا تعلقت الكتابة بامرأة. طبعا ثمة كتابات رااااائعة وأخرى متوسطة وغيرها لا ترقى لمستوى الكتابة أو الشعر.

أنا أقرأ دون انتقاء العناوين ثم أحكم عليها طبعا بعد القراءة ولنا عدة شاعرات وكاتبات مميزات في العالم العربي، وقليلات جدا من يكتبن في نوع معين من الغزل حتى أن الجميع يكاد يجهلهن، لكن للأمانة كثيرات مميزات دون ذكر أسمائهن”.

وعن الاختلاف بين الغزل الذي تكتبه النساء والذي بكتبه الرجال يقول: “طبعا، يختلف الغزل في الكتابات من الرجال إلى النساء وهذا طبيعي جدا”.

وعن لما تكتب الكاتبة في الغزل تقول: “هذا ليس من باب المساواة بقدر ما هو شعور يخالج نفسها، كما تكتب أيضا في الغزل من باب الجمال والصورة الشعرية المميزة وبلاغتها في اللغة واضطلاعها في الكتابة…

لك من باب الذكر لا الحصر هذا البيت الرائع للشاعرة “راسل راكان”، والذي في نظري هو بيت مساو لقصيدة أو لمجموعة شعرية، البيت تقول فيه:

” إن جئت مكسورا فضمّك واجب*** أنا في هواك أخالف الإعراب”

أنظري غاليتي، لم تستعمل الشاعرة لا “الشهقة ولا النهود ولا الأرداف ولا شبيهاتها…”مع اعتذاري عمّا ذكرت وهذا هو الغزل، وظفت الشاعرة اللغة والقواعد النحوية للتعبير عن مشاعر راقية جدا في الغزل.

هنا تظهر البلاغة جلية لا من باب المساواة ولا من باب فرض الذات، ولكن قدرات الشاعرة التي تختلف عن غيرها وهذا هو المطلوب لأنه حسب رأيي الشخصي، الإنسان بصمة تختلف عن غيرها من البصمات والنص أيضا بصمة تخص كاتبه أو كاتبته، لا غير”.

الأدب هو رب الحرية..

وتقول الكاتبة “دنيا ربيعي”: “الغزل هو الوسيلة التي يستطيع من خلالها الإنسان بث عاطفته لمحبوبه. فهو التغني بالجمال وفيه من النزعة الوجدانية والتعابير عن المشاعر والأحاسيس مالا يوجد في نمط آخر .

وبالنسبة لي فكتاباتي لا تخلو من الغزل، أما في الرجل أو الأبناء أو الوطن أو حتى لذاتي. فالغزل يجبر الخواطر.

أما عن الحرارة في الغزل فهي محدودة على أن لا تصل إلى حد الابتذال، فما يجعل الأدب أدبا هو الأسلوب. والأدب هو رب الحرية، يحلق بالأديب والشاعر في الفضاء. لا يعرف تابوهات. لا أدب جيد بلا حرية.

وعن الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم تقول: “أكيد، “ليلى العامرية” أشهر شاعرات الغزل. و”أم الضحك” المحاربية وغيرهن كثيرات”.

وعن غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر تقول: “في عصرنا هذا، اختلف الغزل عن الغزل الجاهلي أو قد في بداية الاسلام، فأصبحت اللغة أكثر سلاسة بلا تعقيد. أما عن المرأة الشاعرة أو الكاتبة فهي إن تغزلت أبدعت ذلك لصدقها في عواطفها. نذكر على سبيل المثال شاعرة الأرض المختلفة “فدوى طوقان”.

“انت حبي أنت دنيا ملئ قلبي” فقد تغزلت بالوطن”.

وعن وهل يختلف الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال تقول: “الرجال وإن أثبتوا براعتهم منذ القدم في الغزل ك”امرؤ القيس وعنترة بن شداد وعروة بن حزام”، وفي عصرنا هذا نذكر “نزار قباني وسعيد عقل، وابراهيم ناجي وعلي محمود طه” حيث أدخلت صور جديدة.

غير أن المرأة أيضا أبدعت في هذا المجال، ولكنها مهما تجرأت للأسف فهي امرأة شرقية ولها اعتبارات أسرية واجتماعية موروثة، لها حدود”.

وعن ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين حين تكتب الغزل يقول: “الغزل هو ان تكون أنت وتكتب ما تشعر به، بلغتك، بصدقك، بعفويتك، سواء أكنت رجلا أو امرأة.

كل شاعر يعبر عن نفسه. غير أن في مجتمعنا، المرأة التي تكتب، تستراب كتاباتها. تقول فرجينيا وولف “النساء لكي يكتبن بحاجة إلى دخل مادي خاص بهنّ، إلى غرفة مستقلة ينعزلن فيها الكتابة”.

و “سحر ميلاني” تقول “لولا الحياء وأنني أنثى لهرعت أسرع نحو ميلادي””.

استعادة لحظة عشق..

وتقول الكاتبة العراقية “بلقيس خالد”: “في قولك (ما رأيك في الغزل؟) هل تقصدين الشعر الغزلي؟ أم الغزل بصورة عامة؟ إذا كنت تقصدين الشعر فليس هناك من لم يقرأ هذا النوع من الشعر، وكذلك ليس هناك من يكرهه. أما كتابتي للغزل فهي محكومة بذوقي وتربيتي. أما الجرأة في كتابة الغزل، فالكتابة هي مسؤولية مَن تكتبها وهي حرة  بهذه الكتابة، ومن جانب ثان ليست الجرأة هي الشرط الأول، بل عمق الشعر المكتوب والمكتنز بالمجاز والاستعارة والإنزياح”.

وعن الغزل لدى الشاعرات في الزمن القديم تقول: “نعم قرأت لشاعرات عربيات مثل “ولادّة بنت المستكفي”، و”ليلى الاخيلية” وقصائد الشاعرة السومرية “انخيدوانا” و”سافو” اليونانية”.

وعن غزل كتبته كاتبات نساء في الوقت الحاضر تقول: “اطلعت عليه وجدت نسبة الغزل المشروط ببلاغته ضئيلة مقارنة بعلو الكلام المباشر الآيروسي. أما رأيّ فهو يعاضد الفن والإبداع المشروط بالوعي الاجتماعي، فهناك من تجاري موضة الكتابة شعراً أو سرداً مع افتقار الموهبة، المهم عندهن هو ركوب الموجة في حينها. وهكذا كتابة تضر الكاتبة نفسها. ويزداد الضرر بالتصفيق المشجع”.

وعن الاختلاف بين الغزل في كتابات النساء عن الغزل الذي يكتبه الرجال تقول: “لابد أن يختلف، اختلاف قصائد عمر بن أبن ربيعة عن قصائد ولادة بنت المستكفي، كلاهما في المقدمة. بن ربيعة كان يمتلك كل شروط الموهبة والإلمام الشعري واللغوي.

ونفس الشيء ينطبق على بنت المستكفي، وكلاهما يفترقان في مشاعرهما ويختلفان من ناحية نكهة القصيدة. ابن ربيعة يصف النساء بمشاعر رجل متيمٌ بهن, يرسمهن بكل دوافعه المشتهاة. أما ولادة فلديها الغزل ولديها السخرية كما فعلت مع ابن زيدون وأغراض أخرى في الشعر”.

وعن ماذا تريد أن تقول الكاتبة حين تكتب الغزل تقول: “الكتابة تقتحم أسئلة (ماذا؟) (هل؟) و(أم؟) و(كيف؟) و(لماذا؟) الكتابة مثل ولادة برعم. صوت الرعد. خرير جدول. أجراس الصمت.. وغير ذلك من قبيلة الاستعارات..أحيانا عبر الكتابة تستعيد الكاتبة لحظة عشق، كما لو أنها حلم عاشته على أرض الواقع وانتهى.. وكما الذي يستيقظ ويقص رؤياه: تكتب. وأحيانا تكتب ما تراه في خيالها من خلال ما سمعته أو قرأته عن العشق والغزل، وفي كل الحالتين هي تكتب لتعبر عن مشاعرها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة