18 ديسمبر، 2024 7:08 م

متى سيكف البعض الطعن بثورة 14 تموز – 1958 المجيدة

متى سيكف البعض الطعن بثورة 14 تموز – 1958 المجيدة

مقدمة :
كانت الامة العربية تحت الحكم العثماني وقد اجحف الولاة العثمانيين بحق شعوب المنطقة العربية مما ولد استياء عام استغله الدهاة الانكليز فاتصلوا بشريف مكة الحسين ابن علي وتوافق معهم على ان يثور ضد الدولة العثمانية مقابل تنصيبه ملكا على العرب وفعلا ارسلت بريطانيا المال والسلاح والمدربين ورجال المخابرات لادارة العمليات ضد القوات العثمانية وخلال هذه الفترة اصدرت الحكومة البريطانية وعدا لليهود بأنشاء وطن قومي لهم في فلسطين كما اتفقت اكبر قوتين استعماريتين حين ذاك وهما بريطانيا وفرنسا وعقدوا اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الوطن العربي بينهما وبغفلة عن العرب والشريف الحسين ونكثت بريطانيا بوعدها وكل ماحصل عليه الشريف الحسين هو تعيين ولديه فيصل وعبد الله مليكين على العراق والاردن ونفي الشريف الحسين الى قبرص ليقضي بقية عمره هناك هذه هي البداية لضياع فلسطين واستبدال استعمار عثماني كان شوكة في فم الغرب الاستعماري باستعمار بريطاني وفرنسي قاست منه سوريا ولبنان ومصر ودول شمال افريقيا والعراق والتهمت ايران الاحواز العربية بموجب اتفاق بريطاني ايراني على ضمها الى ايران مقابل منح بريطانيا امتياز استثمار نفط الاحواز وبقية القصة معروفة للجميع وفيما يخص العراق عانى الملك فيصل ضغوطا كبيرة من الشعب العراقي الهادف الى الاستقلال والتخلص من هيمنة بريطانيا على شؤونه وضغوط الانكليز لتنفيذ ما يطلبونه منه وانتهى كما اشيع بحقنه بابرة سامة حينما كان يتعالج بسويسرا ليتسلم الحكم من بعده ولده غازي
———————————————
ثورة تموز كانت ثمرة لثورات وانتفاضات واحتجاجات وانقلابات عسكرية ولم تكن هي البداية كما يحلو للبعض القفز على الحقائق واعتبارها حركة انقلابية طارئة ؟ مرت احداث جسام فكانت ثورة 1918 وثورة العشرين وانقلاب بكر صدقي وحركة رشيد عالي الكيلاني والعقداء الاربعة الفاشل الذي ذهب ضحيته هؤلاء الضباط الذين امر عبد الاله بشنقهم ولم يكتفي بذلك بل علق جثثهم اربعة ايام لينبري الان من يقول ان الغوغاء سحل عبد الاله متغاضين عن جريمته مع العقداء الاربعة , كما وثبة كانون 1948وانتفاضة عام 1952 وتبعتها انتفاضة 1956 اثر العدوان االثلاثي على مصر كما تتخللت تلك الفترة مجزرة كاور باغي والبصرة وال ازيرج وحديثة والسليمانية وغيرها
—————————————
الفرق بين الثورة و الإنقلاب
يقصد بالثورة التغيير الشامل و الجذري للنظام السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي للدولة. فالثورة تقوم بإحلال البنية أو الأساس السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي لنظام قانوني جديد في المجتمع، محل البنية أو الأساس السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي لنظام قانوني قديم لنفس المجتمع.
و الثورة بهذا المفهوم تختلف عن الانقلاب، الذي يهدف أساساً لا إلى القلب الجذري للأساس السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي للمجتمع و إحلال محله أساساً اقتصادياً و اجتماعياً و سياسياً كما في حالة الثورة، و إنما يهدف فقط إلى قلب فريق نظام الحكم القديم و إحلال محله فريق حكم جديداً. أي أن الانقلاب يهدف أساساً إلى الاستيلاء على السلطة .
و إذا كانت الثورة تختلف عن الانقلاب من وجهة النظر أو الأهداف السياسية، فإنّ الفقه الدستوري لا يميز بين المفهومين من حيث الآثار القانونية. فكل من الثورة و الانقلاب يعملان على تغيير الإطار القانوني القائم و لا سيما الدستوري منه – منقول عن مصدر قانوني –
————————————
يحمل البعض مسؤولية ثورة تموز هجرة الفلاحين والفقراء من الجنوب الى بغدادوالمدن الاخرى والحقيقة هي ان الجماهير المسحوقة وخاصة سكان الأرياف الذين كانوا يشكلون حوالي 70 بالمائة من الشعب، كانوا يعيشون حياة بائسة ضحية الفقر والجهل والمرض، بسبب ظلم واضطهاد شيوخ الإقطاع لهم، مما أرغم الملايين منهم على ترك الفلاحة والهجرة إلى بغداد والمدن العراقية الأخرى مكونين أوراماً سكانية مرعبة على أطراف المدن
—————————-
ما حصل يوم 14 تموز كان ثورة وطنية أصيلة وحتمية فرضتها ظروف موضوعية وتاريخية ملحة. وكانت الثورة حصيلة نضال جماهير شعبنا منذ ثورة العشرين، ومروراً بالإنتفاضات الشعبية، والوثبات الوطنية، لتحقيق الاستقلال السياسي الكامل، والسيادة الوطنية، والديمقراطية. وكانت السلطة الملكية ديمقراطية في المظهر، وديكتاتورية في الجوهر بواجهة برلمانية مزيفة، وقد استنفذ دورها وصارت عقبة كأداء أمام التطور الحتمي بحكم التاريخ، وقضت على أي أمل في إجراء التغيير المطلوب بالطرق السلمية. لذلك لم يبق أمام قيادات القوى الوطنية والأحزاب السياسية وتنظيمات الضباط الأحرار، سوى اللجوء إلى القوة ، خاصة وقد توفرت لها الشروط الموضوعية والعوامل الذاتية لتحقيق التغيير التاريخي المطلوب بالثورة المسلحة
————————————————-
في الختام يبدوا ان النخبة من الكتاب والمؤرخين وشعراء العراق الكبار الجواهري وعبود الكرخي ومحمد صالح بحر العلوم ومعروف الرصافي كانوا مزورين وكذابين بنظر هؤلاء وانهم كتبوا اشعارهم المغايرة للحقيقة عن فترة الحكم الملكي ومنها ما قاله الرصافي في بعض اشعاره منها مقدمة هذه القصيدة

أنا بالحكومة والسياسة أعرف
أأُلام في تفنيدها وأعنَّف
سأقول فيها ما أقول ولم أخف
من أن يقولوا شاعر متطرِّف
هذي حكومتنا وكل شُموخها
كَذِب وكل صنيعها متكلَّف
غُشَّت مظاهرها ومُوِّه وجهها
فجميع ما فيها بهارج زُيَّف
وجهان فيها باطن متستِّر
للأجنبيّ وظاهر متكشِّف
والباطن المستور فيه تحكّم
والظاهر المكشوف فيه تصلُّف
عَلَم ودستور ومجلس أمة
كل عن المعنى الصحيح محرف ……… الى اخرالقصيدة
اما عبود الكرخي فيقول في قصيدة قيم الركاع من ديرة عفج :

قيم الرگاع من هاي اللحه
اتشوفه هيبه وعنده لحيه امسرحه
يشتم ابلا خجل وبلا مستحه
من ايحس المقعد اشويه اندحچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

برلمان اهل المحابس والمدس
عگب ماچانوا يدورون الفلس
هسه هم يرتشي وهم يختلس
ولو نقص من راتبه دينار انعقچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ

اتشوف واحدهم امعگل بالوقار
وبالاصل تاريخه اسود كله عار
ابضرف ثلث اسنين مليونير صار
ايريد عالوادم ايعبرله چلچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ
اما محمد صالح بحر العلوم فقصيدته اين حقي تصف حال واقع العراقيين :

***
كيف تبقى الأكثريات ترى هذى المهازل
يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل
وملايين الضحايا بين فلاح وعامل
لم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقي؟
***
أمن القومية الحقة يشقى الكادحونا
ويعيش الانتهازيون فيها ناعمونا
والجماهير تعانى من أذى الجوع شجونا
والأصولية تستنكر شكوى: أين حقي؟
***
حرروا الأمة إن كنتم دعاة صادقينا
من قيود الجهل تحريرا يصد الطامعينا
وأقيموا الوزن في تأمين حق العاملينا ؟
ودعوا الكوخ ينادى القصر دوما: أين حقي
في الختام علينا ان نعترف كما لورثة الوطنيين والتقدميين والاحرار حملة مباديء الفكر الثوري الوطني هناك حملة ارث العملاء والخونة والاقطاعيين والرجعية وذيول العهد الملكي والمتضررين من ثورة تموز المجيدة ويبقى الصراع بين الخير والشر والحق والباطل مادامت دورة الحياة مستمرة