وكالات – كتابات :
حاولت مجلة (فوربس) الأميركية الإجابة على التساؤل المتعلق برغبة “العراق” في شراء: 14 مقاتلة (رافال) من “فرنسا”، وعن سبب اختيارها لهذه الطائرات العسكرية، والدور الأساس الذي تتصوره “بغداد” حول هذه المقاتلات المتطورة، مُلمحة إلى أن “الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا”، قد تعترض على حيازة “بغداد” عليها.
ولفتت المجلة الأميركية؛ في تقريرًا لها، إلى الأنباء عن الصفقة وردت للمرة الأولى في موقع (ديفينس نيوز) الأميركي المتخصص بالأخبار العسكرية؛ في شباط/فبراير الماضي، وأن قيمتها: 240 مليون دولار، سيُسدد “العراق” ثمنها بشحنات من “النفط”، لكن بخلاف ذلك لا وجود لتفاصيل أكثر.
صفقة غامضة..
وأوضحت المجلة أنه ليس واضحًا ما إذا كان “العراق” يسعى للحصول على طراز (إف-4) الأحدث أو طراز (إف-3 آر)، وما إذا كان يعتزم شراء طائرات جديدة أو مُسّتعملة أم أنه سيفعل مثلما فعلت “اليونان”، بالحصول على خليط من المقاتلات الجديدة والمُسّتعملة.
وتابع التقرير الأميركي؛ أن السؤال المطروح يتعلق بأسباب رغبة “العراق” في الحصول على هذه الطائرات، معتبرًا إنها غير واضحة، خاصة أن “العراق” يمتلك بالفعل: 34 طائرة من طراز (إف-16 سي) الأميركية.
ورجح التقرير أن يواصل سلاح الجو العراقي في المستقبل المنظور؛ التركيز على استهداف فلول تنظيم (داعش) في جميع أنحاء البلد، ولهذا فإنه يحتاج إلى طائرات نفاثة لتعزيز قدراته المحدودة في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الجوي من خلال طائرات مُسيّرة رخيصة، ولكنها فعالة بدلاً من المقاتلات المتطورة الباهظة الثمن.
تكهنات أميركية حول الصفقة..
ولم يستبعد التقرير الأميركي؛ أن يكون مسعى “العراق” هو الحصول على أسطول متواضع من طائرات (رافال)؛ لتؤدي مهمات اعتراضية، أو من أجل الحصول على مصدر آخر للطائرات المقاتلة بخلاف “الولايات المتحدة”.
وبعدما لفت إلى أن “فرنسا” ستؤكد على استعدادها لبيع هذه الطائرات، ذكر بأن “باريس” سبق لها أن باعت “العراق” أسطولاً كبيرًا من مقاتلات (ميراج إف-1 إس) خلال السبعينيات والثمانينيات، ثم أعلنت في العام 2011، بعد مرور وقت طويل على تدمير طائرات (الميراج) وإسقاط نظام؛ “صدام حسين”، استعدادها لبيع “بغداد”: 18 طائرة (ميراج إف-1)؛ بعد تعديلها بصفقة قيمتها مليار دولار.
اعتراض “أميركي-إسرائيلي” مرتقب..
إلا أن التقرير أشار إلى احتمال أن تحتج دول أخرى على حصول “العراق” على (رافال)؛ إذا جرى تسليحها بصواريخ (جو-جو)، التي تعمل خارج مدى الرؤية البصرية.
وأوضح التقرير أن السبب الرئيس وراء سعي “العراق” للحصول على طائرات (رافال) لاستخدامها لمهمات اعتراضية بدلاً من الاستحواذ على طائرات (إف-16) إضافية؛ هو أن طائرات سلاح الجو العراقي من طراز (إف-16) كانت مسلحة فقط بصواريخ (إيه آي إم-7 سبارو) و(إي آي أم-9) قصيرة المدى، وليس بصواريخ (إي آي أم-120 آمرام)؛ التي تتمتع بمدى مُشابه لصواريخ (ميتيور)، التي تعمل خارج مدى الرؤية البصرية، أي أنه مخصص للأهداف البعيدة المدى.
ولهذا، اعتبر التقرير أن “الولايات المتحدة وإسرائيل”، قد تُعارضان حصول “العراق” على طائرات مقاتلة مسلحة بصواريخ (ميتيور)، الأوروبية الصُنع.
مخاوف إسرائيلية..
وأشار التقرير إلى أنه من المُعتقد أن “إسرائيل” نفذت سلسلة من الضربات الجوية ضد أهداف تابعة للميليشيات المدعومة من “إيران”؛ في “العراق”، خلال صيف العام 2019، مضيفًا أن الطائرات الإسرائيلية أيضًا تستخدم الأجواء العراقية عندما تقوم باستهداف الميليشيات المدعومة من “إيران” على الحدود الشرقية السورية.
وأوضح التقرير أن بإمكان طائرات (رافال) التدخل في هذه العمليات وتؤثر على حرية “إسرائيل” في العمل، خصوصًا في حال وصول حكومة أكثر موالاة لـ”إيران” إلى السلطة في “بغداد”.
“تركيا” ستعترض..
كما اعتبر التقرير أن “تركيا” أيضًا قد تُعارض مثل هذه الصفقة؛ لأن الطائرات الفرنسية يمكن أن تُمكن “بغداد” من اعتراض طائرات (إف-16) التركية والطائرات المُسيّرة التركية؛ التي تستهدف حزب (العمال الكُردستاني) في “إقليم كُردستان”.
ولفت التقرير الأميركي إلى أن الصدفة وحدها كشفت في العام 2012، عن ان طائرة (ميراج) عراقية أسقطت طائرة تركية من طراز (إف-100 إف سوبر سابر)، بعدما انتهكت الأجواء العراقية؛ في 14 أيلول/سبتمبر 1983.
وتحدث التقرير عن سابقة جرت مع “مصر”، إذ عندما وافقت “فرنسا” على بيعها طائرات (رافال)؛ في العام 2010، مارست “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” ضغوطات من أجل خفض مستوى الصواريخ (جو-جو)، التي ستُسلحها بها وتبيعها لـ”القاهرة”، حيث شددتا على أن تُقدم “باريس” صواريخ من طراز (إم. آي. سي. إيه) الاقصر مدى فقط.
ولهذا؛ فإنه من الممكن أن تقوم “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، بممارسة ضغوط مشابهة على “باريس” بشأن صفقة بيع (رافال) كهذه لـ”بغداد”.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن (رافال) تعتبر طائرة مقاتلة متعددة المهمات، وهي أكثر تطورًا من (ميراج) التي حصل عليها “العراق” منذ عقود، وهي أيضًا تتمتع بمجموعة من الأسلحة والأنظمة التي ستجعلها فعالة لأداء مختلف المهمات في ساحة المعركة، وربما يكون ذلك هو السبب العام والمباشر وحده في أن “العراق” يُريد شراء: الـ 14 طائرة (رافال) من أجل تعزيز سلاحه الجوي.