وكالات – كتابات :
اعتبر موقع (نورث إيسترن) الأميركي، أن الاغتيالات بالطائرات الأميركية المُسيّرة ضد قادة تنظيم (داعش)، يمكن أن تكون نتائجها ناجحة، لكن ليس بالضرورة ضد غيرها من التنظيمات المسلحة.
وذكر الموقع الأميركي، في تقرير؛ أن: “القيادة المركزية الأميركية وحلفاءها مستمرون في عملية (العزم الصلب)؛ على الرغم من اختفاء الأخبار المتعلقة بـ (داعش) بدرجة كبيرة عن من شاشات التلفزيون ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، منذ أن خسر التنظيم سيطرته على الأراضي في سوريا والعراق في العام 2019”.
ضد “داعش”..
وأوضح أن: “العديد من العمليات الخاصة وهجمات المُسيّرات التي نُفذت خلال الأعوام الماضية، لقتل وأسر العديد من قادة (داعش)، وآخرها العملية التي وقعت قبل أيام بطائرة مُسيّرة في شمال غرب “سوريا”، وقتلت: (ماهر العقال)، وهو أحد الخمسة الكبار في (داعش)، والذي كان يتولى مسؤولية تطوير شبكات (داعش) خارج العراق وسوريا”.
ونقل التقرير، عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية؛ “جو بوتشينو”، قوله إن: (داعش) ما يزال يُمثل تهديدًا لـ”الولايات المتحدة” وشركائها في المنطقة، مؤكدًا أن: “التخلص من قادة (داعش) سيُعطل قدرة التنظيم الإرهابي على التآمر الإضافي وتنفيذ هجمات عالمية”.
حرب المُسيّرات..
وتساءل الموقع الأميركي، عمّا إذا كان: “أسلوب القتل المستهدف هذا فعال ؟”، قبل أن ينقل عن الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن؛ “ماكس إبراهامز”، قوله إن: قطع رأس القيادة تحول إلى حجر الزاوية في إستراتيجية “الولايات المتحدة” لمكافحة الإرهاب؛ وإنطلق بشكل متكرر تحت إدارة الرئيس؛ “باراك أوباما”، لأسباب عدة.
وأضاف “إبراهامز”، وهو مؤلف كتاب: (قواعد المتمردين.. علم النصر في تاريخ المتطرفين)؛ الصادر العام 2018، أن: السبب الأول؛ هو أن التطور الكبير في التكنولوجيا ساعد في تعزيز قدرات الطائرات المُسيّرة على تحديد الأهداف المحتملة، وأصبحت المُسيّرات الحديثة، وهي أقل كلفة، البقاء في السماء لفترة أطول.
واعتبر “إبراهامز”، أن: “ضربات الطائرات المُسيّرة ملائمة تمامًا لإدارة أوباما، لأنه كان يُعارض فكرة انخراط (الجنود على الأرض) باشتباكات؛ كما جرى في حرب العراق”، لافتًا إلى أن: “التهديد الإرهابي انتشر بالفعل على مستوى العالم، ولم يُعد بالإمكان نشر أعداد كبيرة من الجنود في كل مكان في العالم، حيث يتواجد تهديد إرهابي كبير”.
غير مناسب..
ونوه “إبراهامز” إلى أن: “ضربات الطائرات المُسيّرة لها فاعليتها في حالة (داعش)، إلا أنه يجب اللجوء إليها بحذر ضد التنظيمات الإرهابية الأخرى”، مردفًا بالقول: “للتخلص من زعيم جماعة مسلحة، فمن المهم أن تفهم دور ذلك القيادي تمامًا، قبل أن يضغط الجيش على الزناد”.
وتابع: من المفارقات في العديد من الأحيان، أن زعيم جماعة مسلحة قد يتمتع بتأثير يكبح عناصر المستوى الأدنى في التنظيم، مشيرًا إلى أن: “استهداف قيادي ما غالبًا ما يقود الجماعة الارهابية الى التحول نحو تطرف أكبر من الناحية التكتيكية وتُصبح أكثر استعدادًا لشن هجمات على المدنيين”.
واستدرك “إبراهامز”: “ليست كل الجماعات متشابهة، لكن (داعش) جماعة غير عادية؛ لأنها متطرفة إلى أقصى حد، على عكس (حزب الله) وتنظيم (القاعدة)، حيث يعمل القائد كقوة مقيدة للعناصر وصفوف التنظيم، فإن قيادة (داعش) تُفضل الهجمات التي توقع إصابات جماعية أكبر في صفوف المدنيين في جميع أنحاء العالم، إلا أن غالبية الجماعات الأخرى تكون أكثر انتقائية حول الأهداف التي تختار مهاجمتها”.
واحد تلو الآخر..
ورجح الأكاديمي في جامعة “نورث إيسترن”، “ماكس إبراهامز”، أن تكون هناك فائدة في التخلص من القياديين واحدًا تلو الآخر، إذ أن ليس بالإمكان ترقية الجميع إلى منصب الزعيم، مشيرًا إلى أن: “لدى (داعش) عدد محدود من الأشخاص للاختيار من بينهم”.
وخلص “إبراهامز”، إلى القول: “لا وجود لمخاطرة إستراتيجية كبيرة في التخلص من زعيم (داعش)”، مضيفًا أن: “هذه الاغتيالات يمكن أن تكون أيضًا بمثابة رادع لقياديي المستقبل الذين يعلمون أنهم سيكونون ملاحقين بالاستهداف”.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن: “قيادة تنظيم (داعش) كانت سيئة ولا تُدرك كيفية تحقيق تغيير سياسي طويل الأمد، بسبب تفلتها وعنفها اللامحدود، الذي تسبب في نشوء أكبر تحالف عالمي لمكافحة الإرهاب ضدها”، لافتًا إلى أن: “هذا هو سبب قلق قلة قليلة من الأميركيين في الوقت الراهن؛ بشأن (داعش) التي صارت الآن كأنها ظل على نفسها”.