وكالات – كتابات :
كتب “دان غيلمان”، عضو منظمة (محاربين قدامى من أجل السلام)، والذي خدم سابقًا في حرب “فيتنام”؛ مقالًا نشره موقع (تروث أوت) الأميركي، يُطالب “الكونغرس” وضع حدٍّ لما يصفه: بـ”التواطؤ الأميركي” في الحرب التي تُشنها “السعودية” على “اليمن”، من خلال تمرير قانون يستند إلى قانون صلاحيات الحرب لعام 1973، والذي يمكن أن يُنهي الانخراط الأميركي في حرب “اليمن”.
وفي مطلع مقاله، يُلفت الكاتب إلى أن غضب المنتقدين في “الولايات المتحدة”؛ للرئيس “بايدن”، لا يزال على أشدِّه من جرَّاء مصافحة قبضة اليد اللطيفة مع ولي العهد السعودي؛ “محمد بن سلمان”، والاجتماع معه في “قمة جدة”، متَّهِمين “بايدن” بإخلاف وعده بأنه سيجعل “السعودية”: “منبوذة”، بعد حادثة القتل الوحشي للصحافي؛ “جمال خاشقجي”، كاتب العمود في صحيفة (واشنطن بوست).
يد ملطخة بالدماء..
وبحسب ما يستدرك الكاتب، ليس دم “خاشقجي” وحده الذي تلطخت به يد ولي العهد السعودي؛ فبدعم من “أميركا”، تُشنُّ “السعودية”؛ منذ عام 2015، حربًا مروعةً وحصارًا على “اليمن”، لافتًا أن لدى “واشنطن” الآن فرصة لوقف مشاركتها في هذه الحرب العقيمة، التي أودت بحياة ما يقرب من: 400 ألف مدني في “اليمن”.
ويقول الكاتب: بصفتي واحدًا من قُدامى المحاربين في “حرب فيتنام”، لدي معرفة مباشرة بكُلْفة الحرب المروِّعة، وأولئك الذين يُعانون ويلات الحرب أكثر من غيرهم، هم أولئك الذين يقعون في أتون النيران؛ ولهذا السبب أَحُث أعضاء “الكونغرس” على الانضمام إلى أعضاء “مجلس الشيوخ”: “بيرني ساندرز، وإليزابيث وارين، وباتريك ليهي”، وأكثر من: 100 عضو في “مجلس النواب”، من أجل رعاية قرار: “صلاحيات حرب اليمن-Yemen War Powers Resolution”، لإنهاء دعم “الولايات المتحدة” للحرب التي تقودها “السعودية”؛ في “اليمن”.
حاجة ماسَّة لتصرف سريع..
وتابع الكاتب: لا نملك رفاهية الانتظار حتى نتصرف حيال هذا الشأن، فعلى الرغم من أن الأطراف المتحاربة تفاوضت على تمديد الهدنة الأخيرة، فإن “السعودية” يمكنها استئناف حملتها القاتلة، للقصف والحصار المفروض على “اليمن”، عندما ينتهي وقف إطلاق النار؛ نهاية تموز/يوليو، وبالنظر إلى هذه النقطة الحاسمة في مفاوضات السلام، من المهم للغاية أن تتصرف “الولايات المتحدة” بسرعةٍ، وتُمرر قرار صلاحيات “حرب اليمن” الآن.
ومن خلال التوقيع على قرار صلاحيات “حرب اليمن”، سيزداد زخم “الكونغرس” لإنهاء الدعم الأميركي للحرب المدمرة، وسيُزيد الضغط على التحالف الذي تقوده “السعودية” لتمديد وقف إطلاق النار ومحادثات السلام.
أزمة إنسانية..
ويُضيف الكاتب قائلًا: ومنذ أن كنتُ في “فيتنام” بوصفي طبيبًا، رأيتُ وتعاملتُ مع الآثار المميتة والمفجعة للحرب على شعب يتعرض للهجوم، وضحايا الحرب ليسوا مجرد إحصائيات، أو أضرار جانبية، فهم بشر يستحقون مساعدتنا وتعاطفنا.
وأدت الحرب في “اليمن” إلى أزمة إنسانية شاملة أعربت بشأنها “الأمم المتحدة” عن قلقها الشديد، بالإضافة إلى مقتل: 400 ألف يمني، ووجود ما يقرب من: 16 مليون يمني معرضين لسوء التغذية الحاد، وملايين على أعتاب مجاعة وشيكة، وفي ضوء الارتفاع العالمي في أسعار “القمح”؛ الناجم عن العملية الروسية العسكرية في “أوكرانيا”، تُحذر “الأمم المتحدة” أنه دون اتخاذ إجراءات فورية، فإن الوضع: “على وشك أن يزداد سوءًا” قبل أن يبدأ بالتحسن.
وأشار الكاتب إلى أن وقف إطلاق النار سمَح للمنظمات الإنسانية الوصول إلى السكان الذين كان يتعذر الوصول إليهم في السابق، ومن المُرجَّح أن العودة إلى القتال ستؤدي للحدِّ من إجراءات منظمات الإغاثة المحافظة على حياة الناس، وتُزيد من إعاقة سلاسل التوريد التابعة للقطاع الخاص كذلك، مما سيُفاقم الجوع وحالات الموت.
دعم لم يُجِزه “الكونغرس” !
وشدَّد الكاتب على أن “الكونغرس” لم يُقر أبدًا دعم “الولايات المتحدة” للحرب الوحشية التي تُشنها “السعودية” على “اليمن”، ومع ذلك، تواصل “أميركا” دعمها الحاسم، للقدرات الهجومية للجيش السعودي، والذي يشمل تقديم الخدمات اللوجستية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتوفير قطع الغيار والصيانة التي يحتاجها سلاح الجو السعودي لمواصلة قصف أهدافه.
ويختم الكاتب مقاله بالقول؛ إن “السعودية” تستخدم الدعم الذي تُقدمه “أميركا” لشن هجوم دام سنواتٍ على الشعب اليمني، وحان الوقت لإنهاء المعاناة والموت الناجمَيْن عن هذه الحروب الأبدية، ويتعين على “الكونغرس” تمرير قرار صلاحيات “حرب اليمن”، وإنهاء التواطؤ الأميركي في قتل المدنيين اليمنيين.