27 يونيو، 2025 10:25 ص

“تبيين” الإيراني يرصد .. تغيير نهج “أنصارالله” في المواجهات مع “الإمارات” .. العلل والتداعيات !

“تبيين” الإيراني يرصد .. تغيير نهج “أنصارالله” في المواجهات مع “الإمارات” .. العلل والتداعيات !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

معرفة أبعاد هجمات (أنصارالله) المختلفة على “أبوظبي”، وعلل نهج هذه الحركة الجديد تجاه “أبوظبي”، إلى جانب البحث في تداعيات هذا التوجه مع التأكيد على الإحاطة بآثار ذلك على مستقبل الأزمة اليمنية، من الموضوعات الهامة التي قد تُسهم في بناء تصور أدق لآفاق الحرب اليمنية وخصوصياتها وتفتح آفاق تحليل السياسات الإماراتية في “اليمن”؛ يحسب “حسين افراخته”، في تقرير نشرته فصلية (تبيين) الإستراتيجية الصادرة عن مركز الفكر الإستراتيجي (تبيين) الإيراني.

أبعاد هجمات “أنصارالله” على “أبوظبي”..

في منتصف شباط/فبراير الماضي؛ قصفت وحدة الطائرات المُسيّرة والصاروخية بالجيش اليمني هجومًا نادرًا؛ (طوال فترة الحرب التي استغرقت: 07 سنوات)، عددًا من الأهداف في “أبوظبي” بالصواريخ؛ أبرزها مطار المدينة.

وانتشرت صور العملية على نطاقٍ واسع في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، وحالت دون إنكار قيادات “أبوظبي” للهجوم والاعتراف بمقتل: 03 أشخاص. ومع مرور الوقت اتخذت تدريجيًا هذه العمليات اسم: (طوفان اليمن)، وإزدادت بشكل ملحوظ.

الجدير بالذكر؛ أن قيادة (أنصارالله) كانت قد هددت “الإمارات” بوضوح قبل الهجوم بثلاثة أيام، لكن الجيش الإماراتي لم يتخذ الاستعدادت اللازمة، ونجحت الصواريخ والمٌسيّرات بضرب الأهداف المحدد بسهولة.

والغريب أيضًا أن القوات الأميركية في قاعدة (الظفرة) الإماراتية؛ لم تقم بأي رد فعل أو حتى تقديم تحذير، وأتضح بعد ذلك أن القيادات الأميركية قررت النزول إلى المخابيء أثناء الهجوم. الأمر الذي يكشف بوضوح عمق الأضرار العربية وأنظمة الدفاع الأميركية.

أسباب تغيير نهج “أنصارالله” تجاه “الإمارات”..

الإجابة تستدعي الرجوع إلى ما قبل عامين؛ حيث أعلنت “الإمارات”؛ في العام 2019م، الانسحاب رسميًا من “التحالف العربي” ضد “اليمن” وسحب قواتها الموجودة على كامل الأراضي اليمنية. بالوقت نفسه عقدت “الإمارات” سلسلة من المباحثات غير الرسمية مع (أنصارالله)، واتفق الطرفان بشكل شفهي على وقف العمليات.

وقد إلتزم الطرفان بهذا الاتفاق مدة عامين. واستمر الأمر حتى بداية فصل الشتاء؛ حيث بدأت “الإمارات” في حشد قواتها وميليشياتها وإعادة تنظيمها وتجهيزها مع التركيز على (كتائب العمالقة)، وأطلقت قتالًا واسع النطاق في محافظة “شبوه”، واستهداف مواقع حركة (أنصارالله) بالمحافظة، ونجحت في السيطرة على معظم مواقع الحركة بالمحافظة بغضون أسابيع، بل أضحت تُمثل تهديدًا خطيرًا على (أنصارالله) في جبهة “مأرب” الإستراتيجية.

آنذاك وبعد فشل محاولات التواصل مع القيادة الإماراتية، أدركت قيادة (أنصارالله) تراجع “أبوظبي” عن عهودها السابقة، والعودة إلى تطبيق مخططات “السعودية” و”أميركا” و”الكيان الصهيوني” في “اليمن”.

وعليه اتخذت (أنصارالله) قرارًا نهائيًا باستهداف “أبوظبي” بحيث تُدرك القيادة الإماراتية أنها لن تكون بمأمن إذا تُريد تغيير المعادلات لإلحاق الضرر بـ (أنصارالله)، وأن عليها دفع تكلفة ذلك.

تحليل سياسة “الإمارات” في “اليمن”..

تنطوي السياسات الإماراتية في “اليمن” على عدد من التعقيدات؛ الأمر الذي يُزيد من صعوبة فهمها بالنسبة للمراقبين والمحللين. فلقد كانت “الإمارات” من جهة عضوًا إلى جانب “السعودية” في “التحالف العربي”؛ في بداية إعلان الحرب على “اليمن”، ثم انسحبت بشكل رسمي وليس عملي؛ في العام 2019م.

وقد ركزت القيادة الإماراتية؛ طوال سنوات، على خلافاتها مع “السعودية” في المناطق جنوب “اليمن”، وتمكنت بدعم فصائل سياسية مثل: “المجلس الانتقالي في الجنوب”، أو شخصيات مثل: “طارق صالح”، وتشكيل الميليشيات مثل (قوات المقاومة الوطنية)، من السيطرة على كل المناطق الجنوبية تقريبًا.

وقد بلغت هذه السلطة حدًا خطيرًا بحيث فشلت “السعودية”؛ رغم الضغوط السياسية والدعم الأميركي، عن تطبيق “اتفاق الرياض” بين القوى السياسية المحسوبة على “السعودية” و”الإمارات”، وفشلت الحكومة المنبثقة عن “اتفاق الرياض” في العمل بعد الهجوم المجهول بمجرد دخول مدينة “عدن”، ولم تسمح الميليشيات المحسوبة على “الإمارات”، للقوات الموالية للحكومة اليمنية برئاسة؛ “عبدربه منصور هادي”، الاستقرار في مناطق سيطرتها، وفشل “اتفاق الرياض” بشكل عملي واقتصر وجود القوات المحسوبة على “السعودية” على التواجد في محافظة “مأرب”، التي تشهد عمليات واسعة من جانب (أنصارالله).

لذلك وبنظرة عامة يمكن أن نرى كيف تبنت “الإمارات”؛ خلال السنوات الأخيرة، سياسة دعم الميليشيات في “اليمن” دون التواجد المباشر، وتمكنت من التحول إلى ضلع رئيس للقوة إلى جانب (أنصارالله) و”السعودية”.

والملاحظة الأهم أن “الإمارات”؛ باعتباره شريك في منطقة يقوم اقتصادها على البحر والتجارة البحرية، لا تُريد أولًا وجود منافس لـ”ميناء دبي” في الجزر اليمنية الجنوبية، وتُريد من جهة أخرى تأمين المعابر المائية الإستراتيجية اليمنية وتشمل “بحر العرب، وخليج عدن، ومضيق باب المندب والبحر الأحمر”، وتتصور أن سيطرة طرف مثل (أنصارالله) على هذه المناطق لا يتناسب مع ذلك.

بشكل موجز يمكن القول إن “الإمارات” تُركز على المناطق الجنوبية بغرض السيطرة عليها وتحقيق الحد الأقصى من مكاسبها على المدى الطويل عبر إقصاء المنافسين والأعداء.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة