25 ديسمبر، 2024 10:21 ص

الجزائر تتسلح لأسنانها ومناورات الأسد الافريقي ترسل رسائل غامضة !

الجزائر تتسلح لأسنانها ومناورات الأسد الافريقي ترسل رسائل غامضة !

محمد مختار ( كاتب وباحث )

في الوقت الذي تم فيه اجراء  مناورات الاسد الافريقي التي شاركت فيها اسرائيل لاول مرة في الصحراء المغربية لفتت الجزائر الأنظار مؤخرا بامتلاكها منظومة أسلحة لم يكن يتوقع ظهورها على مسرح العمليات في الشرق الأوسط ولا في منطقة جنوب المتوسط، فقد كشف الجيش الجزائري في فيديو نادر على تجربة لقواته لإطلاق صواريخ اسكندر الروسية، وهى صواريخ تكتيكية روسية نادرا ما تسمح روسيا بتصديرها ، ولم تمنح موسكو أى دولة من بين دول الاتحاد السوفيتي السابق هذه المنظومة من الصواريخ باستثناء أرمينيا هذه المنظومة الصاروخية، وكانت الجزائر هى الدولة الوحيدة خارج أوربا التي تحصل على هذه الصواريخ التي تتميز بقدرة هائلة على المناورة والاخفاء من وسائل الدفاع الجوي وبمدى يصل إلى 500 كيلومتر مع درجة إصابة عالية وحتى الان فإن اعتراض هذا الصاروخ من أى منظومة للدفاع الجوي بما في ذلك منظومات حلف الناتو مستحيل .

في نفس الوقت أظهرت جدارية في مبنى وزارة الدفاع الجزائرية صورة لطائرة سوخوي 57 وهى الطائرة التي يعتقد أنها الأقوى في العالم والتي تصنفها مراكز دراسات عسكرية على أنها الأكثر تطورا من إف 35 الأمريكية، وهو ما قد يؤكد أنباء سابقة قالت إن الجزائر تعاقدت بالفعل على شراء 14 مقاتلة من هذه الطائرة الشبحية بعيدة المدى التي لا تظهر على رادارات ولا يوجد حتى الآن نظام للدفاع الجوي قادر على اعتراضها.  بالإضافة إلى ذلك فهناك دلائل على أن القوات الجزائرية استبدلت بالفعل جميع طائراتها القديمة من طراز سوخوي 17 و 24 و 25 بأجيال جديدة من طراز سوخوي 34 و 35 ، و الأولى مقاتلة قاذفة، والثانية مقاتلة تفوق جوي يعتقد أنها تتفوق على الطائرة الأمريكية اف – ايجل.

اللافت أن خطط الجزائر للتسلح حتى أسنانها استمر بالرغم من حراك 22 فبراير الذي ربما يكون قد أزاح المؤسسة العسكرية من سدة الحكم في البلاد. كما حصلت القوات البرية الجزائرية على 350 دبابة و550 دبابة قتال رئيسية من طراز تي-72 ، ونجحت الصناعات العسكرية في الجزائر بتطوير ما لديها من دبابات تي 55 وتي 62 بشكل كامل شمل تطوير المحرك والدوروع وبرج الدبابة .

وفي نفس الوقت فإن الإنفاق المتزايد من جانب الجزائر على شراء الأسلحة جاء في وقت تعاني الجزائر من أزمة مالية طاحنة بسبب تراجع أسعار النفط في العالم والأزمة الاقتصادية الناتجة عن الإغلاق في العالم، ولا يعرف حتى الآن كيف دفعت الجزائر فواتير صفقات أسلحتها الأخيرة، وفي نفس الوقت فإن جوار الجزائر وإن كان مضطرب فلا يتطلب شراء أسلحة بمثل هذا التطور، فلا الميلشيات الليبية تملك قدرة على مواجهة الالة العسكرية الجزائرية ، ولا جيشا تونس والمغرب مجتمعان يستطيعان الصمود في أي مواجهة حتى لو محدود أمام القوات البرية الجزائرية المتفوقة علي جيشي البلدين مجتمعين، كما أن طبيعة التهديدات جنوب الصحراء لا تتطلب تسليحا نظاميا بالنظر إلى أن هذه التهديدات تتمثل في جماعات مسلحة تحارب بنظام حرب العصابات مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة أو حركة المرابطون، ولا يعتقد أيضا أن هناك تهديدات من حركات يسارية مسلحة في الصحراء المغربية تستهدف الجزائر ولا يتصور أن الجزائر تفكر في مواجهة دولة من دول الشمال في أوروبا . فهل لدى صناع القرار في الجزائر ما يدفعهم للاستعداد لحرب عسكرية واسعة النطاق قد تنشب في شمال أفريقيا في أي وقت ؟

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة