18 ديسمبر، 2024 10:57 م

مجلس حسيني ـ يوم السابع ـ حرب الاسلام تشابه الادوار

مجلس حسيني ـ يوم السابع ـ حرب الاسلام تشابه الادوار

نزلوا بحومة كربلا فتطلّبت********منهم عوائدها النسور الحوّمُ

وتباشر الوحش المثار امامهم ****** إن سوف يكثر شربه والمطعمُ

طمعت أمية حين قلّ عديدهم ******* لِطَليقهم في الفتح أن يستسلموا

وقع العذاب على جيوش أمية ***** من باسل هو في الوقائع معلمُ

عبست وجوه القوم خوف الموت****** والعباس فيهم ضاحك يتبسمُ

قلب اليمين على الشمال وغاص في***الأوساط يحصد للرؤوس ويحطم

بطل تورث من ابيه شجاعة َ ****** * فيها انوف بني الظلالة ترغم

 

الحديث عن معركة كربلاء متصل بتاريخ الإسلام كله ..لا يمكن عزل معركة الطفوف عن معارك الرسول (ص) لأنها قضية واحدة ..لها وقعاً كبيراً في الجغرافيا الدينية والثقافية في عصره وامتدت آثارها إلى يومنا هذا وستستمر إلى يوم القيامة. وبسبب تلك البعثة تغيرت العقيدة الدينية في مكه التي قاوم اهلها ذلك الدين بسبب اقتصادي كون الاسلام يحارب تعاملهم ( التجاري) ثم تحولت المعارك الى عقيدة دينية .. لتوضيح الفكرة :..

** عادة الشعوب تتبنى فكر ديني معين ,لكن المشكلة حين يدخل الدين في تصرف المجتمع الاقتصادي. يتحول الدين الى سياسة ..وهذا ما تعرض له الإسلام .. لو لم يتدخل الإسلام في الاعمال الاقتصادية وطريقة العيش لما حدثت معركة ولا تصادم .ــ الدول العظمى هي التي أوقدت نيران المعارك ضد المسلمين ــ تحولت الحرب بينهم بسبب موقف الدول العظمى آنذاك .. استمرت الخلافات بعد الرسول (ص) لم الاسلام بعيد عن مؤامرات ..ملوك ورؤساء فارس وبيزنطة . لغاية اليوم جميع الحروب أساسها الأيدلوجية الاقتصادية . وليس الشعوب..

***انظر إلى الخارطة العسكرية التي كانت في الجزيرة العربية وقت نزول الرسالة ,كل مناطق الشمال بلاد الشام محتلة من قبل الروم ومناطق الجنوب محتلة من قبل الفرس بعد إن كانت خاضعة للحبشة فترة من الزمن.واليك تفصيل :.يقول العلماء أن “حاكم البحرين سنة1750 ق.م كان أصله من “[هـجر]الإحساء اليوم ، كانت مدينة ذات ثراء فاحش بسبب مزارعهم ونخيلهم .. تجارتهم برية وبحرية، البحرية تصل للهند والصين وفارس والبرية تنقل إلى سوريا وفلسطين والأردن وقوافلهم تصل بابل ومنها الى حوض الفرات ثم يتم تحميلها في قوافل لتنتشر البضائع إلى كل مناطق العالم .. قبل 220 ق.م قامت مملكة في الإحساء عرف ملوكها ب”ملوك هجر” الديانة في ولاية هجر مسيحية ولهم أساقفة في أربع ولايات تابعة لهم ..

هذه الدولة تسيطر على أراضي واسعة تمتد من البحرين إلى الإحساء إلى الفرات من سوريا إلى بابل . لذلك كانت بعض المعارك التي قادها أهل مكة مدعومة ماديا ولوجستيا من قبل تلك الدولة .لان النبي (ص) حين منع اهل مكة اموال المهاجرين , قام بتأسيس سرايا منع بموجبها القوافل التجارية بين الشام واليمن والعراق .. فلا يمكن ان تسكت الدول العظمى لذلك .

.كما نعلم ان النبي حين وصل الى المدينة , قرر إقامة دولة لها جيش وشرطة ونظام .فشنت دولة الروم المسيحية بقوة بمحاربة الاسلام بشخصيات تجار مكة.. فكانت معركة بدر ثم احد , ولما لم تحقق هاتان المعركتان نتيجة ايجابية قررت الدول العظمى الدخول في حرب كونية مع الدولة الإسلامية .هي معركة الاحزاب .

*** لذلك غير النبي (ص) سياسته الحربية , بعد الانتصار في الأحزاب .. ان يقضي على البؤر ومواطيْ القدم للدول العظمى في الجزيرة العربية ..فقام بفتح مكة وبذلك انهى احلامهم تماما .. انتهت احلام اليهود والدولة البيزنطية والدولة الفارسية بعد تحقيق الاستقلال الكامل لجزيرة العرب .. أصبحت المنطقة إسلامية لا وجود لأية قوة مؤثرة .. هنا تعطلت المصالح **** لماذا قام النبي محمد(ص) بمحاربة الدولة البيزنطينية ..( الروم) وما علاقة الإسلام بحرب الدول العظمى .؟ الجواب لا يمكن للنبي ان ينئى عن حرب الدولتين لان العالم كان يحكمه قوتان كبيرتان هما : أولا دولة الروم ودولة فارس ..

دولة الفرس : كانت تحتل بلاداً عربية مثل العراق واليمن – اعتبر حكامها أنفسهم من نسل الآلهة – فكثرت عندهم الديانات مثل عبادة النار والكواكب ,وكانت بينهم وبين الروم حروب استمرت حتى زمن الرسول (ص) وقد تحدث عنها القرآن .{ كان العالم حول الجزيرة العربية ديانات متعددة تحكم بالقوة ليس فيها عدل ولا رحمة ..(فكان العالم فى حاجة إلى نبوة محمد (ص).. فتحولت الجزيرة العربية الى تحشدات وجيوش لمحاربة الإسلام.

***في شمال الجزيرة العربية ,كانت الدولة البيزنطية تراقب الانتصارات الإسلامية. من نصر الى نصر فقرر القيصر إيقاف هذا النصر متخذاً من (القبائل العربية المسيحية واليهودية التابعة للإمبراطورية) جيشا لإنهاء التقدم الإسلامي باتجاه الشمال. من هنا فقد كان على الرسول (ص) أن يستبق الأحداث ويشل خطة القياصرة قبل أن يتمكنوا من تحقيق شيء يذكر.وساعده في ذلك .

1- قبيلة تميم، يسكنون جنوب الحجاز . جاء وفدهم بآمرة الأقرع بن حابس ومعه عشرة رجال التقوا بالنبي (ص) أثناء فتح مكة .. واسلم وفد تميم وأصبح مالك ابن نويرة زعيمهم,جامعاً للصدقات.

2- قبيلتي بكر بن وائل وتغلب وهما قبيلتان مسيحيتان كان بينهما حروب طاحنة .. أرسلوا وفوداً إلى النبي (ص) فاستقبلهم استقبالاً حاراً وعقد معهم حلفاً .. جعل منهم قوة عسكرية ذات ثقل في المناطق المتاخمة للحدود الجنوبية لدولة فارس. ** هناك مجموعة من اليهود يشكلون نسبة كبيرة من الساكنين في المدينة ..يمكن ان يستميلونهم بالمال والعقيدة ..

اليك الدليل . في غزوة بني النضير في السنة الرابعة هـ حاول يهود بني النضير اغتيال الرسول(ص) لما جاءهم طالباً مساعدتهم في دية قتيلين.ثم عاد إلى المدينة وأرسل إليهم وفدا يأمرهم بالخروج من المدينة فرفضوا وحاصرهم عدة ليالي وبعد الحصار طلبوا إجلائهم عن المدينة فوافق الرسول شرط أن يأخذوا ما تحمله الإبل من دون السلاح.

ولكن حقيقة سبب الغزوة : لما وقع للمسلمون في غزوة أحد تجرأ اليهود عليهم بالغدر والعداوة، وبدئوا يتصلون بالمشركين والمنافقين ضد المسلمين، والنبي صابرٌ متحملٌ لأذاهم وجرأتهم،.. فوقعت واقعة كبيرة تسمى (وقعة الرجيع) التي تعتبر مأساة حيث قُتل سبعون رجلاً من أفاضل الصحابة في كمين لأهل مكة وحلفائهم اليهود. وكانت من اكبر الكوارث التي حلت بالمسلمين.. بعدها قرروا قتل الرسول (ص)قالوا: «”أيكم يأخذ هذه الرحى فيصعد بها ويلقيها على رأس محمد وهكذا ارادوا قتل النبي(ص) واخبره جبرائيل وهكذا انقض العهد الذي بينهم وبينه”».

ثم بعث محمد بن مسلمة إلى يهود بني النضير يقول لهم: «”اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشرًا، فمن وجدته بعدها منكم ضربت عنقه”». فأقاموا أيامًا يتجهزون للرحيل غير أن عبد الله بن سلول بعث إليهم أن اثبتوا ولا تخرجوا من دياركم؛ فإنَّ معي ألفي رجل يدخلون معكم حصونكم، يدافعون عنكم. عادت لليهود ثقتهم، فبعثوا إلى محمد(ص) “إنّا لن نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك”.

فاشتعلت الحرب وتوسعت لتشمل اليهود ومشركي مكة .. وتم حصار المسلمين لليهود واستسلمت بنو النضير بعد الحصار **ــــــــ

***كان الموقف موقفًا محرجًا ؛ لأنَّ جبهة القتال مشتعلة مع المشركين، فلا يريدون أن يفتحوا جبهة أخرى مع اليهود، والقتال معهم غير مأمون العواقب والنتائج. ولكن النبي (ص) قاتلهم ,جعل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم،وحمل اللواء علي بن أبي طالب، فلما وصل إليهم فرض عليهم الحصار، فالتجأ اليهود إلى حصونهم، وكانت نخيلهم وبساتينهم عونًا لهم في ذلك، فأمر بقطعها وتحريقها،

**ولم يطل الحصار طويلاً، ست ليال فقط، قذف الله في قلوبهم الرعب، فتهيأوا للاستسلام وإلقاء السلاح، فأرسلوا إلى النبي (ص)”نحن نخرج عن المدينة”، فوافق على أن يخرجوا منها بنفوسهم وذراريهم ،لهم ما حملت الإبل إلا السلاح، فوافقوا على ذلك. ولحقدهم وحسدهم قاموا بتخريب بيوتهم وحملوا معهم الأبواب والشبابيك والجذوع؛ حتى لا يأخذها المسلمون، ثم حملوا النساء والصبيان على ستمائة بعير، وأسلم منهم رجلان فقط، وذهبت طائفة منهم إلى الشام. هكذا اصبحت العلاقة بين اهل مكة واليهود علاقة حميمة،فأصبحت مكة بؤرة للتأمر على المسلمين ..

*** نقطة اخرى مهمة جدا:.. كانت القبائل تتقاتل فيما بينها قبل الإسلام ,من اجل الموارد الاقتصادية , وقطع الطرق ولم نسمع عن أي قتال في الحجاز من اجل قضايا فكرية .. الا مع الإسلام .. ما هو السبب .

مسؤولية النبي (ص) يوصل رسالته إلى العالم كله وهذا غير ممكن مع وجود قريش كقوة منافسة (لها شرعية دولية لدى السلطات الفارسية والبيزنطية فبدون سقوط قريش لم يك من الممكن كسب الشرعية الدولية.)..

**معالجة الهجوم الكاسح من قبل العدو على المدينة ،فاقترح سلمان المحمدي حفر خندق حول المدينة .كان يحثّهم ويقول: «لا عيش إلّا عيش الآخرة، اللهم اغفر للمهاجرين الأنصار» .وجاء وقت الهجوم الكاسح .. من الروم وفارس وأهل مكة ..كان عدد المسلمين ثلاثة آلاف لكن الصحيح سبعمائة شخص .. أما عدد الأحزاب قالوا عشرة آلاف .وذكر المسعودي: عدد الجيش أربعة وعشرين ألفاً.. كانوا ثلاثة عساكر،فرقة من الروم وفرقة من الفرس وفرقة من عشائر العرب رئيسهم العام أبو سفيان هذه المعركة أهم معارك التاريخ على مستوى البقاء أو الإقصاء للاسلام .

**تمكّنت مجموعة منهم عبور الخندق، بينهم عمرو بن عبد ودٍّ، فراح يتوعّد ببطولته، ينادي: هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد، حتّى قال: ولقد بجحت من النداء ــ بجمعكم هل من مبارز/ ووقفت إذ وقف الشجاع الغير عاجز/ إنّ الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز ..فقام الإمام علي(ع) وقال: «أنا له يا رسول الله»!فقال له رسول الله(ص): «اجلس، إنّه عمرو».فقال الإمام علي(ع): «وإن كان عمرواً».عند ذلك أذن له، وأعطاه سيفه ذا الفقار، وألبسه درعه، وعمّمه بعمامته.ثمّ قال : «إلهي أخذت عبيدة منّي يوم بدر، وحمزة يوم أُحد، وهذا أخي وابن عمّي، فلا تَذَرني فرداً وأنت خير الوارثين».ثم قال «برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه» ومضى علي (ع) إلى الميدان، وهو يقول:لا تعجلنّ فقد أتاك ــ مجيب صوتك غير عاجز/ ذو نية وبصيرة ــوالصبر منجي كلّ فائز/ إنّي لأرجو أن أقيم ــعليك نائحة الجنائز/ من ضربةٍ نجلاء يبقى ــ ذكرها عند الهزاهز…

**ــــ : هل انتهى شعار النبي (ص) يوم قال ( برز الإيمان كله إلى الشرك كله ) وهل اختلفت الحرب مع رسول الله {ص} او انتهت تلك الفترة واصبح الذي يمثل الايمان كله لا يمثله الان بل جاء غيره ممثلا عن الأيمان. **ثم هناك شعار آخر رفعه الرسول (ص) لمّا عاد الإمام(ع) ظافراً، استقبله وقال :«ضربة عليٍّ أفضلُ من عَمل أُمّتي إلى يوم القيامة» .

*** توضيح امر مهم {{ما الفرق بين المعركة والحرب}}وما فرق بين المعنيين / كلمة ( الحرب اشمل واعم من المعركة) تعتبر المعركة جزء من الحرب .. فلو وقعت أي معركة فانها يكون وقتها ساعة او أكثر .. وربما يوم او أكثر .. ثم تنتهي المعركة بين الطرفين .. أما الحرب فإنها لا تنتهي .. واذا انتهت فأنها لا بد ان تنتهي باتفاق بين المتحاربين .. يضع المنتصر عادة شروطه على الخاسر , وقد تنتهي المعركة بهزيمة طرف من الاطراف تحتل ارضه وتدمر قواته العسكرية ولكن الحرب لا تنتهي بينهما .

المعركة قتال لمرة واحدة .. أما الحرب قتال يستمر عدة سنوات الـحرب مدة طويلة ، (( باختصار الحرب تتكون من عدة معارك)) ولا نهاية لها الا بشروط واتفاقيات …!!!. لما كان يوم أحد صعد أبو سفيان الجبل ، فقال رسول الله (ص) : ” اللهم !.. إنه ليس لهم أن يعلونا ” فمكث أبو سفيان ساعة ، وقال 🙁 يومً بيوم ،إنّ الأيام دولٌ ، وإنّ الحرب سجالٌ ) أي لا غَالِبَ وَلاَ مغْلُوبَ ، تَعَادُلُ القُوَّةِ بَيْنَهُمَا، يعني{{ ستبقى جذوة مقاومة الاسلام في قلوبنا وفي اجيالنا }} فقال (ص) : أجيبوه ، فقالوا : لا سواء ،يعني لا . قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار. فقال : لنا عزّى ولا عزّى لكم . فقال النبي (ص) : الله مولانا ولا مولى لكم . فقال أبو سفيان : أُعل هبل . فقال رسول(ص) : الله أعلى وأجلّ . يقول تعالى{وتلك الأيام نداولها بين الناس } أي تنهي دولة وحكم وتأتي أخرى بنفس الأفكار.. هؤلاء بقيت أفكارهم بمقاومة الدين في عقولهم حتى دحرهم الله ورسوله يوم تحرير مكة .. وأطلق عليهم اسم الطلقاء ،ويطلق عليهم اسم “مسلمة الفتح”.

ومعنى الطلاق : أي ان تصبح المراة متحررة يمكنها ان تختار زوجا آخر .كذلك الطلقاء ليس لهم دين .. نقول فلان أطلق ساقيه للريح .. أي هرب ولم يلحق به احد ..أطلق فلان النار .. خرجت الاطلاقة ولا يمكن التحكم بها .. فلان أطلق العصفور خرج من القفص. هؤلاء ليسو بمسلمين ..طلقاء وبقي الحقد والثار في قلوبهم , وتاريخهم يشهد بذلك .. وقد تحدثت زينب (ع) بذلك وعيرت يزيد بأهله.. “امن العدل يا ابن الطلقاء ” ولم يرد عليها .

*ـ*ـ العرب قبل الإسلام لا يعرفون شيئًا اسمه دولة أو حضارة لا يوجد لديهم دولة ولا نظام للحكم ،ولكنهم توحدوا لحرب الإسلام .. فعقدوا اتفاقيات دفاع مع اليهود والنصارى الروم ..

لذلك أراد النبي (ص) القضاء عليهم . فقام بتحرير مكة .. لما تم القبض على الكوادر الرئاسية لقريش , لم يعاملهم كبقية المدن المحررة بل أطلق عليهم عنوان(الطلقاء)لان النبي كان يعرفهم إنهم غير مقتنعين بالإسلام ..وفعلا يبين التاريخ إنهم استمروا بالحرب مع ال البيت(ع)..

*** لو رجعنا الى السنة الرابعة من الهجرة , يوم جاءت الاحزاب لحرب الاسلام والقضاء عليه , كانت القيادة بيد النبي (ص) ويحمل الراية امير المؤمنين (ع) وفي كربلاء نفس الدول والعشائر جاءت مرة اخرى وحفيد ابي سفيان في القيادة , حامل الراية ابوه وجده غير معروف .وهنا في كربلاء القائد حفيد رسول الله(ص) وحامل الراية ابن حامل راية رسول الله .. أبو الفضل العباس ..

*** لنتابع حياة هذا القائد العظيم العباس بن علي عليهما السلام ..هل له تجربة في قيادة عسكرية قبل معركة الطف ..؟ ولماذا جاءه الشمر بورقة امان دون اصحاب الحسين(ع) مع العلم ان هذا الامان لو صح انه ( بسبب القرابة فان جميع اصحاب ابن زياد كان بنو عمومتهم ضمن أصحاب الحسين (ع) بل حتى بعضهم كان أخوه في صفوف جيش الحسين(ع) او ابن عمه او زوج أخته ..الحسن المثنى كان خاله وابناء خئولته مع جيش ابن زياد .. اذن نستبعد جدا ان الامان الذي اعطاه للعباس كون عبد الله بن ابي المحل من عشيرة امه ..وفعلا جاءوا بكتاب امان .. عادة من يريد التفاوض مع جهة معادية ان يبعث رسول اليهم من قبيلتهم وعشيرتهم . ان سبب الامان كان .. لذلك كانوا يعرفون موقف العباس {ع}فأرادوا إغراءه حتى يخرج من نصرة الحسين (ع) .. لان بقاءه يكلفهم قتلى كثير..

وقد عرف الامام امير المؤمنين (ع) ان ولده العباس سيكون ممثلا له في كربلاء وقد عبر عنه الشيخ جعفر الحلي بقصيدته :” بطل تورث من ابيه شجاعة ** فيها انوف بني الضلالة ترغم … وضعته ام البنين بين يدي ابيه وصار ينظر في وجهه .. انتقل فكره الى كربلاء .. مسح على راسه .. ثم فتح القماط وصار يقبل يديه .. وانحدرت دموعه على خديه .. ارتابت ام البنين من هذا المنظر :…

تكله يبو الحسنين حالاتك عجيبه *** وي هل ولد واشوف افعالك غريبة

خبرني بهل ولد شنو الذي يكون ***** نوبه تقبله بجفه ونوبه بالعيون

ونوبه تشم صدره ونوبه تشم الجفون …واشوف دمعاتك على خدك جريه

معلوم يجري بهل ولد امرِ مهو زين ..*** هلن عيونه ونادى يا ام البنين

هل ولد بالغاضرية ينصر حسين … واسمه شيال اللوى وكبش الكتيبه .. اخذته وشمته وقبلته //// تكله يبني بيرغ المظلوم شيله *** وللضعن يا عباس انت كفيله ** واخدم اخيك يا الولد خدمة جليلة …. هذا ابن النبي وسيد الكونين / يكلها ييمه بهاي ما يحتاج الوصية.. لأقسم قسم بالمصطفى وحيدر وصيه.لانصر اخيي في طفوف الغاضرية .. لو ينطبر راسي وتنكطع مني الجفين ..

اليوم ننتقل الى شاطيء الفرات في كربلاء لنرى كيف تصرف العباس . .. تعالوا إلى كربلاء تقدم نحو الحسين قال : أخي ! هل من رخصة ؟ فبكى الحسين (ع) وقال :أخي ! انت حامل لوائي والعلامة في عسكري ، إذا قتلت يؤول جمعنا إلى الشتات ، فقال العباس :قد ضاق صدري وأريد أخذ بثأري من هؤلاء المنافقين . فقال الحسين(ع):إذا غدوت إلى الجهاد فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء, فذهب العباس ووعظهم وحذرهم ، فلم ينفعهم النصح ، فرجع إلى أخيه فأخبره ، فسمع الأطفال ينادون : العطش العطش ، فركب فرسه وأخذ القربة ، وقصد نحو الفرات ، فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فكشفهم ، وقتل منهم جماعة . وملك المشرعة .فمد يده ليشرب فتذكر عطش الحسين ، فرمى الماء من يده وقال :

يا نَفْسُ من بعدِ الحسينِ هُوني ** وبعدَهُ لاَ كُنْتِ أنْ تَكوني **هذا حسينٌ واردُ المَنونِ ** وتَشْربينَ بارِدَ المَعينِ ** تاللهِ ما هذا فِعالُ دِيني .. ولا فِعَالُ صَادِقِ اليقينِ ..

شلون اشرب وخوي حسين عطشان **وسكنة والحرم واطفال رضعان** وظن گلب العليل التهب نيران ** يريت الماي بعده لا حله اومر.. ثمَّ مَلأَ القِربةَ، ورَكِبَ جوادَه وتوجَّهَ نحوَ المُخَيَّمِ فقطعَوا عليهِ الطريقَ، فجعلَ ,يضرِبُ فيهِمْ حتَّى أَكثرَ القتلَ وكَشَفَهم عنِ الطريقِ وهُوَ يقولُ:لا أرهبُ الموتَ إذا المـوتُ وَقَا **حتَّى أُوارى في المَصاليتِ لِقَى‏** نفسي لِسِبطِ المُصْطَفى الطُّهرِ وِقا**إنّي أنا العبَّاس أغْدُو بالسِقَا** ولا أخافُ الشرَّ يومَ المُلتقى‏//فكَمَنَ له لعينٌ من وراء نخلةٍ، فضرَبهُ على يمينهِ فبَرَاها.فقالَ(ع) واللهِ إن قَطعتُمُ يمينــــي**إنّي أُحامِي أَبَداً عن دِيني‏ **وعنْ إمامٍ صَادِقِ اليَقِينِ‏** سبط النّبيِّ الطــاهِرِ الأَمينِ‏ وحَمَلَ على القومِ كالأسدِ الغضبانِ، فكمَنَ له حكيمُ بنَ الطُّفَيْلِ وضربَهُ على شِمالهِ، فقطَعَها، فقالَ : يا نفسُ لا تَخشَيْ منَ الكُفّارِ وأبشـِري برحــمةِ الجبّارِ.. معَ النّبيِّ المصْطَـفى المخْــتارِ** قدْ قَطَعوا بِبَغْيِهم يَساري ** فأَصْلِهِم يا ربِّ حَرَّ النّارِ.. وجَعَلَ يُسرِعُ ليوصِلَ الماءَ إلى المخيمِ، فلمّا نظرَ ابنُ سعدٍ إلى شِدّةِ اهتمامِ العبَّاس ، صاحَ بالقومِ: ويلَكُم، ارْشُقوا القِربةَ بالنبلِ، فواللهِ إنْ شَرِبَ الحسينُ منْ هذا الماءِ أفناكُم عن آخرِكُم. فأتتهُ السهامُ كالمطرِ وأصابه سهم في صَدرهِ، وسهمٌ أصابَ عينيهِ وأصابَ القِرْبةَ سهمٌ فأُريقَ ماؤُها. وضَرَبهُ لَعينٌ بالعمودِ على رأسهِ فَفَلَقَ هَامتَهُ وسقطَ على الأرضِ منادياً: “عليكَ منّي السلامُ أبا عبدِ اللهِ”. عَظّمَ اللهُ لكَ الأجْرَ سيّدي أبا عبدِ اللهِ!.. ** فجاءه الحسين واضعا يده على ظهره .. وهو ينادي الآن انكسر ظهري .. وقلت حيلتي وشمت بي عدوي .. جلس عنده لما عرف العباس نية الحسين انه يريد حمله الى المخيم .. قال له اخي بحقي عليك اتركني في مكاني .. لاني نزل بي الموت الذي لا بد منه .. والثانية واعدت سكينة بالماء .. يخويه حسين خليني بمجاني .. يكله ليش يا سلوة زماني .. يخويه واعدت سكنه تراني .. بماي ومنها مستحي وما اكدر .

ثم فاضت روحه الطاهرة …

رجع الى الخيمة حزينا منكسرا وقد تدافع الناس على المخيم .. فاستقبلته ابنته سكينه وسالته عن عمها , فاخبرها بقتله .. فسمعته العقيلة زينب .. فنادت واخا واعباساه وا ضيعتنا بعدك ..وبكت النسوة وبكى الحسين …

يعباس يا حامي الضعينة … يمغوار يا ليث العرينه … طلع للمعركة يلمع جبينه… سبعين الف متواتبينه … رموه بسهم وانبت بعينه .. ويسراه مكطوعه ويمينه …… يبدو ان ام البنين كلفتها ان تنعاها حين يقتل ولدها العباس .. في خضم البكاء على العباس التفت نحو المدينة …

صدت الصوب المدينة وهلت العين …. ونادت عظم الله اجرج يا ام البنين … شيال بيرغنا وكع مكطوع الايدين … ورأسه انطبر وانصابت العين.