يتواصل انعقاد مؤتمر السلام السوري في جنيف ،وهذا المؤتمر الثاني لمعالجة الازمة السورية ،وايجاد الحلول للخروج من هذه الازمة التي مضى عليها اكثر من ثلاثة سنوات ،حيث تشرف امريكا وروسيا والامم المتحدة، على اعمال المؤتمر والذي سمي ب(جنيف2)،ويناقش هذا المؤتمر في دورته الثانية ،المرحلة الانتقالية لحكم بشار الاسد،ولمتابعة اعمال المؤتمر ،لابد لنا ان نستعرض ملامح المشهد الدموي الذي تتعرض له المنطقة، ومن ضمنها العراق وسوريا ،وانعكاساتها على مجمل الاوضاع في اكثر من بلد عربي لبنان ومصر وليبيا واليمن وغيرها ،اذ تشهد حكومة المالكي في العراق انهيارا امنيا وعسكريا واضحا في احداث الانبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك وبغداد وغيرها ،تمثل هذا الانهيار في تورط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشن حلة عسكرية على الانبار،وغاصت قواته في وحل الانبار ومدنها ،وتاهت في رمال صحراء الانبار، بحجة البحث عن داعش واخواتها ،اما في سورية، فيشهد نظام الاسد لحظة تاريخية في مواجهة مصيره بين نتائج مؤتمر جنيف ،التي ستحدد قرارادارة اوباما في الضربة العسكرية اذا فشل المؤتمر ولم يتوصل الى حلول تجعل من خروج بشار الاسد خارج السلطة في الحكومة المقبلة (حسب تصريح وزير الخارجية الامريكي جون كيري قبل يومين ملوحا باستخدام الحل العسكري مما اغضب واربك الوفد السوري في المؤتمر واحرجه )، وبين تصعيد تنامي انتصارات الثورة السورية على الصعيدين السياسي والعسكري،على الارض ،بعد توحيد الفصائل المسلحة مع جيش الحر ،يرافقه توجه عالمي وعربي جديد ،نحو حتمية تنحي الاسد عن الحكم واجراء انتخابات ديمقراطية تعددية باشراف الامم المتحدة والغرب وروسيا ،في وقت تشهد المنطقة كلها تحولات دراماتيكية في المواقف والتحالفات الاستراتيجية العسكرية منها والسياسية وسط تقلبات سياسية امريكية فاشلة في المنطقة وخاصة في ملفي القضية الفلسطينية والملف العراق وافرازات هزيمتها في العراق ،وتسليمه الى ايران العدو التاريخي للعراق والعرب ،ففي وسط اكذوبة قلناها في مقال سابق ان امريكا تقود مؤتمرات كاذبة في جنيف هدفها للاستهلاك الاعلامي وتسويف وتعطيل الحل العسكري في سوريا ،واختلاقها العدو القديم /الجديد (داعش في سوريا والعراق ) والذي صنعته الالة الاعلامية الامريكية كعدو مفترض ،تخوف به حلفاءها واعداءها في الوقت نفسه ،ولهذا ورطت نوري المالكي وارسلته الى صحراء الانبار ليضيع هو وجيشه في رمالها المتحركة وكان هدفها هو تصادمه مع اهل الانبار والمعتصمين هناك منذ اكثر من سنة ونيف،والتي اوصلته الى الورطة الكبرى والحقيقة الصادمة ،ان داعش في مفهوم ادارة اوباما ماهي الا اهل السنة (مع تحفظي الشديد )على هذه الكلمة البطائفية البغيضة ،وهاهو المالكي وجيشه وانصاره وميليشياته ومن يدعمه في مستنقع الانبار ،يقدم دماء العراقيين من كلا الطرفين قربانا لاكذوبة داعش الامريكية –الايرانية –السورية ،هكذايجيء انعقاد مؤتمر جنيف2 ليذر الرماد في العيون ،ويضحك على ذقون الوفدين السوري ومعارضته ،وهاهو الفشل يعلن عن نفسه للمؤتمر الذي ولد ميتا ،بسبب عدم جدية ادارة اوباما في حل الازمة السورية ،واشعال وتيرة العنف بين الفصائل الاسلامية والجيش الحر وما يسمى داعش سوريا والجيش السوري ،دون ان تفصح عن مخططها هل هي مع الجيش الحر والمعارضة ام هي تخادع الجميع وتخدع الجميع ،والدليل انها لم تزود الجيش الحر والمعارضة الاسلامية المعتدلة بالسلاح الذي يوجه الدفاعات السورية من صواريخ متطورة واسلحة حديثة ،وتقديم الدعم اللوجستي والاعلامي المطلوب ،اذ ان المجتمع الدولي الان لم يعد يتابع اخبار الجيش الحر والمعارضة ،وانخفاض مستوى الدعم الدولي والاقليمي وحتى العربي للثورة السورية ،على عكس الدعم الايراني البلاد حدود من مقاتلين وميليشيات وحرس ثوري وحزب الله وتمويل كبير من اجل ابقاء نظام الاسد في السلطة وافشال الثورة من تحقيق اهدافها في اسقاط حليفها الاستراينيجي نظام الاسد ،ناخيك عن الدعم الروسي والصيني العلني لنظام الاسد في المحافل الدولية ومجلس الامن والامم المتحدة ،عدا تواجد البوارج الحربية الروسيسة في السواحل السورية ،نحن نقول هنا ان مؤتمر جنيف 2 هو اكذوبة امريكية تسويفية دعائية لااكثر ،هدفها اطالة عمر النظام السوري الدموي،وتنفيذ اجندها بالتخادم مع نظام الملالي في طهران ،ومن ملامحها الاتفاق النووي بينهما ،والذي دخل حيز التنفيذ قبل يومين ، جنيف2 اكذوبة امريكية انطلت على المعارضة السورية ،والتي تفاجئت داخل المؤتمر برفض الوفد السوري مناقشة المرحلة الانتقالية لحكم الاسد ورحيله عن السلطة ،حسب ما نص عليه مؤتمر جنيف1،ورفض الوفد السوري مناقشة ابسط قضية انسانية هي ادخال المساعدات للمدن المحاصرة وتبادل الاسرى وغيرها اليس هذا صلف سوري بامتياز، اذن امريكا تلعب في الوقت الضائع في جنيف 2 ،وتضحك به على العرب وليس على المعارضة السورية وحدها …انه ديدن امريكا في احتراف الكذب على العالم ….