وكالات – كتابات :
حاملة الأقمار الصناعية قد تُصبح السلاح الرئيس في العصر القادم بدلاً من حاملات الطائرات، حسب ما يُخطط الخبراء الصينيون في ظل التنافس “الصيني-الأميركي” المستعر على الفضاء.
إذ تعمل “الصين” على بحث خطط لتصنيع حاملة مدارية تعمل بالذكاء الاصطناعي يُمكنها الدفاع والتزود بالوقود والحفاظ على تشغيل أصولها الفضائية، وأيضًا القيام بعمليات عسكرية في الفضاء.
حاملة الأقمار الصناعية الصينية المقترحة..
ويقترح الباحثون الصينيون تصنيع حاملة الأقمار الصناعية تُخصص لحمل مئات من (CubeSats-أقمار صناعية صغيرة)، يمكنها الدفاع بسرعة وفعالية عن الأصول الفضائية الصينية.
و(CubeSat)؛ فئة من الأقمار الصناعية المصغرة طولها: 10 سم؛ (3.9 بوصة). ولا يزيد وزنها على: 02 كغم لكل وحدة، وغالبًا ما تُستخدم مكونات تجارية جاهزة. ومنذ آب/أغسطس 2021، تم إطلاق أكثر من: 1600 من هذه الأقمار الصناعية الصغيرة.
وأشار العلماء الصينيون إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون مطلوبًا لتحديد متى وأين يتم إطلاق (CubeSats) للدفاع ضد الأقمار الصناعية المعادية، حسبما ورد في تقرير (South China Morning Post) الصينية المقربة للحكومة.
أي أن الذكاء الاصطناعي، وفقًا للخطة الصينية، يُمكنه أن يستخدم وابلاً من الأقمار الصناعية الصغيرة ضد الأهداف الأميركية في الفضاء، ويحولها لحطام قبل أي رد فعل من مراكز صناعة القرار في “واشنطن”.
سبب رغبة الباحثين في توظيف الذكاء الاصطناعي في تشغيل حاملة الأقمار الصناعية، هو أنهم يؤمنون بأن الطبيعة المعقدة لمعركة فضائية كبيرة وسريعة في المستقبل، ستكون خارج قدرات العقل البشري وحتى أقوى من قدرات بعض خوارزميات الذكاء الاصطناعي القوية الموجودة حاليًا.
يمكن استخدام حاملة الأقمار الصناعية المدارية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لأغراض أخرى غير الأغراض العسكرية، مثل التزود بالوقود في المدار والصيانة، حسب الباحثين الصينيين.
ويمكن النظر إلى نية “الصين” دمج الذكاء الاصطناعي العسكري بالأقمار الصناعية التجارية على أنها لزيادة جدوى وانتشار قدراتها في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في الفضاء، بدون أن يبدو هذا النشاط عسكريًا بحتًا، حسبما ورد في تقرير لصحيفة (EurAsian Times).
“الصين” تتهم “إيلون ماسك” بالتحرش بأقمارها..
في الآونة الأخيرة؛ طالب خبراء الفضاء الصينيون بإنشاء تكنولوجيا متطورة لحماية أصولهم بالفضاء، من المنافسة مع “الولايات المتحدة”.
في كانون أول/ديسمبر 2021، أكدت “بكين” أن قمرين صناعيين لشركة (سبيس إكس ستارلينك)؛ التابعة للملياردير الأميركي؛ “إيلون ماسك”، اقتربا بشكلٍ خطير من محطتها الفضائية الجديدة في واقعتين.
وأثارت هذه التقارير مخاوف من احتمال زيادة وتيرة هذه المواجهات العدائية في القريب العاجل.
في 16 حزيران/يونيو الماضي، نشر موقع (Space News)؛ تقريرًا يُفيد بأن مثل هذه المواجهات أصبحت أكثر تكرارًا. كما زعم أن الأقمار الصناعية الصينية والأميركية كانت تلعب لعبة: “القط والفأر” في الفضاء.
وصل الأمر إلى مطالبة الخبراء العسكريين الصينيين بإستراتيجية لإسقاط أو تدمير أقمار (ستارلينك)؛ التابعة لشركة (سبيس إكس)، إذا كانت تُشكل تهديدًا لأمن “الصين”.
يُفسر ذلك تزايد توجهات “الصين” لتعزيز قدراتها العسكرية في الفضاء، حيث تقول “بكين” إن صاروخها الجديد؛ (ASAT)، لا يمكن أن: “يذوّب” الأقمار الصناعية للعدو فحسب، بل يصطادها أيضًا في المدار.
خوارزمية ذكاء اصطناعي جديدة..
وتأتي فكرة تصنيع حاملة للأقمار الصناعية تُحلّق في الفضاء، تُدار بالذكاء الاصطناعي، في إطار الاهتمام الصيني البالغ نفسه بالتكنولوجيا الفضائية العسكرية.
كتب فريق علمي صيني بورقة نُشرت؛ في 25 حزيران/يونيو، بمجلة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، أن البحث عن أكثر الطرق فعالية للذكاء الاصطناعي للتحكم في حاملة مدارية ستكون له: “قيمة اقتصادية وعسكرية قوية”، حسب تقرير (South China Morning Post) الصينية.
وبالفعل يختبر الباحثون الذكاء الاصطناعي لحاملة مدارية، يُمكنها استخدام منصة مدارية تحمل (CubeSats) للقيام بدوريات والدفاع ضد أي هجوم مخطط ومستمر في الفضاء.
واقترحوا استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط للمهمة لتقديم رؤى مهمة حول قضايا مثل اتجاه انتقال المدار، وتوقيت إطلاق (CubeSat)، وتوقيت لقاءات الأقمار الصناعية.
استند الحل الذي توصل إليه الباحثون إلى نموذج محاكاة، بمساعدة خوارزمية تُعرف باسم: “البحث الجشع متعدد الدورات”، تم اختبارها وثبت أنها أكثر سرعة من الخوارزميات المستخدمة في هذا المجال.
أكدت مجموعة أخرى من العلماء الصينيين؛ مؤخرًا، أنهم ابتكروا ذكاءً اصطناعيًا؛ (AI)، قادرًا على مطاردة الأقمار الصناعية باستخدام تقنيات مثل الخداع.
علاوة على ذلك؛ وبحلول عام 2025، تُخطط “الصين” لإطلاق كوكبة (Jilin-1) الكاملة؛ المكونة من: 138 قمرًا صناعيًا في المدار. سيتم تعزيز قدرة هذه الأقمار الصناعية على مراقبة الأرض بشكل دائم وبقوة، خاصة ضد الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية التابعة لـ”الولايات المتحدة” وحلفائها؛ ومن خلال إضافة الذكاء الاصطناعي الذي سيُعزز بشكل كبير، قدرات التصوير الخاصة بهم.