المؤلف : الدكتور بليغ حمدي إسماعيل
الناشر : وكالة الصحافة العربية ( ناشرون ) جمهورية مصر العربية.
سنة النشر : يوليو 2022 م.
صدر حديثا كتاب ” الكتابة الأكاديمية .. دليل تنمية مهارات الكتابة الإقناعية الحجاجية ” للدكتور بليغ حمدي إسماعيل أستاذ المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية بكلية التربية بجامعة المنيا ، وهذا الكتاب يقدم دليلا إجرائيا لكل من الأستاذ الجامعي وطلاب الجامعة يستهدف تنمية مهارات الكتابة الإقناعية الحجاجية ، فضلا عن تنمية مهارات الكتابة الإلكترونية ،وهو دليل تدريبي يستند على عمليات الكتابة الأكاديمية .
ويؤكد المؤلف في مقدمة الكتاب على أن الكتابة تعد العملية الذهنية التي يقوم بها الأفراد ؛ بهدف إنتاج مادة لغوية حول موضوعات محددة ، وهذه العملية المقصودة تشمل مهام تحديد الهدف من الكتابة ، والعصف الذهني للأفكار وتنظيمها بشكل تتابعي ، ثم التحرير للكتابة ومراجعتها من أجل تقديم منتج لغوي محكم. والكتابة في اللغة تعني الجمع والشد والتنظيم ، كما تعني الاتفاق على الحرية ، فالرجل يكاتب عبده على مال يؤديه منجما ، أي يتفق معه على حريته مقابل مبلغ من المال ، كما تعني : القضاء والإلزام والإيجاب .
ويشير المؤلف إلى أن المعنى الاصطلاحي للكتابة يجمع هذه الدلالات المتنوعة ؛ فالشد والجمع والتنظيم مهام أساسية لعملية الكتابة ، لأنها لا ترتكز إلى على الصياغة المحكمة القوية ، ومعنى الحرية يتمثل في رغبة المتعلم الذاتية لتحرير أفكاره ومشاعره ، أما الإلزام فيتمثل في أن الكلمة المكتوبة ملزمة لصاحبها ، وتعد شاهدا ودليلا يقضى به عليه.
كما يؤكد بليغ حمدي على أن الكتابة تحتل منزلة مهمة في حياة الفرد والمجتمع ، فهي ظاهرة إنسانية اجتماعية وعنصر أساسي من عناصر الثقافة ووسيلة من أهم وسائل التواصل اللغوي بين الذات والآخرين ، كما أنها ستظل الأداة الأولى التي تحمل الفكر الإنساني من جيل إلى جيل آخر ، إنها مفخرة العقل الإنساني ، بل إنها أعظم ما أنتجه الفكر الإنساني ، فعن طريقها أمكن تسجيل التراث الثقافي وانتقاله من جيل إلى جيل ، وبهذا المعنى تعد الكتابة وسيلة من وسائل الاتصال التي بواسطتها يمكن للإنسان أن يعبر عن أفكاره ، وأن يقف على أفكار غيره” .
ويكاد يتفق معظم التربويين وعلماء التربية اللغوية على أن الكتابة وسيلة رئيسة لعرض الأفكار والمشاعر ، وبامتيازها بأنها غاية وغيرها من فروع ومهارات اللغة وسائل ووسائط مساعدة معينة عليها ، لذلك لا فكاك من كونها هدفا تهدف إليه موضوعات اللغة العربية جميعها وتسعى لتجويده، ويمكن إيجاز أهمية الكتابة من عدة جوانب، أهمها أنها أهم الغايات المنشودة من دراسة اللغة العربية ؛ لأنها وسيلة الإفهام ، وهي إحدى جانبي عملية التفاهم ، كما تعد الكتابة وسيلة اتصال الفرد بغيره ، وأداة لتقوية الروابط الفكرية والاجتماعية بين الأفراد ، فضلا عن أن العجز عن التعبير بالكتابة يشكل أثرا كبيرا في إخفاق المتعلمين الذي يترتب عليه الاضطراب ، وفقدان الثقة بالنفس ، وتأخر النمو الاجتماعي والفكري والمعرفي لديهم، كما أن الكتابة جزء أساسي للمواطنة ، وشرط ضروري لمحو أمية المواطن.
ويقدم المؤلف استفسارا مفاده هل هناك تأثير للتكنولوجيا في تعليم اللغة؟ مجيبا عنه بأن طبيعة العصر الراهن تحتم التعامل مع المتعلمين وفقا لمعطيات عصرهم ، ولم يعد السؤال القديم : “هل هناك تأثير للتكنولوجيا في تعليم اللغة؟ ” مقبولا الآن ، بل الأنسب اليوم طرح سؤال : ” كيف توظف التكنولوجيا وتطبيقاتها لخدمة تعليم مهارا اللغة العربية؟” ، مشيرا إلى أن الكتابة الأكاديمية الإلكترونية مهارات مركبة تتكون من مهارات فرعية للكتابة اللغوية ومهارات المعلوماتية الإلكترونية الخاصة باستخدام الحاسوب في الكتابة والاتصال ، وهي عملية يتم فيها تبادل الخبرات بصورة تفاعلية وضرورية لإنتاج الأفكار وتكوين الاتجاهات عبر شبكة الإنترنت من خلال التطبيقات الرقمية ، ولقد برز هذا النوع من الكتابة منذ بداية الثمانينيات حينما شرع خبراء اللغة وتعليم مهارات الكتابة في بحث الأدوار الممكنة للحاسوب في هذا الميدان .
ويقر المؤلف واقعا بأن الكتابة الأكاديمية الإلكترونية تعد وثيقة الصلة بالمنصات التعليمية الرقمية ؛ حيث إن أهم مساهمة يمكن أن تقدمها المنصات الرقمية كمعالج للنصوص مساعدة الطلاب في إنتاجهم اللغوي الكتابي فيما يتعلق بدراستهم الأكاديمية من كتابة مقالات أكاديمية متخصصة ، أو صوغ تقارير علمية ، أو إعداد ملخصات لما تمت دراسته من موضوعات مقررة ، أو كتابة أبحاثهم الجامعية بوجه عام.
ويشتمل هذا الكتاب الذي يقع ( 313 ) صفحة على خمسة فصول هي كالتالي :
ـ مكانة الكتابة في الحضارة الإسلامية .
ـ الكتابة الأكاديمية في الجامعات العربية( توصيف الواقع واستشراف المستقبل ).
ـ الكتابة الأكاديمية ، مفهومها وأهدافها ، وأهميتها .
ـ الكتابة الأكاديمية الإلكترونية.
ـ الكتابة الإقناعية الحجاجية .
كما يتضمن الكتاب دليلا إجرائيا لدروس تطبيقية لتنمية مهارات الكتابة الإقناعية الحجاجية لدى طلاب الجامعات ، وبإمكان الأستاذ الجامعي أن يعدل أو يضيف ما يراه حسب ما يتطلبه الموقف التعليمي وقدرات المتعلمين .
https://books.google.com.eg/books?id=rZ95EAAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar&source=gbs_ge_summary_r&cad=0#v=onepage&q&f=false